إذا شاء حظك العاثر -لا قدر الله- أن تصاب بسكتة قلبية، فلن تكون فرصتك في النجاة كبيرة. ففي أميركا مثلاً، يتعرض نحو 400,000 شخص لها سنوياً، ولا ينجو منهم جميعاً سوى أقل من 6%. وتعتبر السكتة القلبية هي السبب الأكثر شيوعاً للوفيات الطبيعية، غير أن احتمال النجاة يمكن أن يكون أعلى بكثير في حال الحصول على المساعدة بسرعة، حيث إن إجراء الإنعاش بشكل فوري يمكن أن يُضاعف فرصة النجاة 3 أضعاف.
تقوم أداةٌ جديدة باستخدام الميكروفون في السماعة الذكية أو الهاتف الذكي لكشف الدلالات التحذيرية، وتتصل لطلب النجدة بالنيابة عنك، وهو ما يمكن أن يزيد من معدلات النجاة.
قام باحثون من جامعة واشنطن بتطوير هذا النظام، وهو يعتمد على التعلم الآلي لكشف صوت الشهيق المميز في هذه الحالة (والمعروف باسم التنفس الاحتضاري)، والذي يصدره الشخص عندما يعاني للحصول على الهواء، وهو دلالة تحذيرية تسبق أكثر من نصف حالات السكتة القلبية.
وقد قام الباحثون بتدريب النظام باستخدام مقاطع صوتية للتنفس الاحتضاري من مكالمات الطوارئ في مقاطعة كينج بواشنطن. واستخدموا 729 مكالمة تحوي 82 ساعة من التسجيلات في المجمل. بعد ذلك، قاموا بتدريب النظام على أصوات أخرى يمكن سماعها في الغرفة، مثل الشخير أو الأصوات المرافقة لانقطاع النفس أثناء النوم، وذلك للتقليل من حالات الإنذار الكاذب للنظام.
كما استخدم الباحثون مجموعتين مختلفتين من التسجيلات: أصوات النوم التي أصدرها 35 متطوعاً، وأصوات النوم من 12 مريضاً كانوا يشاركون في دراسة حول النوم بسبب الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم. وقد ظهرت في المجموعة الثانية من التسجيلات بعض الأصوات المشابهة للتنفس الاحتضاري، مما ساعد على تحسين دقة عمل الأداة. يقول جستن تشان الذي قاد البحث: "عندما اختبرنا النظام، وجدنا نسبة 0.2% من الإنذارات الكاذبة في مجموعة المتطوعين ونسبة 0.1% في مجموعة النوم". وقد تمكن النظام من كشف التنفس الاحتضاري بشكل صحيح في 97% من الحالات من مسافة تصل إلى 6 أمتار.
وما زالت الأداة التي تحدثت عنها مجلة npj Digital Medicine في المرحلة التجريبية، ولهذا قد لا تكون متوافرة في الأسواق قبل عدة سنوات، على الرغم من أن الباحثين يرغبون في استثمارها تجارياً في نهاية المطاف، كما قال تشين: "ما زال أمامنا الكثير من العمل قبل أن نتمكن من إتاحة الأداة للاستخدام على نطاق واسع".
وقد أشار تشين أيضاً أنه في حالة استخدام هذا النظام عملياً، فمن المنطقي أن يقوم بإصدار تحذير لمدة 15 أو 30 ثانية للمستخدمين بأنه على وشك الاتصال بالطوارئ، بحيث يكون لديهم فرصة لإلغاء الاتصال في حال كانت الحالة عبارة عن إنذار كاذب. ومن المفترض أن يوضع النظام في غرف النوم، حيث تقع أغلب حوادث السكتة القلبية المنزلية.
ولكن ما زالت هناك عدة صعوبات يجب التغلب عليها قبل إطلاق النظام، وهي بشكل أساسي مشاكل تتعلق بالخصوصية، وذلك وفقاً لبيتر تشاي، الأستاذ المساعد المختص بطب الطوارئ في مستشفى بريجام وومين في بوسطن، حيث يقول: "هناك تساؤلات حول ما يحدث بالنسبة للضجيج المحيط الصادر عن الآخرين في الغرفة، أو ما إذا كان ميكروفون الهاتف يُستخدم لجمع المعلومات، إضافة إلى التعامل مع حالات التسجيل بالخطأ".