ميزة «سجل الروابط» من ميتا: ما حقيقة مزاعم اختراقها للخصوصية؟

3 دقيقة
ميزة «سجل الروابط» من ميتا: ما حقيقة مزاعم اختراقها للخصوصية؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/Skorzewiak

بالنسبة للمستخدمين الذين  ينسون  دائماً المكان الذي قرؤوا فيه خبراً أو معلومة على الإنترنت،  يمكنهم الآن العثور على مواقع الويب التي قاموا بزيارتها خلال الثلاثين يوماً الماضية في مكان خاص عبر ميزة "سجل الروابط" (Link History) التي أطلقتها شركة ميتا (Meta) مع بداية عام 2024 لتطبيقها الرئيسي فيسبوك (Facebook). ومع ذلك، أثارت هذه الميزة بعض المخاوف المتعلقة بالخصوصية والأمان لدى الخبراء.

ما هي ميزة "سجل الروابط"؟

أطلقت شركة ميتا عبر موقع فيسبوك ميزة "سجل الروابط" التي تتيح للمستخدمين رؤية سجل الروابط التي نقروا عليها أو شاركوها أو علقوا عليها داخل تطبيق فيسبوك خلال الثلاثين يوماً الماضية.

كما أعلنت ميتا أن الميزة ستكون في متناول مستخدمي فيسبوك خلال أشهر على أجهزة أندرويد (Android) والآي أو إس (iOS)، حيث من المفترض أن يتم تفعيل الميزة افتراضياً، بينما تمنح النافذة الأولية المنبثقة المستخدمين خيار إيقاف تشغيلها يدوياً إذا كانوا لا يريدون تتبع نقرات الارتباط الخاصة بهم وتخزينها، أي أن العديد من المستخدمين قد يوافقون دون قصد على أسلوب التتبع هذا.

اقرأ أيضاً: جوجل تفشل في تطبيق قوانينها الخاصة المتعلقة بالترويج لتطبيقات التتبع

ميزة "سجل الروابط" لا تحمي البيانات

أوضحت ميتا أن "سجل الروابط" يمنع المستخدمين من فقدان روابط مواقع الويب التي ينقرون عليها من خلال تخزينها في مستودع خاص. لكن وفقاً للتقرير المنشور على موقع غيزمودو (Gizmodo) فإن تلك الميزة تسمح لميتا بتتبع بيانات المستخدمين عبر نشاطهم على مواقع الويب.

تصل هذه الميزة في الوقت الذي تعلن فيه جوجل عن مبادرة (Privacy Sandbox) حيث ستبدأ الإلغاء التدريجي لملفات تعريف الارتباط  التابعة لجهات خارجية على كروم، لتُنجز الإيقاف الكامل بنسبة 100% من المستخدمين اعتباراً من الربع الثالث من عام 2024، وذلك بهدف تحقيق التوازن بين الحاجة إلى الخصوصية ومتطلبات الشركات الرقمية.

سابقاً، كانت جوجل تجمع بيانات مثل اسم المستخدم والعمر التقريبي و"الهدف من البحث" عندما يسجل المستخدمون الدخول إلى حسابات جوجل الخاصة بهم ويستخدمون بحث جوجل، واعتماداً على "هدف البحث" يمكن لشركة جوجل تحديد سلوك التصفح الخاص لتحسين استهداف الإعلانات للمستخدمين بناءً على نواياهم المستنتجة.

بينما لم يكن يتم عبر فيسبوك، قبل ميزة سجل الروابط، تحديد نوايا المستخدمين بل تركيبتهم السكانية، لأنه يستخدم ملفات تعريف الارتباط التي تشارك معلومات حول مواقع الويب التي زارها المستخدم قبل زيارة فيسبوك. ومع التخلص التدريجي من ملفات تعريف الارتباط الخاصة بالأطراف الثالثة، تحتاج ميتا إلى أكبر قدر ممكن من المعلومات السياقية حول مستخدميها.

 ومع استخدام ميزة سجل الروابط أصبح بإمكان فيسبوك أيضاً استنتاج نية المستخدم، حيث تحتفظ هذه الميزة بسجل لكل رابط ينقر عليه المستخدم داخل التطبيق، ومن خلال تحليل هذه الروابط، يستطيع فهم سلوك المستخدم واهتماماته بشكل أفضل، ما يسمح له بتقديم إعلانات أكثر تخصيصاً للمستخدم. لذا يعتقد الخبراء أن هذه قد تكون طريقة ميتا لإنشاء نهج قائم على الإذن لجمع البيانات من المستهلكين استعداداً لعالم خالٍ من ملفات تعريف الارتباط.

اقرأ أيضاً: كيف تتتبع الشركات بيانات المستخدمين؟ وبماذا تستخدمها؟

معالجة مخاوف الخصوصية

لحل المشكلة يمكن:

إيقاف ميزة "سجل الروابط": حيث  تقول ميتا حالياً إنها توفر خيار تعطيل ميزة "سجل الروابط"، وهو ما قد يحميك من ممارسات التتبع. لإيقاف الميزة اتبع الخطوات التالية:

  1. افتح تطبيق فيسبوك.
  2. انقر على أي رابط داخل التطبيق لفتحه في متصفح خاص مدمج في التطبيق، بدلاً من المتصفح الافتراضي لهاتفك.
  3. اضغط على النقاط الثلاث في أعلى اليسار، ثم اضغط على الإعدادات.
  4. مرر نحو خيار "السماح بسجل الروابط".
  5. يمكن للمستخدم تعطيل سجل الروابط عن طريق تبديل وضع الزر الموجود بجواره.

وعدت ميتا عبر مركز خدمة الدعم أنها ستحذف "سجل الروابط" خلال 90 يوماً إذا قام المستخدم بإيقاف تشغيل الإعداد. ومع ذلك، إن إيقاف تشغيل الميزة قد لا يمنع ميتا بالضرورة من تتبع نشاطك بعد دخولك إلى موقع الويب. ففي عام 2022، ادعى باحث الخصوصية فيليكس كراوس (Felix Krause) أن ميتا تستخدم نوعاً من نصوص جافا سكريبت يُعرف باسم مسجل لوحة المفاتيح (keylogging)، وهو برنامج تجسس يسمح لميتا بمراقبة كل ما تكتبه وتنقر عليه بما في ذلك كلمات المرور، لذا قد يكون خيار إيقاف ميزة "سجل الروابط" مضللاً.

اقرأ أيضاً: كيف توقف شركات الإعلان عن استهدافك بناء على عنوان بريدك الإلكتروني؟

الاشتراك المدفوع: أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن ميتا تدرس نموذج اشتراك خالٍ من الإعلانات، لكن لا توجد معلومات حول أي أسعار محتملة أو تواريخ إصدار، أو حتى ما إذا كان سيتم إطلاق "المنتج" بالفعل وإصداره للجمهور.

المحتوى محمي