باستخدام أداة لتحليل المشاعر: بحث جديد يقول إن الطبيعة تجعل الناس أكثر سعادة‎‎

2 دقائق
مصدر الصورة: أنسبلاش عبر أليكسي إلفيموف

يعزز بحث جديد غريب حول تحليل المشاعر من الأدلة التي تشير إلى أن الطبيعة تجعل الناس أكثر سعادة، حتى لو كانوا يحدقون في هواتفهم وهم في الخارج.

ما الموضوع بالضبط؟
قام فريق من الباحثين في جامعة فيرمونت بتحليل أكثر من 4,000 خط زمني للصفحات الرئيسية للمستخدمين مع تغريدات ذات علامة موضع جغرافي بين شهري مايو وأغسطس من العام 2016. ومن أجل الدراسة، اعتبر الباحثون أن كلمة "متنزه" تشير إلى الفئات الثلاثة التالية: منطقة إقليمية كبيرة مثل متنزه جولدن جيت، وملاعب الأحياء، وساحات المدن.

حتى القليل من الاخضرار يكفي
استخدم الباحثون صور الأقمار الاصطناعية للغطاء النباتي في المتنزهات، واكتشفوا شيئين: الأول هو أن  الناس ينشرون تغريدات أكثر سعادة مما ينشرونه عادة مهما كان نوع المتنزه الذي يتواجدون فيه، مع دوام هذا التأثير لفترة قد تصل إلى 4 ساعات. والثاني هو أن سعادة التغريدات تتناسب طرداً مع مقدار الاخضرار في المتنزه.

كيف نقيس شيئاً كهذا؟
عن طريق أداة لتحليل المشاعر باسم هيدونوميتر. يقول آرون شوارتز، المؤلف الأساسي للدراسة: "تقوم الأداة بدراسة النص، واستشعار حرارة السعادة من خلال مجموعات الكلمات". يتضمن الهيدونوميتر حتى الآن 10,022 كلمة إنجليزية شائعة الاستخدام، وتحمل كل منها علامة من 1 (غير سعيد) إلى 9 (سعيد)، حيث تحمل كلمة "Sunshine شعاع الشمس" علامة 7.9، في حين تحمل كلمة "traffic حركة مرورية" علامة 3.3. وتشير الكلمات مثل "زهرة" و"جميل" و"شاطئ" و"موسيقى"، و"سعيد" بطبيعة الحال، إلى مشاعر أكثر إيجابية.

ليست هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها الهيدونوميتر لقياس المزاج على تويتر. فبعد مجرزة لاس فيجاس، تبين أن تويتر كان يمر بأتعس حالاته على الإطلاق. كما استُخدم أيضاً لتحديد أكثر وفيات المشاهير إثارة لحزن المعجبين، وإثبات الكراهية العامة تجاه يوم الإثنين.

ترابط أم سببية
على الرغم من أن التغريدات تبين تزايداً واضحاً في السعادة أثناء التواجد ضمن مساحة خضراء، إلا أن شوارتز يقول إن الفريق ليس متأكداً من كون الناس سعداء بسبب تواجدهم بين أحضان الطبيعة، أم بسبب قيامهم بنشاطات تجلب السعادة في هذه المتنزهات، مثل الذهاب إلى حفلات موسيقية في العراء، أو لقاء الأصدقاء، أو التنزه مع كلابهم الأليفة.

ليس كل شخص من النوع الذي يرسل تغريدة من حديقة في سان فرانسيسكو. من شبه المؤكد أن انحياز الاختيار أحد العوامل المؤثرة في هذا البحث؛ حيث إن المغردين -خصوصاً في سان فرانسيسكو- يتمتعون بنمط شبه مشترك، فهم عموماً أكثر ميلاً إلى الشباب والثراء، وأكثر استعداداً وقدرة على التغريد من متنزه مقارنة مع الشخص العادي.

"التغريدة" أشبه بالعصفور
لطالما أشار خبراء الصحة العامة والتخطيط الحضري إلى أن مجرد التواجد في منطقة خضراء يمكن أن يكون مفيداً، كما أن النشاطات التي تُمارَس في المناطق الخضراء -مثل التاي تشي والتأمل والرياضة- يمكن أن تساعد على التخفيف من مستويات التوتر. وبطبيعة الحال، فإن ترك الهاتف جانباً لبعض الوقت ليس بالفكرة السيئة أيضاً.

المحتوى محمي