هل تتجسس علينا وسائل التواصل الاجتماعي؟

3 دقائق
هل تتجسس علينا وسائل التواصل الاجتماعي؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ eamesBot

هناك أمر غريب يتكرر مع الكثيرين، وربما تكرر معك أيضاً، تُجري مكالمة مع صديق باستخدام تطبيق فيسبوك مسنجر، وبعدها تدخل إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك أو إنستغرام، ليظهر لك إعلان يتضمن شيئاً ذكرته في المكالمة التي أجريتها!

على سبيل المثال، عندما تتحدث عن السيارات، تجد بعد فترة وجيزة إعلانات عن السيارات في فيسبوك.

يقول البعض إن هذا تكرر معهم كثيراً، لدرجة أنه لا يمكن أن يكون مصادفة، هنا علينا أن نسأل أنفسنا، هل تتجسس الشبكات الاجتماعية علينا وتستمع لما نقوله؟

عند البحث على الإنترنت حول هذا الموضوع، ستجد أن معظم الأشخاص مقتنعون تماماً أن فيسبوك وغيرها من الشبكات الاجتماعية تتجسس عليهم، من خلال الاستماع لما يقولونه عن طريق ميكروفون هواتفهم المحمولة أو مشاهدتهم من خلال الكاميرات.

اقرأ أيضاً: كيف تعرف ما إذا كان شخص يتجسس عليك من خلال كاميرا الويب؟

ما الذي تقوله الشبكات الاجتماعية؟

تنفي جميع الشبكات الاجتماعية هذه المزاعم وتؤكد أنها لا تتجسس على أحد، كما تشدد على أنها لا تحلل الكلام في المكالمات المرئية والمسموعة ونصوص الرسائل لاستهداف المستخدمين بالإعلانات.

ولأن جميع الهواتف الذكية من نوع أندرويد وآيفون تتضمن خياراً يمنعها من الوصول إلى الميكروفون والكاميرا، لا تستطيع تطبيقات التواصل الاجتماعي الوصول إلى الميكروفون والكاميرا إلا إذا أعطاها المستخدم إذناً بذلك.

اقرأ أيضاً: 5 طرق تساعد الشركات في حماية خصوصيتها الرقمية

كيف تظهر الإعلانات؟

جميع المستخدمين يمنحون مواقع الويب والتطبيقات معلومات قيمة من خلال ما يعرف باسم ملفات تعريف الارتباط، التي تستخدم لتتبع نشاطنا على الويب.

هناك نوعان من ملفات تعريف الارتباط:

  • ملفات تعريف ارتباط الطرف الأول: وهي التي يستخدمها موقع الويب أو التطبيق لتذكر تفاصيل معينة حول طريقة استخدامنا للموقع. على سبيل المثال، تسمح ملفات تعريف ارتباط الطرف الأول بحفظ معلومات تسجيل الدخول حتى لا تضطر إلى إعادة كتابتها في كل مرة تزور فيها الموقع أو التطبيق.
  • ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث: هذه الملفات تستفيد منها شركات التسويق التي تتعاون مع الموقع أو التطبيق، حيث تحلل سلوك المستخدم وما يهتم به لاستهدافه بإعلانات تتطابق مع اهتماماته.

باستخدام ملفات تعريف ارتباط الطرف الثالث، يمكن للمعلنين جمع بيانات مهمة حول رغباتك واحتياجاتك. تشمل هذه البيانات معلومات مثل العمر والجنس والطول والوزن والوظيفة والهوايات. ومن خلال تصنيف هذه البيانات وتحليلها، تقوم الخوارزميات بالتوصية بإعلانات.

اقرأ أيضاً: ما الذي يجب أن تفعله لحماية خصوصيتك من تجسس إنترنت الأشياء؟

هل يمكن الوثوق بما تقوله الشبكات الاجتماعية؟

الإجابة بكل تأكيد هي لا، فهناك أدلة عديدة بيّنت أن شركات التكنولوجيا تنتهك خصوصية مستخدميها، وإليك بعض الأمثلة:

توظف شركات التكنولوجيا العملاقة مثل جوجل وأمازون وآبل آلاف الأشخاص حول العالم للمساعدة في تحسين المساعد الرقمي الخاص بها، يستمع هؤلاء الموظفون إلى المحادثات التي يجريها المستخدمون في منازلهم مع المساعد الرقمي، ويقومون بتحويلها إلى نصوص تستخدم في تدريب نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بالمساعد من أجل تحسين قدرته على فهم الكلام البشري.

وفقاً لتقرير صادر عن وكالة بلومبيرغ الأميركية عام 2019، قامت فيسبوك بتوظيف متعاقدين للاستماع إلى المقاطع الصوتية التي يرسلها مستخدمو فيسبوك مسنجر وتحويلها لنصوص تستخدم في تحسين منتجات الشركة.

في عام 2016، نشر المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ صورة على حسابه في فيسبوك احتفالاً بزيادة عدد مستخدمي تطبيق إنستغرام، لاحظ الناس في خلفية الصورة أن زوكربيرغ قام بتغطية كاميرا الويب والميكروفون في حاسوبه بشريط لاصق.

اقرأ أيضاً: كيف يمكنك كشف برامج التجسس على جهازك وإزالتها؟

كيف ندافع عن أنفسنا؟

تقدم الشبكات الاجتماعية معلومات للمستخدمين حول كيفية جمع بياناتهم وتخزينها واستخدامها، لكن بسبب الانتهاكات التي تم الكشف عنها، يتعين على المستخدمين توخي الحذر وعدم الثقة بما تقوله الشبكات دائماً. فمن المؤكد أنهم لن يأتوا ويخبرونا بأنهم يتجسسون علينا، حتى تظهر فضيحة تكشف ذلك.

اقرأ أيضاً: ما البيانات التي تجمعها شركة آبل عنك وكيف يمكنك التحكم بها؟

إذا كنت قلقاً من التجسس، يمكنك اتباع هذه النصائح:

  • قم بإيقاف الإنترنت أو إطفاء هاتفك عندما تجري محادثة شخصية أو خاصة أو سريّة.
  • امنح التطبيقات إذن الوصول إلى الميكروفون والكاميرا فقط حين تستخدمها لإجراء مكالمة، وعند انتهاء المكالمة، قم بإلغاء إذن الوصول من الإعدادات.
  • تصفح مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام متصفح الويب بدلاً من تحميل تطبيقاتها على هاتفك، فقد يكون ذلك أكثر أماناً.
  • قم باستخدام برنامج موثوق للحماية من الفيروسات لمزيد من الأمان. وتتوفر العديد من الخيارات مثل برنامج أفيرا (Avira) أو أفاست (Avast) التي تحميك من التجسس عن طريق حظر الوصول غير المصرح به إلى الميكروفون والكاميرا سواء على الهاتف أو الحاسوب.

المحتوى محمي