على الرغم من انتشار الفيديوهات المنذرة بالخطر لروبوتات تصعد درج السلم وتفتح الأبواب، إلا أن الآلات ليست في طريقها لتحل محل الإنسان قريباً، ومع ذلك فإن الأتمتة سرعان ما ازدادت قدراتها، وستعتمد الكثير من الوظائف في المستقبل على الروبوتات. تناول ثلاثة خبراء في الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتعليم مستقبل العلاقات بين البشر والروبوتات في أماكن العمل في مؤتمر إمتيك نيكست من إم آي تي تكنولوجي ريفيو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
يستطيع العمال الآليون في الوقت الحالي تنفيذ مهام مثل مساعدة الممرضات في طابق مستشفى مزدحم والتقاط مستلزمات من مستودع مكتظ، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه عند نشر هذه التكنولوجيا الجديدة في أماكن العمل، فإنه علينا أن نتوصل لطرق أفضل للتفاعل بين العمال البشريين والآلات.
من جهتها قالت جولي شاه، التي تترأس مجموعة الروبوتات التفاعلية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إن طرق استخدامنا للروبوتات في الوقت الحالي تبدو "محدودة للغاية"، مشيرة إلى أنه برغم أن شركة أمازون تستعين بالروبوتات في مستودعاتها، إلا أن هذه الروبوتات توجد في مكان منفصل، كما أن روبوتات خط التجميع في مصانع السيارات تعمل جنبًا إلى جنب مع عمال بشريين لكن دون تعاون متبادل بينهما.
وأشارت شاه إلى أننا بارعون في العمل في فرق بشرية؛ في ملاعب كرة القدم أو في غرف العمليات أو في الشاحنات المتحركة، ولكن حتى هذا التعاون يحتاج للممارسة، وللتنسيق مع الآخرين بهذه الطريقة، يحتاج الشخص (أو الروبوت في حالتنا هذه) أن يكون قادرًا على استنتاج ما يفكر به غيره وتوقع التحركات القادمة لغيره وإجراء تعديلات سريعة عندما لا تسير الأمور وفقاً لما هو مخطط له.
تعمل شاه على تحقيق ذلك مع الروبوتات، وقد عرضت مثالاً من مختبرها الذي قضى فيه باحثوه سنوات من العمل مع إحدى مستشفيات بوسطن لفهم كيفية اتخاذ الممرضات العاملات في طابق الولادة للقرارات التي تخص المرضى. وقد استخدم الباحثون البيانات لمساعدة الروبوتات على فهم سير العمل هناك، فاستطاعت الروبوتات بعد ذلك قراءة معلومات المرضى الموجودة على لوحة البيانات لتقديم اقتراحات محددة عن حاجة مريضة ما إلى عملية قيصرية ومن هي الممرضة التي يجب أن تهتم بحالتها.
ورغم أن هذا يبدو مفيدًا على المستوى النظري – وهو ما يظهر بالتأكيد في الفيديو الذي عرضته شاه، حين سألت الممرضات روبوتاً متنقلاً "ما القرار الذي ينبغي أن نتخذه؟" وتلقين إجابات فورية – إلا أننا نواجه صعوبة في كيفية التعامل مع الروبوتات، حتى حين تعمل بشكل جيد.
هذا لأننا اعتدنا على التعاون مع غيرنا من البشر، لكن الروبوتات على حد وصف شاه تعد "غريبة في الأساس عنا". وقد يتمخض عن التعاون فوائد، ولكن لن يحدث ذلك إلا إذا توصلنا للنماذج العقلية المناسبة.
ومن جهتها قالت ميلوني وايز، الرئيس التنفيذي لشركة Fetch Robotics من إم آي تي تكنولوجي ريفيو في عام 2015، أنه سيكون من المهم لنا معرفة الأعمال التي لا تناسب الروبوتات، وأضافت أن بعض المهام التي تحتاج إلى إتقان بالغ، مثل ربط الأجزاء معاً، ليست عملية.
يكتسب تعليم الروبوتات محاكاة المهام عبر اطلاعها على كيفية القيام بها أهمية كبيرة بين باحثي الروبوتات، إلا أن وايز قالت أن هذا غير ممكن دائماً. (حاول أن تطلع روبوتاً على كيفية قلب فطيرة، وسوف ترى مدى نجاح ذلك).
هل تشعر بالقلق حيال إمكانية أن تسند وظيفتك إلى روبوت في المستقبل غير البعيد؟ إليك بعض النصائح التي تساعدك على تجنب هذا المصير - وتعرف على كيفية التعايش مع زملائك الآليين المستقبليين.
واصل التعلم: يعتقد جوزيف عون، رئيس جامعة نورث إيسترن ومؤلف كتاب " Robot Proof: Higher Education in the Age of Artificial Intelligence"، أن مواصلة التعلم ستصير مع مرور الوقت أمراً "ضرورياً" للبشر في الوقت الذي يحدث فيه الذكاء الاصطناعي تغييرات في مكان العمل. وهو ينادي بالتعليم التجريبي، مثل إرسال الطلاب في فترات تدريبية طويلة الأجل حيث يمكنهم القيام بأعمال وأبحاث إبداعية.
ركز على نقاط قوتك : يشير عون أيضاً إلى أن الناس يجيدون الإبداع وريادة الأعمال والعمل في فرق وفهم القضايا من وجهات نظر مختلفة.
تعلم كيفية العمل التعاوني: توصلت دراسة شاه إلى أن البشر لديهم مشكلات في التعامل مع الروبوتات حتى ولو كان الروبوت يعمل جيداً، إذ يميلون الى القيام بأشياء مثل فصل عملهم عن الروبوت وتكديس المهام لأنفسهم، وهذا قد يقلل من كفاءة إنجاز المهام، بما لا يفيد البشر أو الروبوتات.