يعد الابتزاز الإلكتروني تهديداً خطيراً ومتزايداً في العالم الرقمي، فهو فعلٌ يُجبر فيه فرد أو شركة على دفع أموال أو تقديم خدمات مقابل استعادة الوصول إلى البيانات المسروقة، التي قد تكون معلومات شخصية أو بيانات العمل أو حسابات على الإنترنت.
يمكن أن يتخذ الابتزاز الإلكتروني أشكالاً مختلفة، مثل برمجيات الفدية والرسائل غير المرغوب فيها، الضحايا قد تكون أي شخص أو كيان، بمن في ذلك الأفراد العاديون والمشاهير والسياسيون والشركات الكبرى.
ما هو الابتزاز الإلكتروني؟
الابتزاز يعني الاستخدام غير القانوني للقوة أو التهديد للحصول على شيء من شخص أو كيان.
ترتبط القوة أو التهديدات عادةً في الابتزاز الإلكتروني بكشف المعلومات الإلكترونية الخاصة بالضحية أو حذفها أو تغييرها أو تشفيرها أو بيعها.
على سبيل المثال، قد يقوم المجرم باختراق حاسوب أو هاتف الضحية ويستولي على حساباتها الشخصية. ثم يطلب فدية لاستعادة تلك الحسابات. في حالات أخرى، قد يهدد المخترق بنشر أو بيع البيانات الحساسة للضحية، مثل الصور أو مقاطع الفيديو أو الرسائل الشخصية أو البيانات المالية، ما لم تدفع الضحية مبلغاً معيناً من المال أو تقوم بإجراء معين.
اقرأ أيضاً: 3 نصائح بسيطة لتجنب الوقوع ضحية برمجيات الفدية
كيف يُنفَّذ الابتزاز الإلكتروني؟
يُنفّذ الابتزاز الإلكتروني من خلال استغلال خوف الضحية أو خجلها. عادة ما يخلق المهاجم إحساساً بالضغط على الضحية من خلال تحديد موعد نهائي للدفع أو الامتثال لطلباته، والتهديد بتصعيد العواقب إذا لم تتعاون الضحية معه وتنفذ طلباته.
في بعض الحالات، قد يستخدم المهاجم طرق التلاعب النفسي مثل التعاطف لإقناع الضحية بأنه اضطر لابتزازها بسبب حاجته إلى المال.
أسباب انتشار الابتزاز الإلكتروني
السبب الرئيسي لانتشار الابتزاز الإلكتروني هو ازدياد تبني التكنولوجيا في حياتنا وازدياد استخدامنا للإنترنت والخدمات الإلكترونية، هذا يمنح المجرمين المزيد من الفرص والأدوات للوصول إلى الضحايا وابتزازهم.
هناك سبب آخر، وهو أن معظم الناس لا يدركون المخاطر السيبرانية ولا يتبعون الاحتياطات التي تحمي بياناتهم أثناء استخدامهم الإنترنت. قد يشاركون الكثير من المعلومات الشخصية على منصات التواصل الاجتماعي أو يستخدمون كلمات مرور ضعيفة أو ينقرون على روابط مشبوهة أو يقومون بتنزيل برامج ضارة. هذه السلوكيات تجعلهم أكثر عرضة للوقوع ضحية للابتزاز الإلكتروني.
اقرأ أيضاً: كيف تنشئ كلمة مرور من المستحيل تخمينها أو كسرها؟
لماذا يصعب تعقب الابتزاز الإلكتروني؟
يصعب تعقب الابتزاز الإلكتروني لأن المهاجمين يستخدمون هويات وحسابات مجهولة أو مزيفة أو طرق تشفير تخفي موقعهم وهويتهم، كما يطالبون بالدفع بطرق لا يمكن تعقبها، مثل العملات المشفرة أو البطاقات المسبقة الدفع. بالإضافة إلى ذلك، يتردد العديد من الضحايا في الإبلاغ عن حالات الابتزاز الإلكتروني بسبب الخوف من الانتقام أو الإحراج أو وصمة العار أو بسبب عدم الثقة في السلطات. نتيجة لذلك، تمر العديد من حالات الابتزاز الإلكتروني دون محاسبة.
ماذا تفعل إذا تعرضت للابتزاز الإلكتروني؟
إذا تعرضت لابتزاز إلكتروني، لا داعي للذعر أو التصرف باندفاع. بدلاً من ذلك، اتبع الخطوات التالية:
1. تحقق مما إذا كانت حساباتك قد تم اختراقها بالفعل وقم بتأمينها
أول شيء يجب عليك فعله هو التحقق مما إذا كان أي من حساباتك على الإنترنت قد تعرض للاختراق من قبل المهاجم. في كثيرٍ من الحالات، يدّعي المهاجم أنه اخترق حسابات الضحية وسرق معلوماتها الشخصية، ثم يتبين أن الاختراق لم يحدث.
إذا تبين أن حساباتك قد تعرضت للاختراق، فعليك تغيير كلمة المرور على الفور وتمكين المصادقة الثنائية. يجب عليك أيضاً تسجيل الخروج من جميع الأجهزة والتطبيقات التي تم فيها استخدام هذه الحسابات.
2. لا تدفع المال
الشيء الثاني الذي يجب عليك فعله هو مقاومة إغراء دفع المال للشخص الذي يبتزك. لن يضمن دفع الأموال استعادة بياناتك أو حمايتها، وقد يشجّع ذلك المهاجم على طلب المزيد من الأموال أو استهدافك مرة أخرى في المستقبل.
3. احتفظ بأي دليل على عملية الابتزاز
الشيء الثالث الذي يجب عليك فعله هو حفظ وتوثيق أي دليل على الابتزاز الذي تتلقاه من المهاجم. قد يشمل ذلك لقطات شاشة الرسائل الفورية أو رسائل البريد الإلكتروني أو المكالمات أو التسجيلات الصوتية التي يمكن أن تساعد على تحديد هوية المهاجم وإدانته. يجب عليك أيضاً توثيق تاريخ ووقت وموقع كل اتصال أو تفاعل. قد يساعدك ذلك على التعرف على المهاجم أو إثبات قضيتك.
4. اطلب مساعدة الخبراء
رابع شيء يجب عليك فعله هو طلب مساعدة خبير موثوق. قد تحتاج إلى مساعدة احترافية لاستعادة بياناتك الإلكترونية وحساباتك أو إزالة البرامج الضارة من أجهزتك، وقد تحتاج أيضاً إلى دعم عاطفي أو مشورة للتعامل مع الضغط النفسي أو الصدمة الناتجة عن الابتزاز. ابحث عن شخص يمتلك خبرة في الأمن السيبراني، قد يكون هذا الشخص أي خبير في مجال تكنولوجيا المعلومات.
5. قم إبلاغ سلطات إنفاذ القانون
الشيء الخامس والأخير الذي يجب عليك فعله هو إبلاغ السلطات بحادثة الابتزاز الإلكتروني. يجب ألّا تخجل أو تخاف من التبليغ عن الجريمة، هذا ليس خطأك وأنت لست وحدك. قد يساعدك الإبلاغ عن الجريمة على منع المعتدي من إيذاءك أو إيذاء الآخرين وتقديمه إلى العدالة. هذا أمر ضروري سواء كنت تعرف هوية المهاجم أم لا.
يمكنك الإبلاغ عن جريمة الابتزاز في أي مركز شرطة أو مؤسسة متخصصة في مكافحة الجريمة الإلكترونية في بلدك.