طرحت شركة إنفيديا (Nvidia) الأميركية، التي تمتلك حصة تتراوح بين 80 - 95% من سوق شرائح الذكاء الاصطناعي، شرائح جديدة تجعل الحواسيب الشخصية قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي. من المتوقع أن تُحدِث هذه الشرائح تغييراً كبيراً في سوق الحواسيب الشخصية والذكاء الاصطناعي؛ حيث ستسمح بتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على الحواسيب بدلاً من السحابة، ما يمنح المستخدمين المزيد من الخصوصية والمرونة. إليك ما نعرفه حتى الآن عن هذه الشرائح.
اقرأ أيضاً: كيف أصبحت إنفيديا المستفيد الأكبر من سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم؟
ثلاث شرائح جديدة لمعالجة الرسومات
الشرائح التي كشفت عنها إنفيديا هي ثلاث شرائح لمعالجة الرسومات مخصصة للحواسب الشخصية. تحتوي هذه الشرائح على مكونات إضافية من شأنها أن تجعل الحواسيب قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاعتماد على الخدمات التي تتوفر على الإنترنت.
قالت الشركة في عرض تقديمي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية 2024، إن الشرائح الجديدة هي إصدارات محدّثة من الشرائح المتوفرة حالياً في السوق، وستكون متاحة بسعر مناسب، وأكدت الشركة أيضاً أن هذه الشرائح ستكون أفضل المعالجات لتشغيل الحواسيب المكتبية والمحمولة.
اقرأ أيضاً: جوجل تعلن عن رقائق ذكاء اصطناعي تتفوق على الرقائق التي تطوّرها إنفيديا
مواصفات الشرائح الجديدة
الشريحة الأولى هي جي فورس آر تي إكس 4080 سوبر (GeForce RTX 4080 SUPER)، قالت إنفيديا إنها تستطيع تشغيل برنامج توليد الصور ستيبل ديفيوجن إكس إل (Stable Diffusion XL) أسرع بـ 1.7 مرة من شرائح الجيل السابق التي طورتها، كما ستتمكن الشريحة الجديدة من تشغيل الألعاب بدقة 4K. ومن المقرر طرحها في الأسواق يوم 31 يناير/كانون الثاني 2024 بسعر 999 دولاراً أميركياً.
بالإضافة إلى ذلك، ذكرت الشركة أن الشريحة الثانية هي آر تي إكس 4070 تي آي سوبر (RTX 4070 Ti SUPER) ستكون بسعر 799 دولاراً، والشريحة الثالثة هي سوبر 4070 (4070 SUPER) ستتوفر بسعر 599 دولاراً، وستُطرح الشريحتان في وقتٍ لاحق من هذا الشهر.
بالإضافة إلى قدرتها على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، ستوفّر الشرائح الثلاث تجربة ألعاب أكثر واقعية مع صور عالية الوضوح، كما ستولّد تفاعلاً محسّناً بين العناصر والشخصيات داخل اللعبة، وستوفّر استجابة سريعة لبرامج تحرير الصور التي طوّرتها شركات مثل أدوبي (Adobe)، وأكدت الشركة أن هناك نحو 500 برنامج تعمل بشكلٍ جيد ومتوافق مع الشرائح الجديدة.
اقرأ أيضاً: 10 من أبرز الشركات العاملة في إنتاج شرائح الذكاء الاصطناعي وتطويرها
شركات أخرى تنافس إنفيديا
إنفيديا ليست الشركة الوحيدة التي تحاول تطوير معالجات قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على الحواسيب الشخصية بدلاً من مراكز البيانات، فشركتا إنتل (Intel) وأيه إم دي (AMD) الأميركيتان، وهما من أكبر المنافسين لإنفيديا، تعملان أيضاً على تطوير شرائح ذكاء اصطناعي خاصة بهما للحواسيب. على سبيل المثال، أطلقت شركة إنتل معالجاتها القوية إنتل كور ألترا (Intel Core Ultra) التي تتميز بتحسين الأداء والكفاءة واستهلاك الطاقة، وهي قادرة على تشغيل الذكاء الاصطناعي على الحواسيب.
فوائد تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على الحواسيب الشخصية
يوفّر تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي على الحواسيب الشخصية العديد من المزايا مقارنة بالخدمات السحابية. إحدى الفوائد الرئيسية هي الخصوصية، حيث يمكن للمستخدمين الاحتفاظ ببياناتهم على أجهزتهم الخاصة دون الحاجة إلى مشاركتها مع موفري خدمات خارجيين. يمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى تقليل مخاطر اختراق البيانات والهجمات السيبرانية، فضلاً عن الامتثال للوائح حماية البيانات المحلية التي تفرضها عدة دول.
هناك فائدة أخرى وهي المرونة، حيث يمكن للمستخدمين تخصيص نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم وفقاً لاحتياجاتهم وتفضيلاتهم، دون التقيد بالميزات والخيارات التي تقدّمها الخدمات السحابية.
اقرأ أيضاً: شريحة ذكاء اصطناعي عملاقة وفائقة السرعة تستخدم في عملية البحث عن أدوية أفضل للسرطان
الفائدة الثالثة هي الوصول، حيث يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعي دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت، كما يمكن تجنب مشكلات زمن الوصول وسرعة الإنترنت التي قد تنشأ عند استخدام الخدمات المستندة إلى السحابة، خاصة بالنسبة لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة والمعقدة.