إطلالات مذهلة للطباعة المجسمة في حفل متروبوليتان تطلَّبت أكثر من ألف ساعة عمل

3 دقائق
مصدر الصورة: زاك بوزن/ بروتولابز/ جي إي أديتيف

ظهرت الطباعة المجسمة ثلاثية الأبعاد في آخر مكان يمكن أن تتوقع رؤيتها فيه: حفل متروبوليتان (المسمى اختصاراً حفل مت جالا Met Gala).

يشتهر هذا الحدث الذي يقيمه متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك لجمع التبرعات بالإطلالات الغريبة والمثيرة والتجريبية التي يظهر بها بعض أكبر المشاهير. وفي هذه السنة، تميَّزت خمسة من الأزياء بإضافة عناصر كبيرة بُنيت باستخدام الطباعة المجسمة، وجميعها من أعمال المصمم زاك بوزن بالتعاون مع جي إي أديتيف وبروتولابز. وقد تطلبت الفساتين الأربعة ورداء الرأس -التي ارتدتها نجمات من أمثال جوردانا دان وكيتي هولمز- 6 أشهر من العمل.

وقد قام العاملون بإجراء مسح لكل من النساء اللاتي ارتدين هذه الأزياء المصنوعة بالطباعة المجسمة، وذلك حتى يضمنوا إمكانية تصميم القطع حاسوبياً لكي تتوافق مع أجسادهن بشكل مثالي.

وقد بُنيت القطع بشكل أساسي باستخدام الطباعة الحجرية الفراغية (وهي طريقة التصنيع التراكمي بالمقاطع العرضية، أو ستيريوليثغرافي stereolithography)، وذلك للحصول على التفاصيل النهائية عالية الجودة التي أرادها بوزن. وتقوم هذه الطريقة للطباعة ثلاثية الأبعاد على استخدام ليزر الأشعة فوق البنفسجية لتصليب حوض من المواد الصمغية، ويتم إطلاق الليزر بشكل متكرر على المواد الصمغية وفق نمط يحدده الحاسوب اعتماداً على نموذج ثلاثي الأبعاد، وتنتج عن هذه العملية منحوتة صلبة وملساء يمكن تلميعها أو طلاؤها.

وكانت الإطلالة الأكثر صعوبة هي التي ارتدتها عارضة الأزياء البريطانية جوردانا دان، حيث صُممت على شكل مجموعة من بتلات الورد، وتطلبت أكثر من 1,100 ساعة من العمل. يقول إيريك أتلي، مدير التطبيقات في بروتولابز: "لم نحاول أن ننفذ شيئاً سهلاً، بل حاولنا أن ندفع بالمستوى إلى الأعلى بعض الشيء".

مصدر الصورة: ديميتريوس كامبوريس /ستاف/ غيتي إيميدجيز

ليست هذه هي المرة الأولى التي استخدم فيها بوزن الطباعة المجسمة أو التكنولوجيا بشكل عام على البساط الأحمر لحفل متروبوليتان. فقد تضمنت إطلالته الشهيرة للممثلة كلير دينز مئات من أضواء الألياف البصرية المحبوكة ضمن قماش الأورجانزا للحصول على فستان متوهج. كما صنع بوزن أيضاً حقيبة ظهر تتضمن بعض العناصر المصنوعة بالطباعة المجسمة.

وتمثل هذه الإطلالات أعمالاً فنية جميلة، ولكنها أيضاً تمثل تجسيداً لسبب بقاء الطباعة ثلاثية الأبعاد محصورة بمنصات عرض الأزياء وحفلات الموضة وعدم وصولها إلى خزائن الملابس. وعلى الرغم من أنني مستعدة إلى أقصى حد لتحمل عبء وزن فستان يزن حوالي 14 كيلوغراماً لحضور حفل متروبوليتان، إلا أن الجلوس على المكتب بملابس صلبة ليس بالأمر المريح على الإطلاق.

تقول أيمي دانييل دانسبي، وهي مطورة برامج ومن هواة الملابس التنكرية، وقد قامت بصناعة أزيائها بالطباعة المجسمة من قبل: "يمكن أن تكون هذه الملابس باهظة التكاليف وثقيلة الوزن، كما أن تصميمها وطباعتها يحتاج إلى مئات الساعات من العمل. وأحب أن أرى ملابس مصنوعة بالطباعة ثلاثية الأبعاد بشكل عملي أكثر بحيث يمكن ارتداؤها بسهولة أو الجلوس فيها، أو حتى تنظيفها في الغسالة". وقد قامت المصممة دانيت بيليج بتصميم ملابس ذات طابع عملي أوضح باستخدام الطباعة المجسمة، وذلك بالاعتماد على مادة فيلافليكس الأكثر مرونة؛ حيث إن أقمشتها المصنوعة بالطباعة المجسمة تسمح بحرية أكبر في الحركة، ولكنها تتطلب بطانة قماشية، كما أن سترتها المطبوعة بشكل خاص ليست زهيدة الثمن على الإطلاق، ويمكنك الحصول عليها مقابل 1,500 دولار.

غير أن حفل متروبوليتان لا يتمحور حول الطابع العملي أو الملابس سهلة الارتداء، بل حول التعبير عن فكرة معينة. تقول مارا هيتنر، وهي مديرة تطوير الأعمال في شركة الطباعة المجسمة ماترهاكرز: "لا أعتقد أن الطباعة المجسمة ستحل محل الأقمشة التقليدية، ولكن في حالة العناصر الخاصة المصممة لشخص واحد أو لحدث معين، فهي خيار ممتاز".

ويبين عمل بوزن نقلة كبيرة نحو زيادة استخدام كبار مصممي الأزياء للطباعة المجسمة. ومع تحسن هذه التكنولوجيا من ناحية التفاصيل واللمسات النهائية وسهولة الاستخدام، بدأت تنتقل من الظهور على نطاق ضيق في بعض العروض نحو أكبر الأحداث في الموضة.

وإليكم فيما يلي بعض هذه الإطلالات وبعض التفاصيل حولها:

مصدر الصورة: غيتي إيميدجيز/ هايواير بابليك ريلايشنز

جوردانا دان

يحوي الفستان 21 بتلة تزن كل منها 0.45 كيلوغرام، وتبلغ كلفة كل منها 3,000 دولار. وقد تم تركيب البتلات على هيكل داخلي مصنوع بالطباعة المجسمة، مما جعل إجمالي الوزن يرتفع إلى 13.6 كيلوغرام، وذلك حتى بعد أن تمكن المهندسون من تخفيض وزن البتلات بعد أن اكتشفوا أن البتلة الأولى ثقيلة للغاية. وقد تطلب تصنيع الفستان أكثر من 1,100 ساعة من العمل.

مصدر الصورة: غيتي إيميدجيز/ هايواير بابليك ريلايشنز

كيتي هولمز

على الرغم من أن هذه الإطلالة قماشية في معظمها، إلا أن طوق أوراق النخيل مصنوع بالطباعة المجسمة، وقد تطلب تصنيعه 56 ساعة.

مصدر الصورة: غيتي إيميدجيز/ هايواير بابليك ريلايشنز

جوليا جارنر

يمثل رداء الرأس هذا القطعةَ الأسرع طباعة بين هذه الملابس. وقد تم تصنيعه على شكل قطعة واحدة كاملة في 22 ساعة، وهو القطعة الوحيدة التي بُنيت باستخدام آلة الاندماج متعدد النفاثات بدلاً من الطابعة التي تعتمد على طريقة الطباعة الحجرية الفراغية. وتضع آلة الاندماج هذه طبقاتٍ متعددة من البودرة وتدمجها معاً للحصول على الجسم المطلوب.

مصدر الصورة: غيتي إيميدجيز/ هايواير بابليك ريلايشنز

ديبيكا بادوكون

تطلبت هذه الإطلالة طريقة مختلفة، فقد خيطت القطع المصنوعة بالطباعة المجسمة على الفستان لتزيينه، وقد تطلب تصنيع قطع الزينة التي بلغ عددها 408 قطعة 160 ساعة من الطباعة.

المحتوى محمي