تمكن العلماء من إرسال قدر غير مسبوق من البيانات بالصيغة الكمومية، وباستخدام وحدة غريبة لقياس المعلومات الكمومية تسمى كيوتريت.
تفاصيل الخبر
تعِدُنا التكنولوجيا الكمومية بالسماح بإرسال البيانات بأمان إلى مسافات بعيدة. وقد بين العلماء سابقاً أن من الممكن نقل المعلومات على البر وبالأقمار الاصطناعية باستخدام البتات الكمومية، أو الكيوبتات. والآن استطاع الفيزيائيون في جامعة العلوم والتكنولوجيا الصينية، وجامعة فيينا في النمسا، إيجادَ وسيلة لنقل كمية أكبر من البيانات باستخدام التريتات الكمومية، أو الكيوتريتات.
ما هي الكيوتريتات؟
هل ابتكرتُ هذه الكلمة للتو؟ في الواقع لا، إنها كلمة حقيقية؛ حيث إن البتات التقليدية المستخدمة لترميز كل شيء، بدءاً من السجلات المالية ووصولاً إلى فيديوهات يوتيوب، هي عبارة عن سلاسل من النبضات الكهربائية أو الفوتونية التي تمثل الواحد أو الصفر. أما الكيوبتات -وهي في العادة إلكترونات أو فوتونات- فتستطيع أن تحمل المزيد من المعلومات لأنها قابلة للاستقطاب باتجاهين في الوقت نفسه، أي أنها يمكن أن تمثل الصفر والواحد في نفس الوقت معاً. ويمكن استقطاب الكيوتريتات وفق ثلاثة أبعاد في الوقت نفسه، وبالتالي تستطيع أن تحمل قدراً أكبر من المعلومات. ونظرياً، يمكن أن تُنقل هذه الميزة باستخدام الانتقال الآني الكمومي.
ما المقصود بالانتقال الآني الكمومي؟
الانتقال الآني الكمومي هو طريقة لنقل البيانات بالاعتماد على ظاهرة أقرب إلى السحر، تسمى: التشابك الكمومي. حيث تستطيع الجسيمات الكمومية المتشابكة أن تؤثر على حالات بعضها البعض، حتى بوجود قارات كاملة تفصل بينها. وفي هذه العملية، يتلقى الطرف المُرسِل والمستقبِل عنصراً واحداً من زوج متشابك من الكيوبتات، يقيس الطرف المرسِل تفاعل الكيوبت الذي لديه مع آخر يحمل البيانات التي يريد إرسالها، وبتطبيق نتائج هذا القياس على البت المتشابك الآخر، يستطيع المستقبِل أن يستنتج المعلومات المرسَلة. (لمزيد من التفاصيل حول النقل الآني الكمومي، يمكنك أن تطلع على ملخصنا هنا).
قياس التقدم
ليس من السهل تطبيق هذه الطريقة على الكيوبتات، أما تطبيقها على الكيوتريتات فهو أكثر صعوبة حتى بسبب وجود البعد الإضافي. ولكن الباحثين -ومنهم جيان وي بان، الرائد الصيني في مجال الاتصالات الكمومية- يقولون إنهم تغلبوا على المشكلة بتعديل الجزء الأول من عملية النقل، بحيث يصبح لدى المرسل المزيد من معلومات القياسات التي يمكن أن يمررها إلى المستقبل، وهو ما سيجعل العمل على استنتاج البيانات المنقولة أسهل بالنسبة للمستقبل. وقد نُشر البحث في مجلة Physical Review Letters.
ردع القرصنة
قد تبدو هذه الطريقة غامضة وغريبة، ولكنها ستؤدي إلى نتائج هامة بالنسبة للأمن السيبراني؛ حيث إن القراصنة الرقميون يستطيعون التنصت على البتات التقليدية التي تتدفق عبر الإنترنت من دون أي أثر، ولكن التشويش على وحدات المعلومات الكمومية يؤدي إلى خسارتها لحالتها الكمومية الحساسة، مما يترك دلالات واضحة على محاولة الاختراق. وإذا أمكن استخدام الكيوتريتات على نطاق واسع، يمكن أن تشكل العمود الفقري لشبكة إنترنت محمية إلى درجة عالية، وتُستخدم لإرسال المعلومات الحكومية والتجارية الحساسة.