أدّى التقدم التكنولوجي وتطور البرمجة وتعقيد التعليمات البرمجية وزيادة طولها إلى إمكانات برمجية أكبر، وتحقيق فوائد أكثر. يتطلب هذا الأمر قوة معالجة أكبر لتحليلها، ما أدّى إلى زيادة الطلب على الطاقة وارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء، وهذا يعارض أهداف الاستدامة، فكان من اللازم تطوير البرمجة لتصبح صديقة للبيئة.
ما هي البرمجة الصديقة للبيئة؟
البرمجة الصديقة للبيئة، والتي تُسمى أيضاً البرمجة الخضراء، هي ممارسة حوسبة مستدامة بيئياً تسعى إلى تقليل الطاقة المتضمنة في معالجة سطور التعليمات البرمجية، وبالتالي تقليل الاستهلاك الكلي للطاقة، وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
قد يخلط البعض بين مفهومي البرمجة الخضراء والحوسبة الخضراء، بينما الواقع أن الأول جزءٌ من الثاني الذي يهدف إلى الحد من الأثر البيئي للتكنولوجيا، واستخدام التكنولوجيا المستدامة، منذ لحظة البدء بالتصنيع وصولاً إلى إعادة التدوير، بما في ذلك تحسين كفاءة استخدام الموارد، وتقليل استهلاك الطاقة، والحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
اقرأ أيضاً: ما هي الحوسبة الخضراء؟ وكيف تكون مساهماً فيها؟
كيف تزيد البرمجة من استهلاك الطاقة؟
تزيد البرمجة من استهلاك الطاقة من عدة نواحٍ:
- الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة المادية والشبكات والعناصر الأخرى للبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
- الطاقة اللازمة لتشغيل البرامج التي كلما زاد تعقيدها وكبر حجم ملفاتها، زادت حاجتها للطاقة.
- الطاقة اللازمة لكتابة سطور التعليمات البرمجية وتحليلها ومعالجتها، والتي كلما زاد طولها زادت الطاقة اللازمة لمعالجتها.
اقرأ أيضاً: أحدث التكنولوجيات الخضراء التي ظهرت في عام 2022
كيف يمكن تقليل الطاقة المستهلكة في عملية البرمجة؟
من أجل تقليل استهلاك البرمجة للطاقة الكهربائية يجب إيجاد طريقة تساعد على تقليل كمية الطاقة اللازمة لمعالجة التعليمات البرمجية، واستخدام الحد الأدنى من المعالجة اللازمة لتقديم طلب نهائي، وتسريع أوقات تحميل موقع الويب، وذلك عن طريق تقليل حجم الملفات المرفوعة على الإنترنت، وتحميل الوسائط بجودة أقل مثلاً.
يمكن تحقيق هذا الهدف من خلال تقليل حجم الشيفرة البرمجية، التي غالباً ما تكون طويلة دون داعٍ، وتؤدي إلى تباطؤ في تحليلها، وبالتالي زيادة استهلاك الطاقة. لذلك، يكمن الحل في تطوير أكواد برمجية تحتاج إلى القليل من المعالجة مع تقديم أفضل النتائج.
وقد بينت الأبحاث التي أُجريت على عدة لغات برمجة، أن لغة البرمجة «سي C»، هي الأكثر كفاءة من ناحية السرعة، وتقليل استخدام الطاقة والذاكرة.
كيف تجعل البرمجة الصديقة للبيئة حقيقة واقعة؟
يحتاج تطبيق البرمجة الخضراء إلى تكامل بين البرمجيات والبشر الذين يستخدمونها:
- ترميز التطبيقات القائمة على المعالجات متعددة النوى بطريقة تزيد كفاءة الطاقة.
- التوجه نحو تحقيق الحوسبة الخضراء، وتحسين الموارد والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات.
- تشجيع استخدام التطبيقات التي تعمل على البنية التحتية السحابية التي تسهم في خفض كمية البيانات المنقولة عبر الشبكة واستخدام الطاقة الكلي للشبكة.
- تشجيع المستخدمين على استخدام التطبيقات والبرامج التي تعتمد على البرمجة الصديقة للبيئة.
- تشجيع المبرمجين على الابتكار والبحث عن طرق جديدة لتوفير الطاقة.
كانت هذه بعض النقاط والخطوات التي يمكن اتباعها لتحقيق البرمجة الصديقة للبيئة، لكن بالتأكيد توجد طرق كثيرة أخرى تنفذها الشركات والمؤسسات التي تتجه نحو الاستدامة.
اقرأ أيضاً: كيف ستغير التكنولوجيا الخضراء ملامح كوكب الأرض مستقبلاً
فوائد البرمجة الصديقة للبيئة
من اسمها، تمتلك البرمجة الخضراء مزايا تسهم في الحفاظ على البيئة، فهي:
- تقلل استهلاك الطاقة وبالتالي تقلل تكاليف الطاقة.
- تقلل الانبعاثات وبالتالي تزيد من تحقيق أهداف الاستدامة.
- تزيد أرباح المؤسسات بسبب تخفيض الطاقة اللازمة لتشغيل أجهزتها.
- تبسط البنى التحتية.
- توفر وقت المبرمجين لكونها تتطلب كتابة سطور برمجية أقل.
ستحقق البرمجة الخضراء هدفها عندما يصبح أثرها على البيئة أقل ما يمكن أو معدوماً، وتحد من استهلاك الطاقة وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري والبصمة الكربونية.