الأزمة الاقتصادية والتضخم الجامح والحرب الروسية الأوكرانية والنمو الاقتصادي الضعيف وزيادة انعدام الثقة في التكنولوجيا وحالة الطوارئ المناخية، كلها عناوين يمكن أن تصف عام 2022 باعتباره عام الأزمات المتعددة. ومع ذلك، بعيداً عن العناوين الرئيسية، يعمل العديد من رواد الأعمال والمبتكرين بلا كلل لجعل العالم مكاناً أفضل.
6 ابتكارات تكنولوجية جديدة لجعل العالم مكاناً أفضل
فيما يلي 6 من أبرز الابتكارات التكنولوجية التي أسهمت في حل العديد من القضايا التي تواجه البشرية الآن:
1- مساعدة الأطفال اللاجئين المصابين بصدمات نفسية
مع اندلاع الحروب غالباً ما يكون الأطفال هم الضحايا الأولى لها، حيث يجبرون مكرهين على مشاهدة الكثير من الأحداث التي ينبغي ألا يشاهدها أي طفل على الإطلاق، وتظل معهم هذه المشاهد لفترة طويلة من الزمن، وقد تسهم في معاناتهم مستقبلاً من العديد من الأمراض النفسية والفكرية التي تؤثر على نموهم وتعاملهم مع البيئة المحيطة بهم.
من أجل تلافي هذه المعاناة، طوّر فريق شركة تطوير ألعاب المحاكاة النرويجية أتنسى (Attensi) بالتعاون مع الدكتور وعالم البحث النرويجي سولفريد راكنيس (Solfrid Raknes)، لعبة محاكاة تسمى "هابي هيلب هاند" (Happy Help Hand) لمساعدة المراهقين بمن في ذلك أولئك الذين يعيشون في مناطق الحرب، على التعامل مع مجموعة من القضايا، بما في ذلك الأفكار الانتحارية والقلق والاكتئاب والذكريات السيئة.
وقد ساعدت اللعبة المتوفرة عبر متجر تطبيقات جوجل بلاي وآب ستور، والتي تم تصميمها لتعزيز اتخاذ القرار الإيجابي وتقوية عزم المراهقين على طلب المساعدة عندما يحتاجون إليها بالفعل، نحو 2000 مراهق سوري في مخيمات البقاع الأوسط بلبنان الذين قالوا جميعاً إن اللعبة جعلتهم يشعرون بتحسن وساعدتهم على فهم عالمهم بشكل أفضل.
اقرأ أيضاً: كيف ستؤثر شبكة الجيل الخامس على سوق صناعة الألعاب؟
2- استخدام تسلسل الحمض النووي لحماية التنوع البيولوجي
يعد استخدام تسلسل الحمض النووي لحماية التنوع البيولوجي موضوعاً ساخناً للعديد من العلماء والباحثين والشركات ودعاة الحفاظ على البيئة، ومن ضمنهم مؤسس علم القياس الطبيعي كات بروس (Kat Bruce)، الذي ينبه بأن الطبيعة لديها مشكلة في القياس، ما يعني أنه بحلول الوقت الذي نلاحظ فيه انقراض نوع ما، يكون الأوان قد فات.
ومن ثم يتم استخدام هذه الطريقة في تحديد الأنواع المختلفة ومراقبتها، وتتبع تحركاتها وتنوعها الجيني، حيث تعمل شركته الناشئة نيتشر ميتريك (naturemetrics) ومقرها في المملكة المتحدة، على استخدام تسلسل الحمض النووي لتحديد آلاف الأنواع في وقت واحد، ما يساعد الشركات في قطاعات الطاقة والبنية التحتية والصناعات الاستخراجية ومصايد الأسماك والزراعة على الامتثال للمراقبة البيئية.
اقرأ أيضاً: هل يمكن تخزين البيانات في الحمض النووي للكائنات؟
3- الذكاء الاصطناعي للمساعدة في مكافحة حرائق الغابات
وفقاً لمنظمة السلام الأخضر (Green Peace)، فإن أكثر من نصف انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في البرازيل سببها حرائق الغابات. ففي العام الماضي 2022 وفي يوم واحد خلال شهر أغسطس/ آب، تم اكتشاف نحو 3358 حريقاً في منطقة الأمازون البرازيلية، وهو ما يمثّل أكبر عدد من الحرائق يتم تسجيله خلال يوم واحد منذ عام 2007.
من أجل هذا تستخدم شركة أومغروميو (Umgraumeio) التي توفر الحلول الوقاية والكشف المبكر وإدارة الحرائق في الغابات والمزارع، مجموعة من التقنيات المتقدمة للوقاية من حرائق الغابات واكتشافها ومكافحتها، ومن ضمنها الكاميرات عالية الدقة المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والأقمار الصناعية لتغطية أكثر من 8 ملايين هكتار من الأراضي لتحديد نقاط الخطر المحتملة أو الدخان في غضون ثوانٍ، ثم ترسل التنبيهات للجهات المسؤولة.
اقرأ أيضاً: حرائق في غابات الأمازون في البرازيل: لماذا يعدّ ذلك سيئاً لكوكب الأرض؟
4- استخدام الطائرات المسيّرة لزراعة الأشجار
في الكثير من المناطق حول العالم لا تزال عمليات زراعة الأشجار تتم إلى حد كبير باستخدام الطرق التقليدية وهي اليد والمجرفة، ما يجعلها عملية شاقة وبطيئة وغير قابلة للتطوير، بالإضافة إلى ذلك فإن أحد التحديات الرئيسية في زراعة الأشجار يتمثل في عدم القيام بها بطريقة مدروسة في المناطق المتضررة من حرائق الغابات.
وعلى الرغم من تنوع طرق الزراعة باختلاف المنطقة وحجم الحريق، فإن شركة فلاش فوريست (Flash Forest) تعمل على تغيير الطريقة التي تزرع بها الأشجار في المناطق التي تضررت من حرائق الغابات، حيث تستخدم الطائرات المسيّرة لإعادة تشجير المناطق من الجو، ما يجعل زراعة الأشجار ليست أكثر كفاءة فحسب، بل تسهّل أيضاً زراعة الأشجار في المناطق التي يصعب الوصول إليها والبيئات الخطرة.
فبدلاً من نثر بذور الأشجار في المنطقة بطريقة عشوائية على أمل أن تنبت، طوّرت الشركة بذوراً مغلفة في مزيج خاص من العناصر الغذائية والعلاجات التي تم تطويرها للمساعدة في الإنبات يتم إسقاطها من الجو داخل التربة مباشرة. علاوة على ذلك، يمكن للطائرات المسيّرة وضع البذور مباشرةً تحت التربة. وتهدف الشركة إلى زراعة مليار شجرة بهذه الطريقة خلال السنوات الخمس المقبلة.
اقرأ أيضاً: داربا تختبر طائراتٍ مسيرة يمكن إطلاقها واستعادتها من طائرة في الجو
5- نحو عالم خالٍ من النفايات
تعتبر الهند من أكثر الدول إنتاجاً للنفايات في العالم، ولا توجد طرق علمية لفرزها أو التخلص منها، حيث لا يزال يتم إرسال معظم النفايات في البلاد إلى مكب النفايات أو حرقها، لهذا السبب طوّرت رائدة الأعمال الهندية نفيديا آر إم (Nivedha RM) نظام فرز يفصل المواد الرطبة عن المواد الجافة ويمكنه معالجة ما يصل إلى 200 طن من النفايات يومياً، بينما يتم تحويل النفايات الرطبة المتبقية إلى سماد أو غاز حيوي أو وقود.
وقد قامت بتحويل فكرتها إلى شركة تسمى تراش كون (TrachCon)، طوّرت آلة لمعالجة النفايات البلاستيكية إلى ألواح خشبية يمكن تحويلها إلى أثاث ومواد بناء مستدامة، بالإضافة إلى ذلك تقوم شركتها ببناء مصنع لإعادة التدوير في مدينة بنغالور سيكون قادراً على معالجة نحو 500 طن من المعادن والبلاستيك والزجاج والألياف يومياً، كما تهدف الشركة إلى إعادة تدوير 25 مليون طن من النفايات سنوياً بحلول عام 2025.
اقرأ أيضاً: فلوكس جيت: نظام هايبرلوب جديد صديق للبيئة تفوق سرعته 1000 كيلومتر في الساعة
6- تحويل مياه الصرف الصحي إلى طاقة
وفقاً لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، فإن نحو 56% فقط من مياه الصرف الصحي المنزلي تتم معالجتها بأمان في جميع أنحاء العالم، وهذا يعني أن مليارات الأشخاص معرضون لمخاطر صحية وتدهور بيئي من مياه الصرف الصحي غير المعالجة. لمعالجة هذه المشكلات تستخدم شركة أكوا سايكل (Aquacycl) تقنية جديدة حاصلة على براءة اختراع لتوليد الكهرباء من مياه الصرف الصناعي.
وتستخدم التقنية التي تسمى المعالجة الكهروكيميائية الحيوية (Bio Electrochemical Treatment Technology) اختصاراً (BETT)، البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي لمعالجة مياه الصرف الصحي وتوليد الكهرباء المباشرة للشركات الصناعية، كما أثبت حلها القابل للتطوير القدرة على تقليل تكاليف إدارة مياه الصرف الصحي بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 60%، كما توفر معالجة سريعة ومساحة صغيرة واستهلاكاً منخفضاً للطاقة.