باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لقراءة نصوص أثرية بابلية

2 دقائق
باحثون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لقراءة نصوص أثرية بابلية
حقوق الصورة: ويكيميديا كومنز. تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

كيف نحيا ونحن نعرف أننا سوف نموت؟ هذا السؤال تم طرحه في واحدة من أقدم الأعمال الأدبية التي كتبها البشر، إنها ملحمة جلجامش. نجت هذه الملحمة المكتوبة على لوحٍ طيني مع القليل من النصوص البابلية القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين. وحتى الآن، لم يتمكن علماء الآثار من ترجمة كل هذه النصوص ومعرفة ما جاء فيها.

يحاول العلماء منذ قرون فهم النصوص التي كتبها البابليون بالأحرف المسمارية، لكن المشكلة أن هذه النصوص مكتوبة على ألواح طينية، وأحياناً تكون قطع من اللوح الطيني نفسه موجودة في أماكن بعيدة عن بعضها، مثل المتحف البريطاني في لندن والمتحف الوطني العراقي في بغداد.

لذلك، كان العلماء يحاولون تجميع النصوص من خلال كتابتها على الورق ثم مقارنتها، وهذا عمل شاق يستغرق الكثير من الوقت نظراً لوجود آلاف القطع، وفي أفضل الأحوال، تمكنوا من تجميع بعض النصوص وترجمتها.

اقرأ أيضاً: 15 صفة يختلف فيها الذكاء الاصطناعي عن الذكاء البشري

برنامج ذكاء اصطناعي لتجميع النصوص

قام عدد من الباحثين في جامعة لودفيغ ماكسيميليان (Ludwig Maximilian) الألمانية بتطوير برنامج ذكاء اصطناعي يُطلق عليه اسم فراغمينتاريوم (Fragmentarium)، لديه القدرة على قراءة النصوص القديمة المكتوبة على الألواح الطينية ومقارنة القطع وإعادة تجميعها بسرعة كبيرة.

بدأ العمل على تدريب خوارزمية البرنامج عام 2018، من خلال تغذيتها بـ 2200 صورة لألواح طينية عليها نصوص بابلية مكتوبة بالأحرف المسمارية، وبذلك أصبحت الخوارزمية قادرة على مقارنة الصور واكتشاف القطع الناقصة من كل لوح طيني، لتختصر عملية كان الباحثون البشر يحتاجون إلى شهور أو حتى سنوات لإتمامها.

يقول إنريكي خيمينيز، وهو أستاذ أدب الشرق الأدنى القديم ومدرس علم الآشوريات في جامعة لودفيج ماكسيميليان: "إنها أداة لم تكن موجودة من قبل، قاعدة بيانات ضخمة من الألواح الطينية. نعتقد أنها ضرورية لإعادة تشكيل الأدب البابلي، وسوف تمكننا من إحراز تقدم بسرعة أكبر".

اقرأ أيضاً: كيف تساعد التكنولوجيا علماء الآثار على كشف أسرار المدن القديمة؟

قام خيمينيز وزميله من العراق بفك تشفير نص بابلي مكتوب على لوح طيني، ليتبين أن هذا النص عبارة عن قصيدة تصف قدوم الربيع إلى مدينة بابل.

تقرأ القصيدة على النحو التالي: 

نهر أرايتو

صنعه نديمود إله الحكمة

يسقي السهل، ويغمر غابة القصب

تصب مياهه في البحيرة والبحر

حقوله مزهرة وخضراء

تلمع بالحبوب الطازجة

بفضله تتراكم الحبوب أكواماً وأكوام

تنمو الأعشاب طويلاً، لتتجول القطعان وترعى

يتدفق ويغسل الأرض

بالثراء والبهاء الذي يليق بالبشر

حتى الآن، استخدم 200 باحث فقط من جميع أنحاء العالم برنامج فراغمينتاريوم عبر الإنترنت في عملهم. لكن بدءاً من شهر فبراير/ شباط 2023، أصبح بإمكان أي شخص استخدامه مجاناً.

اقرأ أيضاً: المهندسون يستخدمون الذكاء الاصطناعي لإيصال شبكة الإنترنت إلى الآثار الرومانية المغمورة بالمياه

يقول خيمينيز إن هناك آلاف الألواح الطينية والقطع المبعثرة التي لم يتم تجميعها وترجمة النصوص المكتوبة عليها بعد، لذلك، لا يزال هناك الكثير من العمل لإتمامه من أجل معرفة المزيد عن الحضارة البابلية.

المحتوى محمي