تطورت أدوات الذكاء الاصطناعي كثيراً خلال الأعوام الماضية، فالآن تتوفر أدوات قادرة على إنشاء محتوى مكتوب يصعب تمييزه عما يكتبه البشر. يجعل ذلك العديد من الخبراء والمحللين يبدون مخاوف بشأن مستقبل الإنترنت، إذ توقعوا أن يتم إغراق الشبكة بمحتوى ذي جودة منخفضة مولّد باستخدام الذكاء الاصطناعي.
هناك قلق آخر من استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي من قِبل الطلاب في المدارس والجامعات لكتابة الواجبات والأبحاث دون أي مجهود، ما سيؤثّر بشكل سلبي في التعليم.
هذه الأسباب تبرز الحاجة إلى ضبط استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي من خلال وضع معايير تنظيمية وفرضها على الجميع.
اقرأ أيضاً: المدارس تتسابق على حظر بوت تشات جي بي تي وطلاب يطوّرون برمجيات تكشفه
عيوب النصوص التي يولّدها الذكاء الاصطناعي
يمكن أن تسبب النصوص التي يولّدها الذكاء الاصطناعي العديد من المشكلات. على سبيل المثال، قد يعتقد القارئ أنها نصوص مكتوبة من قِبل البشر، وقد تحتوي على معلومات خاطئة أو مضللة تهدف إلى خداع القارئ.
للأسف، ليس هناك مؤشر يدل على أن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي سيتم تنظيمه بالمستقبل القريب، ما يبرز الحاجة إلى إيجاد طريقة للكشف عن المحتوى الذي يولّده الذكاء الاصطناعي وضمان عدم إساءة استخدامه.
اقرأ أيضاً: كيف تسمم النصوص التي يولدها الذكاء الاصطناعي الإنترنت؟
محركات البحث تمنع المحتوى الذي يولّده الذكاء الاصطناعي
تعتبر محركات البحث، ومن بينها جوجل، أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي نوع من المحتوى غير المرغوب فيه الذي يتعارض مع إرشادات البحث. وتقول إنها تمنح الأولولية في الظهور للمحتوى عالي الجودة، لكن جوجل لم تذكر أي تفاصيل عن كيفية اكتشاف هذا المحتوى، أو ما إذا كانت بالأصل قادرة على اكتشاف المحتوى الذي يولّده الذكاء الاصطناعي وتصنيفه كمحتوى غير مرغوب فيه.
اقرأ أيضاً: 3 أسباب تجعل بوتات الدردشة كوارث أمنية
أدوات للكشف عن النص الذي يكتبه الذكاء الاصطناعي
مع ظهور وتطور الذكاء الاصطناعي التوليدي، أصبحت تقنيات اكتشاف النصوص التي يولّدها الذكاء الاصطناعي مطلوبة بشكلٍ كبير، تستطيع هذه الأدوات التمييز بين النصوص التي يكتبها الإنسان والنصوص التي يتم إنشاؤها بشكلٍ آلي من خلال إجراء تحليل إحصائي للنص وتحديد خصائص الجمل وتعقيدها ونوع المرادفات وتقييم القواعد النحوية. الهدف من التحليل هو الكشف عن أي علامات تشير إلى كتابة آلية.
تستخدم هذه الأدوات أيضاً البحث على شبكة الإنترنت لمقارنة المحتوى المكتوب بمصادر أخرى، وتحديد ما إذا كان النص قد تم اقتباسه من الإنترنت وإعادة صياغته آلياً.
1. جي بي تي زيرو
جي بي تي زيرو (GPTZero) هو موقع ويب تم إنشاؤه بعد شهر واحد من إصدار بوت الدردشة تشات جي بي تي (ChatGPT)، يساعد الموقع على الكشف عن النصوص التي تم إنشاؤها بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقد اكتسب شعبية كبيرة وتم ذكره في عدد كبير من وسائل الإعلام العالمية.
يستخدم جي بي تي زيرو طريقتين لتحليل النص؛ الأولى هي قياس مدى التعقيد، فإذا اكتشف أن النص فيه نسبة عالية من التعقيد، فمن المرجح أنه مكتوب من قِبل الإنسان، أما إذا كان النص بسيطاً وقليل التعقيد، فمن المرجح أنه قد أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي.
الطريقة الثانية هي مقارنة الاختلافات في الجمل، فالبشر عادة يميلون إلى الكتابة بعفوية بحيث تكون الجمل متنوعة ما بين الطويلة والقصيرة والمعقدة والبسيطة، في حين تكون الجمل التي يكتبها الذكاء الاصطناعي متشابهة.
جي بي تي زيرو هو موقع مجاني ويدعم جميع اللغات بما في ذلك اللغة العربية، ولاستخدامه اتبع الخطوات التالية:
- قم بزيارة موقع جي بي تي زيروز.
- قم بإنشاء حساب على الموقع وتسجيل الدخول.
- سيعرض لك مجموعة من خطط الاشتراك عند تسجيل الدخول، اختر الخطة المجانية.
- انسخ النص الذي تريد تحليله وألصِقه في مربع الموقع.
- اضغط على المربع بجوار I agree to the terms of service للموافقة على شروط الاستخدام.
- اضغط على GET RESULTS.
- سيبدأ الموقع بتحليل النص ثم إعطائك النتيجة.
ستكون النتيجة من بين هذه الخيارات:
- من المحتمل أن يكون النص مكتوباً بالكامل من قِبل إنسان.
- من المحتمل أن يكون النص مكتوباً بالكامل من قِبل الذكاء الاصطناعي.
اقرأ أيضاً: هل يمكن للعلامات المائية أن تكشف النصوص التي ألفتها بوتات الدردشة؟
2. كوبي ليكس
كوبي ليكس (Copyleaks) هو موقع يقدّم خدمة الكشف عن الانتحال والسرقة الأدبية. ومؤخراً، طرح الموقع خدمة للكشف عن المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي. يمكنك استخدامه لمسح المقالات والأطروحات وغيرها من النصوص والتحقق مما إذا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
يدعم عدة لغات، بما في ذلك الإنجليزية والإسبانية والفرنسية والبرتغالية والألمانية والإيطالية والروسية والبولندية والرومانية والهولندية والسويدية والتشيكية والنرويجية، لكنه لا يدعم اللغة العربية.
3. رايتر
طرح موقع رايتر (Writer) مؤخراً أداة مجانية لتحليل النص وتحديد ما إذا تم إنشاؤه من قِبل الذكاء الاصطناعي أم لا.
هناك حدود لاستخدام هذه الأداة، وهي لا تدعم اللغة العربية، ويمكن استخدامها فقط لتحليل نصوص تتضمن 1500 حرف فقط في كل مرة.
هل يجب استخدام جي بي تي زيرو لمعاقبة الطلاب؟
ينبغي ألّا تُستخدم النتائج التي يقدّمها جي بي تي زيرو لمعاقبة الطلاب، ويوصي الموقع بألا يستخدمه المعلمون لتقييم نتائج الطلاب؛ فالنتائج قد تكون خاطئة، وفي بعض الحالات يتم تصنيف محتوى مكتوب من قِبل البشر على أنه مكتوب من قِبل الذكاء الاصطناعي أو بالعكس. الطريقة الأفضل لتحديد ما إذا كان الطالب قد كتب النص بنفسه هي من خلال منحه الفرصة لإثبات أنه يفهم ويعرف ما هو مكتوب في النص الذي قدّمه للمعلم.
هل يمكن الكشف عن المحتوى المولّد بالذكاء الاصطناعي يدوياً؟
نعم، يمكن ذلك من خلال التحليل اليدوي للنص، لكن كما هو الحال مع جي بي تي زيرو، لا تكون النتيجة مضمونة 100%.
التحليل اليدوي للنص يشمل قراءته بعناية والبحث عن الجمل والتراكيب والعبارات التي تمت صياغتها بطريقة سيئة أو التناقضات أو التكرار غير المبرر وغير الضروري أو الأخطاء الإملائية والنحوية، هذه الاعتبارات يمكن أن تشير إلى استخدام إحدى أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي لكتابة النص.
فيما يلي بعض النصائح من أجل اكتشاف المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يدوياً:
- تميل النصوص التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي إلى وجود جمل متشابهة أو متطابقة بدلاً من الجمل العفوية المتنوعة التي يكتبها البشر.
- تتضمن النصوص التي يكتبها الذكاء الاصطناعي عادة أخطاءً نحوية أو إملائية أو أخطاء علامات الترقيم.
- تتضمن النصوص التي يتم إنشاؤها بالذكاء الاصطناعي معلومات مكررة، كما أنها تفتقر إلى السياق أو الحبكة.
اقرأ أيضاً: لماذا يصعب تمييز النصوص التي ولدها الذكاء الاصطناعي؟
لذلك، إذا صادفت نصاً مكتوباً بلا معنى واضح أو بسياق غير منطقي، فمن المرجح أنه مكتوب من قِبل الذكاء الاصطناعي. لكن تذكر، هناك دائماً هامش للخطأ في تقييم أي نص.