يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل عالم تصميم الويب وتطويره، حيث يمكن أن تساعد الأدوات الذكية مصممي ومطوري الويب على إنشاء مواقع مذهلة بشكلٍ أسرع وأسهل. فهل هذا يعني أن الذكاء الاصطناعي سيحل مكان المصممين أمْ أنه سيعزز عملهم ويفتح لهم إمكانات جديدة؟
في هذه المقالة، سنستكشف دور أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم الويب وحدودها وقدراتها، ومستقبل تصميم الويب باستخدام الذكاء الاصطناعي، وأهمية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لمساعدة مصممي الويب.
اقرأ أيضاً: هل يحل الذكاء الاصطناعي محل المصممين الإبداعيين؟
دور أدوات الذكاء الاصطناعي في تصميم الويب
يمكن أن تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي مصممي الويب في جوانب مختلفة من عملهم، مثل:
اختيار اسم النطاق
تتوفر أدوات ذكاء اصطناعي يمكنها تقديم اقتراحات لأسماء النطاقات استناداً إلى الكلمات الرئيسية أو العبارات التي يختارها المصمم أو العميل. على سبيل المثال، دومين ويل (DomainWheel) هي أداة مجانية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تقوم بتحليل الكلمات الرئيسية وإنشاء أفكار لاسم النطاق.
البرمجة
توجد أدوات مدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكنها مساعدتك على كتابة التعليمات البرمجية انطلاقاً من وصف لما تريده باللغة الطبيعية. على سبيل المثال، غيت هاب كوبايلوت (GitHub Copilot) من شركة مايكروسوفت، وكودكس (Codex) من شركة أوبن أيه آي، هي أدوات ذكية تعمل كمساعد للمبرمجين، يمكنها اقتراح التعليمات البرمجية التي يمكن إضافتها إلى مواقع الويب.
تصميم الويب
بعض أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن استخدامه لإنشاء تصاميم ويب بناء على أي مدخلات. على سبيل المثال، ويكس أيه دي آي (Wix ADI) هو منشئ مواقع ويب مدعوم بالذكاء الاصطناعي يمكنه تصميم موقع لك بناء على إجاباتك عن بعض الأسئلة. يمكنك فيما بعد تخصيص الموقع بناء على ملاحظاتك واقتراحاتك.
إنشاء النماذج الأولية
تساعد أدوات الذكاء الاصطناعي على إنشاء نماذج أولية تفاعلية باستخدام الرسوم المتحركة والانتقالات. على سبيل المثال، فريمر (Framer) هي أداة لتصميم وتطوير الويب تستخدم الذكاء الاصطناعي لمزج التصميم والتعليمات البرمجية. يمكنها أن تساعدك على إنشاء نماذج أولية تفاعلية دون الحاجة إلى كتابة أي تعليمات برمجية.
العلامة التجارية
تتوفر أدوات ذكاء اصطناعي لإنشاء شعارات وأيقونات وخطوط وألوان وعناصر مرئية أخرى للموقع الذي تعمل عليه. على سبيل المثال، تيلور براندس (Tailor Brands) عبارة عن أداة ذكاء اصطناعي يمكنها إنشاء هوية بصرية لموقع الويب خلال دقائق.
اقرأ أيضاً: لوحة فنية من تصميم الذكاء الاصطناعي تباع بقيمة 432500 دولار
ما حدود هذه الأدوات وإمكاناتها؟
على الرغم من أن أدوات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تقدّم العديد من الفوائد لتصميم الويب وتطويره، فإن هناك عدة قيود يجب مراعاتها:
- الإبداع: يمكن لهذه الأدوات إنشاء تصاميم وكتابة تعليمات برمجية بناء على البيانات السابقة، لكنها لا تستطيع إنشاء تصميم أصلي أو مبتكر من الصفر، أي لا يزال الإبداع البشري ضرورياً لتصميم الويب وتطويره.
- التخصيص: تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي بإنشاء تصاميم ويب انطلاقاً من قوالب أو أنماط محددة مسبقاً، وقد لا تكون قادرة على فهم الفروق الدقيقة وتفاصيل احتياجاتك أو تفضيلاتك، أي لا يزال عمل مصمم الويب ضرورياً، حتى يتأكد من أن المنتج النهائي يلبي التوقعات والأهداف.
- التعقيد: يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي التعامل مع المهام البسيطة في تصميم الويب وتطويره، لكنها لا تستطيع حتى الآن العمل على مهام معقدة تتطلب منطقاً أو تفكيراً، فالمهام المعقدة تستدعي مهارات بشرية لا يستطيع الذكاء الاصطناعي محاكاتها.
اقرأ أيضاً: آيدا: برنامج ذكاء اصطناعي سيصمم لك الأزياء في المستقبل
مستقبل تصميم الويب بالذكاء الاصطناعي
لا يتعلق مستقبل تصميم الويب باستبدال مصممي الويب البشر بالذكاء الاصطناعي، بل باستخدام الذكاء الاصطناعي لزيادة وتعزيز قدرات مصممي الويب، يمكن أن تساعد الأدوات مثل تلك المذكورة أعلاه على توفير الوقت وتجنب الأخطاء وتحقيق نتائج أفضل.
سيستمر الطلب على مصممي الويب البشر في المستقبل ولن يحل الذكاء الاصطناعي مكانهم قريباً، حيث إن مستقبل تصميم الويب ينطوي على إنشاء علاقة بين المصممين البشر والذكاء الاصطناعي، والاستفادة من نقاط القوة والضعف عند كليهما.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي لا يهدد وظيفتك بالضرورة لكنه سيغيرها
إذا كنت مصمم ويب، يجب عليك تعلّم استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي لزيادة سرعتك وتعزيز إبداعك. هذه الأدوات ستمنحك بكل تأكيد ميزة تنافسية في سوق العمل، ما سيفتح لك آفاقاً جديدة.