هل من الآمن حفظ كلمات المرور في متصفح الإنترنت؟ وما البدائل المناسبة؟

مع تطور التكنولوجيا وانتشار استخدام الإنترنت في حياتنا اليومية، أصبحت كلمات المرور أداة أساسية لحماية حساباتنا الشخصية ومعلوماتنا الحساسة. لكن هل يجب السماح لمتصفح الإنترنت بحفظ كلمات المرور الخاصة بنا؟ يُثير هذا الأمر العديد من الأسئلة والشكوك حول سلامة المعلومات الشخصية، فما البدائل المتاحة لحماية الحسابات على الإنترنت؟

هل يجب السماح لمتصفح الإنترنت بحفظ كلمات المرور الخاصة بك؟

لا توجد إجابة محددة بنعم أم لا لهذا السؤال، فحفظ كلمات المرور في المتصفح له إيجابيات وسلبيات:

إيجابيات حفظ كلمات المرور في المتصفح

توفير الوقت والجهد عن طريق ملء معلومات تسجيل الدخول تلقائياً إلى الحسابات المختلفة.
الوصول بسهولة إلى كلمات المرور المحفوظة في المتصفح واستخدامها عبر مختلف الأجهزة.
الأمان الذي توفره بعض المتصفحات عبر ميزات تشفير كلمة المرور وحمايتها.

مخاطر حفظ كلمات المرور في المتصفح

من جهةٍ أخرى، يسهل حفظ كلمات المرور في المتصفح وصول المخترقين والمتسللين إلى الحسابات كلها المرتبطة بكلمات المرور المحفوظة في بعض المتصفحات، وفيما يلي المخاطر المترتبة على ذلك:

سرقة كلمات المرور

تخزّن متصفحات الويب كلمات المرور بطريقة غير آمنة، ما يجعلها عرضة للسرقة من قِبل المتسللين ومجرمي الإنترنت. يمكن استخراج كلمات المرور بسهولة من المتصفحات باستخدام نصوص برمجية بسيطة، ثم استخدامها في أغراض ضارة.

فعلى الرغم من أن كلمات المرور نفسها مشفرة، فإنه يتم تخزين مفتاح التشفير بطريقة تسهّل الوصول إليه.

الوصول الفعلي إلى الحاسوب

إذا تمكن شخص ما من الوصول الفعلي إلى جهاز به كلمات مرور محفوظة، يمكنه بسهولة الوصول إلى الحسابات كلها المرتبطة بكلمات المرور هذه. من هؤلاء الأقارب الفضوليون أو زملاء العمل، أو المتسللون الذين يزورون أحد المكاتب.

قد لا تكون لبعض المتسللين القدرة البرمجية للوصول إلى كلمات المرور من الملف المحفوظ في المتصفح، لكن يمكنهم البحث في الإعدادات الخاصة بقائمة المواقع التي تُخزِّن كلمات المرور الخاصة بها، ثم تسجيل الدخول إلى أحد هذه المواقع وبالتالي الحصول على المعلومات التي يريدون جمعها من المستخدم.

سرقة حساب المتصفح

المشكلة التالية شائعة وتأتي من السماح للمستخدمين بمزامنة حسابات المتصفحات على أجهزة مختلفة، وهذا يعني أن الإشارات المرجعية وجلسات المتصفح والإضافات والإعدادات، بالإضافة إلى كلمات المرور المحفوظة تتم مزامنتها جميعها وتخزينها في السحابة. فإذا تمكن أحد المتسللين من الدخول إلى حساب المتصفح لأحد المستخدمين، يمكنه تسجيل الدخول عبر حاسوب آخر باستخدام الحساب نفسه، وبالتالي ستكون الحسابات جميعها التي خُزِنت كلمات المرور الخاصة بها في المتصفح متاحة للاستخدام.

الضعف أمام اختراقات المتصفح

يمكن كشف كلمات المرور المخزنة جميعها في المتصفح في اختراق متصفح واحد، ما يجعلها عرضة لانتهاكات البيانات.

خطر اختراق البيانات

إذا تم اختراق المتصفح، فمن الممكن أن تتعرض كلمات المرور المحفوظة جميعها للخطر، يمكن أن يؤدي هذا إلى سرقة الهوية، وخسائر مالية، ومشكلات أمنية أخرى.

عموماً، يوصى باستخدام مدير كلمات مرور مستقل بدلاً من الاعتماد على المتصفح لحفظ كلمات المرور.

يقدم مدراء كلمات المرور ميزات أمان أكثر قوة ويمكن أن يساعد على الحماية من اختراقات البيانات. إذا اخترت حفظ كلمات المرور في المتصفح، فمن المهم استخدام كلمات مرور قوية وفريدة وتمكين أي ميزات أمان متاحة.

البديل الأفضل: برامج إدارة كلمات المرور

هناك العديد من برامج إدارة كلمات المرور التي يمكن استخدامها بدلاً من إدارة كلمات مرور المتصفح. وإليك بعض الأمثلة:

إن باس (Enpass)

يوفّر مدير كلمات المرور إن باس ميزات أمان متقدمة مثل المصادقة الثنائية وتحليل قوة كلمة المرور ومشاركة كلمات المرور، ويسمح للمستخدمين بتخزين البيانات الحساسة الأخرى مثل معلومات بطاقة الائتمان والملاحظات.

كيبر (Keeper)

يسمح مدير كلمات المرور كيبر للمستخدمين بحفظ كلمات المرور ويوفّر ميزات مثل تخزين الملفات بشكلٍ آمن، والخزائن الرقمية، والمصادقة الثنائية. يتمتع كيبر أيضاً ببنية أمان قوية تُتيح للمستخدم فقط الوصول إلى بياناته.

لاست باس (LastPass)

يوفّر لاست باس ميزات مثل إنشاء كلمات المرور ومشاركتها والمصادقة الثنائية، ولديه ملحق متصفح يمكنه الملء التلقائي لمعلومات تسجيل الدخول على مواقع الويب.

كاسبر سكاي (Kaspersky)

يضمن مدير كلمات المرور من كاسبر سكاي بقاء كلمات المرور المحفوظة كلها مشفرة ومحمية في الأوقات جميعها، ويستخدم السحابة لمزامنة كلمات المرور بين الأجهزة المرتبطة بحساب (My Kaspersky).

عموماً، يوصى باستخدام مدير كلمات مرور مستقل بدلاً من الاعتماد على المتصفح لحفظ كلمات المرور، الاستفادة من ميزات أمان أكثر قوة وللحماية من اختراقات البيانات.