5 طرق تساعد الشركات في حماية خصوصيتها الرقمية

4 دقائق
5 من أكثر الطرق فاعلية تساعد الشركات في حماية خصوصيتها الرقمية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Miha Creative

أصبحت الخصوصية الرقمية ذات أهمية متزايدة في العصر الحديث، حيث تمثل الإنترنت جزءاً مهماً من حياتنا اليومية. ومع انتشار التطبيقات والخدمات عبر الإنترنت، فإن الخط الفاصل بين حياتنا المادية وحياتنا الرقمية سيتضاءل باستمرار، ويمكن قول الشيء نفسه بالنسبة لعالم الأعمال، إذ إن انتشار نموذج العمل عن بُعد والشبكات المستندة إلى السحابة جعل من العمل على حماية الخصوصية أمراً مهماً للغاية.

وعلى الرغم من أن الاستثمار في أفضل الحلول الأمنية يعتبر خطوة ضرورية يجب أن تقوم بها الشركات لحماية بياناتها وأنظمتها من مجموعة واسعة من التهديدات، فإنه في بعض الأحيان قد يكون مكلفاً خاصة للشركات الناشئة والصغيرة، ومع ذلك توجد حلول غير مكلفة لكنها فعّالة ومن شأنها أن تكون أفضل طريقة لحل مشكلات الأمن السيبراني وحماية خصوصيتها الرقمية.

ما هي الخصوصية الرقمية (Digital Privacy)؟

يمكن تعريف الخصوصية الرقمية (Digital Privacy) بأنها حماية بيانات الفرد أو الأعمال التي يتم إنشاؤها أو استخدامها أثناء الاتصال بالإنترنت، على المستوى الفردي عادةً ما تتم مناقشة الخصوصية الرقمية في المنطقة المتعلقة بالممارسة المشكوك فيها أخلاقياً المتمثلة في إنشاء نموذج إعلانات مستهدفة للمستخدمين عبر الإنترنت.

ولكن في مجال الشركات والأعمال تعد الخصوصية الرقمية جزءاً لا يتجزأ من حماية الملكية الفكرية والحماية من الممارسات غير المشروعة عبر الإنترنت لمجرمي الإنترنت، حيث نجد أنه في ظل التهديدات السيبرانية الآخذة في الاتساع، أصبحت الشركات والأعمال التجارية أكثر عرضة لمخاطر انتهاكات الخصوصية أكثر من أي وقت مضى.

اقرأ أيضاً: أهم تهديدات الأمن السيبراني التي يجب معرفتها في عام 2023 وكيفية الاستعداد لها

ما أبرز التهديدات التي تواجه الخصوصية الرقمية؟

هناك نوعان من التهديدات الرئيسية التي تواجه الخصوصية الرقمية وهي:

  • خروقات البيانات

تعد خروقات البيانات والهجمات السيبرانية ضد الشركات والأعمال التجارية أمراً يحدث يومياً، ويمكن أن تكون هذه الحوادث كبيرة للغاية بحيث تؤثر على ملايين المستهلكين والعملاء، أو يمكن أن تكون أصغر بكثير وتؤثر على فئة معينة من العملاء. ومع ذلك وبغض النظر عن الحجم، فإن كل خرق يعرّض الشركات لمخاطر جمة أقلها تضاؤل الثقة فيها من قِبل عملائها.

يستغل مجرمو الإنترنت البيانات الشخصية التي يتم الحصول عليها عند اختراق أنظمة الشركات من أجل تحقيق الربح، من خلال عرضها للبيع على جميع مستويات شبكة الإنترنت، سواء شبكات الويب السطحية (Surface Web) أو الويب العميق (Deep Web) أو الويب المظلم (Dark Web) أو استخدامها لاحقاً من أجل تنفيذ هجمات سرقة الهوية، وشن هجمات التصيد الاحتيالي أو الهندسة الاجتماعية على الشركة نفسها من أجل نشر البرامج الضارة وبرامج الفدية.

اقرأ أيضاً: كيف يعمل بوت تشات جي بي تي كقوة مضاعفة لشن الهجمات السيبرانية؟

  • توافر البيانات الشخصية

مع ارتباطنا أكثر بشبكة الإنترنت والقيام بجميع مهامنا الشخصية والعملية تقريباً عبرها، يصبح توافر البيانات التي نتركها عبر شبكة الإنترنت بمثابة منجم ذهب للشركات الإعلانية ومجرمي الإنترنت، الذين لا يدخرون جهداً لجمعها وترتيبها وتصنيفها بغرض بيعها لاحقاً أو استغلالها.

على سبيل المثال، يقوم وسطاء البيانات بتجميع المعلومات الشخصية شيئاً فشيئاً لتجميع ملفات تعريف شخصية مفصلة للغاية لملايين الأشخاص، ثم بيع الملف الشخصي بالكامل لأي شخص يريد ذلك. وحتى عندما تكون البيانات مجهولة المصدر، يمكن للمعلنين استهداف المستهلكين بناءً على سمات شخصية للغاية، مثل الدين أو العِرق.

اقرأ أيضاً: كيف ينبغي على الشركات أن تتعامل مع تهديد سيبراني داخلي؟

كيف يمكن للشركات حماية خصوصيتها الرقمية؟

تتعلق الأفكار الشائعة عادةً عند الحديث عن الخصوصية الرقمية للشركات بحماية المعلومات المنقولة رقمياً، ولكنها يمكن أن تمتد أيضاً إلى أي خدمات تمتد عبر الإنترنت مثل حماية التواصل عبر تطبيقات مؤتمرات الفيديو والمراسلة الفورية والبريد الإلكتروني.

ومن ثم بغض النظر عن الحجم، يجب على الشركات اتخاذ تدابير فعّالة من أجل التخفيف من المخاطر الناجمة عن انتهاك الخصوصية الرقمية، بما في ذلك:

  •  تشفير البيانات

يعد التشفير (Encryption) أحد أكثر تقنيات حماية البيانات فعالية، حيث يمكن للشركات استخدامه على أجهزة التخزين لضمان أمان البيانات من الوصول غير المصرح به. علاوة على ذلك، فإن فعاليتها واعدة في حماية البيانات أثناء النقل.

اقرأ أيضاً: لماذا على الشركات العمل جدّياً على حماية بيانات عملائها وتعزيز ثقتهم؟

  • استخدام جدار الحماية ومضاد الفيروسات

يعد جدار الحماية (FireWall) أحد الحلول الفعّالة من حيث التكلفة لحماية البيانات، حيث يؤدي دوراً مهماً في حماية أنظمة شبكات الشركات من خلال المساعدة في تصفية حركة المرور الواردة لمنع الوصول المشبوه، بالإضافة إلى ضمان أن الأشخاص المصرح لهم فقط يمكنهم الوصول إلى البيانات أو نقلها، ما يعني أن بيانات العملاء ستظل في مأمن من السرقة ومجموعة واسعة من المخاطر المتعلقة بالخصوصية الرقمية للشركات.

علاوة على ذلك، يعتبر تثبيت أحد البرامج المضادة للفيروسات الموثوقة حلاً غير مكلف لمواجهة مختلف التهديدات السيبرانية التي تهدد بيانات الشركات، فمن خلال إقرانها مع برنامج جدار حماية قوي يمكن تصفية أي برمجيات ضارة قبل حقنها في أنظمة شبكات الشركة.

  • تثقيف العاملين على جميع المستويات

غالباً ما يكون العامل البشري هو أكبر نقطة ضعف في سلسلة حماية البيانات، لذلك يجب أن تضمن الشركات أن الموظفين على علم بلوائح الامتثال وأفضل الممارسات الأمنية، وتزويدهم بالتدريب والمبادئ التوجيهية الواضحة خاصة الموظفين الذين يتعاملون مع أنواع البيانات الأكثر حساسية.

على سبيل المثال، تعتبر كلمات المرور القوية هي خط الدفاع الأول لحماية بيانات الشركة، لذا يجب تشجيع الموظفين على ممارسات أكثر أماناً فيما يتعلق بكلمات المرور الخاصة بهم، مثل تشجيعهم على عدم مشاركة كلمات المرور أو إعادة استخدامها، وتغييرها بين كل فترة وأخرى بكلمات أكثر قوة من سابقاتها.

اقرأ أيضاً: ما هي مفاتيح المرور «باس كيز» من أبل؟ وبماذا تختلف عن كلمات المرور التقليدية؟

  • النسخ الاحتياطي للبيانات

في الوقت الحالي تستخدم معظم الشركات والأعمال التجارية الحلول السحابية التي تسهل عليها نسخ بياناتها احتياطياً لفوائدها العديدة، مثل فعاليتها العالية من حيث التكلفة، كما تجعل استرداد البيانات في حالة تعرضها للاختراق أو الضياع سهلاً، ومن ثم يمكن للأعمال التجارية التي تعمل بميزانية محدودة باستخدام هذا الحل لحماية بياناتها.

  • إنشاء قواعد عند استخدام الأجهزة الشخصية

 نظراً لأن الشركات أصبحت أكثر ميلاً لتنبي منهجية استخدام الموظفين لأجهزتهم الشخصية في العمل سواء عبر المكتب أو عند العمل عن بُعد والتي تسهم في زيادة الإنتاجية وتقليل التكاليف، أو ما يعرف اختصاراً بسياسة (Bring Your Own Device أو بي واي أو دي (PYOD)، فإن وضع قواعد واضحة عند استخدام هذا النهج مهم للغاية.

حيث إن الوصول إلى المعلومات الحساسة على الأجهزة الشخصية يعني أن البيانات تنتقل خارج حدود شبكة الشركة، ما يؤدي إلى ضرورة أن تكون أي تدابير أمنية يتم اعتمادها موضع نقاش، حيث يمكن للشركات اتخاذ تدابير أمنية مثل تقييد نوع البيانات التي يمكن تخزينها في الأجهزة الشخصية والوثوق فقط بالأجهزة التي تلبي مستوى معيناً من الأمان، ومناقشتها مع الموظفين لضمان مواءمة أمان أجهزتهم الشخصية مع المستوى المطلوب داخل الشركة.

اقرأ أيضاً: ما أبرز مشكلات الخصوصية الرقمية التي ستعالجها شبكة الويب 3؟

ختاماً، يجب على الشركات إعطاء الأولوية لخصوصيتها الرقمية والتعامل بشكل أفضل مع بيانات المستخدمين، ويجب عدم تجنبها حتى إذا كانت اللوائح التنظيمية لا تتطلب من الشركات زيادة حماية خصوصيتها وخصوصية عملائها، حيث إن القيام بذلك قد يمنحها ميزة على المنافسين الذين لديهم سياسات خصوصية أكثر ضعفاً، فعندما يصبح المستخدمون أكثر وعياً يبدؤون باختيار الشركات بناءً على ما إذا كانت تحافظ على خصوصيتها الرقمية أم لا.

المحتوى محمي