طوّر باحثون من معهد بكين للتكنولوجيا عدسات لاصقة ذكية تمكّن الأطباء من التشخيص المبكر لاسلكياً لمرض الغلوكوما (زَرَق العين)، ما يمنع تطور المرض المؤدي إلى إصابة المريض بالعمى.
ما هي الغلوكوما؟
الغلوكوما، والتي تُعرف أيضاً بزَرَق العين أو المياه الزرقاء في العين، هي مجموعة من أمراض العين، يمكن أن تسبب العمى بسبب تلف العصب البصري، تحدث بسبب تراكم السوائل في الجزء الأمامي من العين، ما يزيد الضغط داخلها.
اقرأ أيضاً: نموذج تعلم عميق من جوجل يتنبأ بالإصابة بالشيخوخة البيولوجية من صور شبكية العين
تبدأ أعراض فقدان البصر ببطء شديد، وعادة ما يبدأ بفقدان الرؤية الجانبية (المحيطية)، وخاصة رؤية الجزء الأقرب إلى الأنف، لذا لا يشعر المريض بالإصابة، أو التغيير في الرؤية. مع تقدم الإصابة، لا يعود المريض قادراً على الرؤية الجانبية، ثم يبدأ المعاناة من ألمٍ شديدٍ في العين، واحمرار العين، والرؤية الضبابية، بالإضافة إلى الصداع ورؤية هالات حول الأضواء.
يعاني معظم المصابين بالغلوكوما ارتفاع ضغط العين، على الرغم من إصابة البعض بالغلوكوما دون الإصابة بارتفاع ضغط العين، كما يختلف ضغط العين الطبيعي من شخصٍ لآخر، فما هو طبيعي بالنسبة لشخص ما قد يكون مرتفعاً بالنسبة لشخص آخر.
لا يمكن منع الإصابة بالغلوكوما، ولا يوجد علاج شافٍ لها، لكن العلاج المبكر يمكن أن يوقف الضرر في كثير من الأحيان ويمنع تفاقمه، ويحمي الرؤية، إذ تساعد العلاجات المبكرة التي تخفض ضغط العين على إبطاء تطور المرض.
تُشَخَّص الغلوكوما عبر إجراء فحص شامل للعين المتوسعة، ويركّز الطبيب على الرؤية الجانبية في أثناء الفحص. يساعد أيضاً اكتشاف زيادة طفيفة في ضغط العين على تشخيص الغلوكوما، لكن يصعب مراقبتها بشكلٍ مستمر، خاصة مع تنوع درجات الحرارة التي تواجهها العين.
عدسات لاصقة ذكية للكشف اللاسلكي عن الغلوكوما
دفعت خطورة الغلوكوما وتطورها غير المحسوس الباحثين لإيجاد طريقة تساعد على التشخيص المبكر، من بينهم باحثون من معهد بكين للتكنولوجيا في الصين. فقد أظهرت دراستهم المنشورة في دورية "المواد التطبيقية الصادرة عن الجمعية الكيميائية الأميركية" (ACS Applied Materials & Interfaces) نموذجاً أوليّاً لعدسة لاصقة "ذكية" عملوا على تطويرها لقياس ضغط العين بدقة، بغض النظر عن درجة الحرارة، وإرسال إشارات في الوقت الفعلي تعبّر عن القياسات لاسلكياً لتمكين الكشف المبكر عن الغلوكوما.
اقرأ أيضاً: ما هي العدسات اللاصقة الذكية؟ وما استخداماتها بعيداً عن أفلام الخيال العلمي؟
صمم فريق البحث في البداية دائرتين لولبيتين مصغرتين، لكل منهما نمط اهتزاز طبيعي فريد يتغير عندما يتم تمديده بنسب دقيقة، مثل التغيرات في ضغط العين وقطرها. ولتطوير العدسات اللاصقة للكشف عن الضغط، وضع الباحثون هذه الدوائر الصغيرة بين طبقات من مادة البولي ثنائي ميثيل سيلوكسان، وهي مادة نموذجية تستخدم للعدسات اللاصقة. بعد ذلك قرؤوا أنماط اهتزاز الدوائر المدمجة لاسلكياً عن طريق وضع ملف بالقرب من العدسة المتصلة بجهاز حاسوب.
أجرى الباحثون أيضاً اختبارات تهدف إلى محاكاة حركة العين، والتعرض الطويل للرطوبة (لمحاكاة الظروف الرطبة في العين)، والتآكل اليومي، ولم يجدوا أي تأثير على دقة الإشارات المرسَلة.
اختبر الباحثون العدسات على ثلاث عينات فردية من عيون الخنازير مع التحكم في ضغط العين ودرجات الحرارة، ووجدوا أنها قادرة على اكتشاف تغيرات ضغط العين بدقة ضمن نطاق واسع من درجات الحرارة (10-50 درجة مئوية) بدقة عالية، تصل إلى 93%.