هل ستنقرض مهنة مذيع نشرة الأخبار بسبب الذكاء الاصطناعي؟

2 دقائق
هل ستنقرض مهنة مذيع نشرة الأخبار بسبب الذكاء الاصطناعي؟
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية. تصميم: مهدي أفشكو

يستمر الذكاء الاصطناعي في إثارة المخاوف بشأن مستقبل المهن المختلفة، ومن هذه المهن الآن مهنة مذيع نشرة الأخبار. ومن الطبيعي أن نتساءل عما إذا كانت الآلات ستحل في النهاية محل مذيعي الأخبار البشريين تماماً، بعدما ظهر على عدة محطات إخبارية مذيعون آليون على هيئة بشرية، ويعتمدون على الذكاء الاصطناعي. 

مذيعو نشرة الأخبار المعتمدون على الذكاء الاصطناعي

ظهرت مؤخراً المذيعة الافتراضية "فضة" لأول مرة على شبكة إخبارية محلية في الكويت، وقدّمت آخر الأخبار والعناوين الرئيسية. 

"فضة" ليست الأولى من نوعها، بل سبقها عدد من روبوتات إذاعة الأخبار الصينية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، والتي ظهرت في وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، وكانت لهذه الروبوتات القدرة على إيصال الأخبار بلغة واضحة ومعبرة، وبحركات شبيهة بنظرائها البشر.

إن وجود مذيعي الأخبار الآليين المعتمدين على الذكاء الاصطناعي يخلق فوائد وكذلك تحديات للمراسلين من البشر. تتمثل إحدى الفوائد في أن مراسلي الذكاء الاصطناعي لا يتعبون أبداً من التقارير الإخبارية، ويحررون المذيعين البشر من العمل المتكرر والمضجر. 

يعمل مذيع الأخبار لمدة طويلة بقراءة الأخبار وبثها، فهو يقرأ كمية كبيرة من النصوص، مع مراعاة نطق كل كلمة بشكلٍ صحيح، وهذا عمل مرهق بالفعل.

في المقابل، يمكن لمذيع الأخبار "تشيو هاو" المعتمد على الذكاء الاصطناعي، والعامل في وكالة "شينخوا"، العمل على قراءة الأخبار دون انقطاع لمدة 24 ساعة في اليوم، لسبعة أيام في الأسبوع، ويمكن للمؤسسات الإخبارية أن تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء مهام مثل تدقيق الحقائق أو إنشاء تقارير إخبارية أساسية، وبذلك تتم إتاحة المجال للمذيعين البشر للعمل على الجوانب الإبداعية.

يستخدم مذيعو نشرة الأخبار المعتمدون على الذكاء الاصطناعي خوارزميات متقدمة لمعالجة اللغة الطبيعية لقراءة القصص الإخبارية وتفسيرها ثم عرضها بطريقة لا يمكن تمييزها عن مذيع الأخبار البشري.

اقرأ أيضاً: تأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة والإعلام: الفرص والتحديات

هل ستنقرض مهنة مذيع نشرة الأخبار بسبب الذكاء الاصطناعي؟

على الرغم مما سبق، وعلى الرغم من تأثير الذكاء الاصطناعي على مجال الصحافة بشكلٍ عام، والمذيعين بشكلٍ خاص، فمن غير المرجّح أن يؤدي إلى انقراض مذيعي الأخبار وذلك لعدة أسباب:

المهارات البشرية

أحد الأسباب التي تجعل من غير المرجّح أن ينقرض مذيعو الأخبار هو أن الصحافة مجال معقد ودقيق يتطلب مجموعة من المهارات تتجاوز ما يمكن أن يقدّمه الذكاء الاصطناعي حالياً، إذ يمكن الاعتماد على الروبوتات بتحليل البيانات وإنشاء تقارير بناء على تلك البيانات، إلا أنها لا تستطيع تفسير المعلومات ووضعها في سياقها كالبشر، بينما يتدرب مذيعو الأخبار على تحليل القضايا المعقدة وتقديمها بطريقة تصل إلى شريحة واسعة من الجمهور بسهولة. 

لدى المذيعين البشر أيضاً القدرة على طرح الأسئلة للمتابعة والبحث عن معلومات إضافية عند الضرورة.

اقرأ أيضاً: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الصحافة وعمل الصحفيين؟

ثقة الجمهور

الثقة من أسباب عدم احتمال انقراض مذيعي الأخبار، فأكثر ما يهم مذيع الأخبار البشري هو بناء الثقة مع جمهوره. عموماً، يميل الناس إلى الثقة بالبشر أكثر من الآلات، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتقارير الإخبارية، هذا لأن البشر لديهم القدرة على نقل المشاعر والتعاطف بطريقة لا تستطيع الآلات القيام بها.  وغالباً ما يُنظر إلى مذيعي الأخبار على أنهم مصادر موثوقة للمعلومات لأنهم قادرون على التواصل مع جمهورهم على المستوى الشخصي.

تقصي الأخبار

يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء تقارير إخبارية بسرعة وكفاءة، لكن لا يمكنه أن يحل محل الصحافة الاستقصائية. 

يقضي الصحفيون الاستقصائيون شهوراً وسنوات في بعض الأحيان يبحثون عن القصص ويجرون المقابلات ويجمعون الأدلة، ويتطلب هذا النوع من العمل حدساً بشرياً ومهارات تفكير نقدي لا يمكن لمذيعي الأخبار المعتمدين على الذكاء الاصطناعي القيام بها.

اقرأ أيضاً: ما الجديد الذي سيضيفه الذكاء الاصطناعي إلى مجال الصحافة؟

يمكن القول إن مذيعي نشرة الأخبار المعتمدين على الذكاء الاصطناعي لن يحلوا محل المذيعين البشريين بالكامل، لكن بالتأكيد سنشهد بعض التغييرات في مجال الصحافة مع استمرار تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ومن المرجّح أن يتم استخدام هذه الأدوات مع الصحفيين البشريين بدلاً من استبدالهم بالكامل.

المحتوى محمي