ما الحجم الحقيقي للأثر الكربوني للذكاء الاصطناعي؟ قد يكون أكبر مما تتوقع

2 دقيقة
ما الحجم الحقيقي للأثر الكربوني للذكاء الاصطناعي؟ قد يكون أكبر مما تتوقع
مصدر الصورة: ستيفاني آرنيت. إم آي تي تي آر. غيتي. إنفاتو

مؤخراً، اجتمع عدد من قادة العالم في دبي في إطار محادثات مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP28). ومع إعلان 2023 أكثر السنوات سخونة على الإطلاق، يمثل لقاء هذه السنة لحظة لمواجهة الحقيقة بالنسبة لشركات النفط والغاز. إضافة إلى ذلك، تجدد التركيز والحماس تجاه دعم الشركات الناشئة المختصة بالتكنولوجيا النظيفة. فقد وصلت الأمور إلى مرحلة غير مسبوقة من المخاطر.

الأثر الكربوني للذكاء الاصطناعي

لكن ثمة موضوع لا يحظى بما يستحقه من الاهتمام، وهو الأثر الكربوني للذكاء الاصطناعي. ويُعزى هذا، جزئياً، إلى امتناع الشركات التكنولوجية الكبرى عن الإفصاح عن الأثر الكربوني لتدريب نماذجها الهائلة واستخدامها، إضافة إلى عدم وجود أساليب معيارية معتمدة لقياس الانبعاثات الناجمة عن الذكاء الاصطناعي. وعلى الرغم من أننا ندرك أن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي يتسبب بدرجة عالية من التلوث، فإن مقدار الانبعاثات الناجمة عن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يزال مجهولاً حتى الآن. أجل: حتى الآن.

فقد نشرت مؤخراً مقالاً يتحدث عن بحث جديد حول حساب الأثر الكربوني الحقيقي لاستخدام نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدية. فتوليد صورة واحدة يستهلك من الطاقة ما يكفي لشحن هاتفك الذكي بالكامل، وفقاً لدراسة من باحثين في شركة الذكاء الاصطناعي الناشئة هاغينغ فيس (Hugging Face) وجامعة كارنيغي ميلون. يؤدي هذا إلى تأثير كبير يصيب الكوكب، لأن الشركات التكنولوجية تدمج هذه النماذج العالية القدرة في كل شيء، بدءاً من البحث في الإنترنت وصولاً إلى البريد الإلكتروني، ما يعني أن هذه النماذج تُستَخدم مليارات المرات يومياً.

اقرأ أيضاً: كيف يمكننا قياس البصمة الكربونية لنماذج الذكاء الاصطناعي وتقليلها؟

تأثير التغير المناخي يبدأ من السحابة الإلكترونية

ليس من الضروري أن تؤدي التكنولوجيا الحديثة إلى إيذاء الكوكب، وتتسم الأبحاث المشابهة لهذا البحث بأهمية كبرى في مساعدتنا في الحصول على أرقام مؤكدة حول الانبعاثات. كما أن هذه الأبحاث ستساعد الناس في أن يدركوا أن السحابة الإلكترونية التي نعتقد أن نماذج الذكاء الاصطناعي تكمن فيها تؤثر فينا على نحو ملموس جداً، وفقاً لباحثة الذكاء الاصطناعي في هاغينغ فيس، ساشا لوتشيوني، التي قادت هذا العمل.

وتقول إنه عند الحصول على هذه الأرقام، يمكننا أن نباشر التفكير في شأن متى يكون استخدام النماذج العالية القدرة ضرورياً فعلاً، ومتى يمكن للنماذج الأخف أن تكون أكثر ملاءمة.

ويتفق الباحث العلمي في مختبر لينكولن في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا فيدجاي غيدبالي، الذي لم يشارك في هذا البحث، مع هذه الأفكار. فتحديد الأثر الكربوني لكل استخدام للذكاء الاصطناعي قد يجعل الناس أكثر تروّياً في طريقة استخدامهم لهذه النماذج، كما يقول.

إضافة إلى هذا، يبين بحث لوتشيوني أن الانبعاثات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي ستعتمد على مكان استخدامها، وذلك وفقاً للباحث العلمي في معهد ألين للذكاء الاصطناعي، جيسي دودج، الذي لم يشارك في الدراسة.

اقرأ أيضاً: جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي تغيّر مشهد النماذج اللغوية الكبيرة في المنطقة

فالأثر الكربوني للذكاء الاصطناعي في أماكن تتضمن شبكة كهربائية قليلة التلويث، مثل فرنسا، سيكون أقل بكثير منه في أماكن تتضمن شبكة كهربائية تعتمد على الوقود الأحفوري بصورة رئيسية، مثل بعض الأماكن في الولايات المتحدة. وفي حين أن الكهرباء التي يستهلكها تشغيل الذكاء الاصطناعي لا تتغير، فمن الممكن تخفيف الأثر الكربوني الإجمالي لهذه النماذج بتشغيلها في أماكن تعتمد فيها الشبكة الكهربائية على نسبة أعلى من المصادر المتجددة، كما يقول.

وعلى الرغم من أن التغير المناخي يمكن أن يثير درجة عالية من القلق، فمن المهم أن ندرك تأثير القطاع التكنولوجي على كوكبنا بصورة أفضل. وقد تساعدنا هذه الدراسة ومثيلاتها في التوصل إلى حلول مبتكرة تتيح لنا الحصول على فوائد الذكاء الاصطناعي والتخفيف من أضراره في الوقت نفسه. ففي نهاية المطاف، لن نتمكن من إصلاح شيء نعجز عن قياسه.

المحتوى محمي