تفاصيل استقالة مدير مختبر الوسائط التابع لجامعة إم آي تي

3 دقائق
مصدر الصورة: فيليب فاروني / سترينجر / غيتي إيميدجيز

بعد أيام من إعلان نيته للبقاء في مختبر الوسائط التابع لـ إم آي تي وبدء عملية "الشفاء والتصالح"، قام جوي إيتو، مدير مختبر الوسائط التابع لـ إم آي تي، بإعلان استقالتَه؛ وذلك بسبب علاقاته مع المموّل والمتاجر بالجنس جيفري إيبستاين. وقد أتى هذا الإعلان بعد أقل من يوم من ظهور اتهامات جديدة من صحيفتي نيويوركر ونيويورك تايمز بأن علاقات إيتو مع إيبستاين كانت أكبر وأكثر سرية مما اعترف به إيتو سابقاً.

وفي 15 أغسطس الماضي، اعترف إيتو -الذي قاد مؤسسة الأبحاث المرموقة منذ عام 2011- بحصوله على تمويل من إيبستاين على مدار عدة سنوات، مُدّعياً أن الجامعة دعمته في ذلك. ولكن في المقابل، فإن صحيفتي نيويوركر ونيويورك تايمز قد كتبتا تقريراً باستخدام معلومات من مُخبرين، كانوا يعملون في مختبر الوسائط ذلك، يفيد بأن إيتو قام بأخذ أموالٍ أكثر بكثير مما اعترف به، كما حاول التستّر عن علاقات إيبستاين العميقة في ذلك المختبر، على الرغم من تصنيف إم آي تي لإيبستاين على أنه متبرع "غير مؤهل".

أُدين إيبستاين في عام 2008 بتهمة توظيف فتاة تحت السن القانونية لممارسة البغاء. وبعد إعادة فتح التحقيق في عام 2018 من قِبل ميامي هيرالد، اكتُشف أن إدانات إيبستاين شملت نواحيَ أوسع بكثير، كالاعتداء الجنسي وعمليات الاتجار بالجنس. وقد تم اعتقاله بتهمة الاتجار بالجنس في يوليو، ثم توفي منتحراً في زنزانته في أغسطس.

وبعد الإفصاح الأول عن قبول مختبر الوسائط أموالَ إيبستاين، تلقى إيتو ردات فعل من أعضاء بارزة في المجتمع التقني الأوسع، وتنوعت هذه الردود بين مؤيدين لأفعاله وبين معارضين لها يدعونه للاستقالة. ولكن هذه الاكتشافات الجديدة قد صدمت العديد من الأشخاص الذين أيّدوه في البداية، مما أدى إلى اعتذار واحد منهم على الأقل.

عُقد اجتماع داخلي في المختبر بتاريخ 4 سبتمبر، اعترف فيه إيتو بأنه قد أخذ 525.000 دولار من إيبستاين لتمويل مختبر الوسائط، بالإضافة إلى 1.2 مليون دولار آخر من أجل مشاريعه الخاصة. لكن مقالة نيويوركر التي نُشرت في 6 سبتمبر، زعمت أن المختبر قد حصل على 7.5 مليون دولار على الأقل من ممولَيْن آخرَيْن، أحدهما هو المستثمر الضخم ليون بلاك، والآخر هو مؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس؛ حيث تم تحويل استثماراتهما عبر إيبستاين. ولكن في المقابل، يقول المتحدث الرسمي لبيل جيتس: إن "ما يقال بأن إيبستاين قام بإدارة أي منح شخصية أو برمجية لبيل جيتس هي ادعاءات زائفة تماماً". وقالت المقالة إن إيتو قد طلب تمويلاً مباشراً من إيبستاين، وأن إيتو وموظفوه عملوا بشكل منهجي لمحو اسم إيبستاين من التبرعات حتى لا يتم فحصها أو حجبها بشكل كلي من قِبل إم آي تي.

كما تم تقديم رسائل إلكترونية إلى نيويوركر ونيويورك تايمز من قِبل سين سوينسون، وهي مساعدة التطوير السابقة في مختبر الوسائط، وقد أظهرت هذه الرسائل اعتراف إيتو وبيتر كوهين، وهو مسؤول التطوير السابق في المختبر، بأن أموال إيبستاين تحتاج إلى أن تبقى مجهولة. وقالت سوينسون لصحيفة نيويوركر إنها أعربت مراراً عن عدم ارتياحها لارتباطات المختبر مع إيبستاين، لكنها تلقّت الرد: "نحن نخطط للقيام بذلك على أي حال".

وقد صراح إيتو في اعتذاره أيضاً بأنه "لم يرَ أبداً أي دليل على الأعمال المروعة التي اتُهم إيبستاين بها". وفي المقابل، قالت سوينسون لصحيفة نيويوركر إن إيبستاين زار مختبر الوسائط في عام 2015 وبرفقته شابتان تُشبهان عارضات الأزياء، وفقاً لسوينسون، وكان إيتو مدركاً لرغبة إيبستاين في صحبة تلك الشابات، كما أخبر كوهين أن إيبستاين "لا يذهب إلى أي غرفة دون مساعدتَيه". وقال إيتو لصحيفة نيويورك تايمز إن تقرير نيويوركر "مليء بـأخطاء بعيدة عن الحقيقة"، لكنه لم يَخُض في التفاصيل.

هذه الاكتشافات الجديدة ليست من صالح إيتو ولا كوهين، لكنها تسلط الضوء أيضاً على المشاكل التنسيقية الخاصة بتمويل إيبستاين؛ حيث عُرفت العلاقات الخفية مع إيبستاين على نطاق واسع داخل مختبر الوسائط، لدرجة أن الموظفين في مكتب إيتو بدؤوا يلقبون إيبستاين بلقب "الشخص الذي يجب عدم ذكر اسمه" أو "فولدرمورت"، وذلك وفقاً لصحيفة نيويوركر. وما تزال التساؤلات تدور أيضاً حول عدم اكتشاف جامعة إم آي تي لهذه التبرعات. ووفقاً لبيان أصدره رئيس المعهد رافائيل ريف في أغسطس: "تخضع القرارات المتعلقة بالهدايا لعمليات تحقيق طويلة تتبع مبادئ الجامعة وأنظمتها".

وتؤكد التفاصيل ما أكده العديد من الباحثين في مختبر الوسائط وفي المجتمع التقني الأوسع منذ بدء الاكتشافات المتعلقة بإيبستاين، وهو أنه على الرغم من أن هذه الحالة هي حالة شديدة ومتطرفة، إلا أنها تعكس نقص الشفافية في العلاقات الوثيقة بين المؤسسات الأكاديمية والنخبة من المانحين.

وقد تم إرسال رسالة إلكترونية على نطاق إم آي تي كلها اليوم، أعلن فيها ريف استقالة إيتو، كما قال إنه قد طلب من المستشار العام للجامعة التعاقد مع "مكتب قانوني معروف" لإجراء تحقيق مستقل. كما يزال التحقيق الداخلي الذي أُعلن الشهر الماضي في عمليات وسياسات جمع الأموال في إم آي تي مستمراً حتى الآن.

ولم يستجب إيتو ولا كوهين ولا إم آي تي لطلبات التعليق المباشرة.

ملاحظة: من بين واجباته الأخرى، كان إيتو عضواً في مجلس إدارة إم آي تي تكنولوجي ريفيو. وقد قدم استقالته من هذا المجلس أيضاً بعد استقالته من إم آي تي.

المحتوى محمي