بما أن مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو الأم قد كرَّست عدداً كاملاً للتغير المناخي، فلا بد من أن نفكر في تأثيرنا نحن على البيئة. فعادة ما يشتكي مشتركو مجلتنا الأم من شيء واحد على وجه الخصوص، وهو: الغلاف البلاستيكي، المسمى بوليباج polybag، والذي يحمي المجلات أثناء رحلتها البريدية الطويلة.
تُصنع هذه الأغلفة من البولي إيثيلين منخفض الكثافة LDPE. وضمن النظام العالمي لتصنيف البلاستيك، يعتبر هذا البلاستيك من الصنف الرابع، أي أنه يشبه أكياس التسوق البلاستيكية. ويمكن إعادة تدوير LDPE، ولكن في الولايات المتحدة على الأقل، ويُعتبر هذا البلاستيك مرفوضاً من قبل أغلب برامج تجميع النفايات، كما أن الكثيرين لا يعرفون أنه يمكن إعادة تدويره في الكثير من سلاسل متاجر البقالة والبيع بالتجزئة.
ووفقاً للوكالة الأميركية لحماية البيئة، وصل إلى مطامر القمامة في 2015 ما يبلغ 500,000 طن من LDPE والبولي إيثيلين منخفض الكثافة ذي السلسلة الجزيئية البسيطة. وبما أن مجلتنا الأم تفضل ألا تُسهم في هذا الرقم، فقد قررت البحث عن أساليب للتخفيف من استخدام البوليباج، ولكن تبين أن الأمر أصعب مما قد يبدو.
حيث ترسل إم آي تي تكنولوجي ريفيو الأم 170,000 نسخة من كل من أعدادها السنوية الستة بالبريد، وتنفق ما يزيد على 730,000 دولار سنوياً على التوزيع وحسب، وهو جزء لا يستهان به من ميزانيتنا السنوية. وتتميز أغلفة بوليباج بأنها شديدة المتانة، وخفيفة الوزن، وزهيدة الثمن، وتؤمِّن الحماية المطلوبة دون زيادة كبيرة في وزن الشحن، كما أنها تُوفر كثيراً من تكلفة البريد عندما تُرسل إلى خريجي إم آي تي -الذين يشكِّلون حوالي ثلثي القراء- مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو، ومجلة إم آي تي نيوز المخصصة لخريجي إم آي تي، ضمن غلاف واحد.
وغلافها البديل مصنوع من بلاستيك قابل للتحلل الحيوي ومتين بما يكفي لحماية المجلات، ويكلف حوالي 20,000 دولار سنوياً، أي ما يقارب ضعف إنفاقها الحالي على البوليباج. إضافة إلى هذا، وعلى الرغم من أنه مصمم حتى يتحلل دون ضوء في المطامر، أو أكوام السماد العضوي، أو حتى كمخلفات مرمية على الأرض، فهو بحاجة إلى فترة تصل إلى 900 يوم حتى يتحلل، وحتى بعد هذا، لا يتحلل سوى نصفه تقريباً.
أما البديل الآخر فهو تغليف المجلات بالورق، وهو الذي يمكن إعادة تدويره بطبيعة الحال. ولكن حتى يكون قوياً بما يكفي، يجب أن يكون ثقيل الوزن، وسيكلف ثلاثة أضعاف ما يكلفه البوليباج.
وقد فكرت المجلة الأم أن بإمكانها أيضاً أن تضع المجلات ضمن مغلفات ورقية، وهي أكثر تكلفة من ورق التغليف العادي، كما أن عملية إدخال المجلات ضمن المغلفات مكلفة وبطيئة، مما سيؤدي إلى إضافة عشرات الآلاف من الدولارات إلى تكاليف الشحن وتأخير التوصيل أيضاً. وعلى أي حال، فإن كلا الخيارين الورقيين قد يؤديان في الواقع إلى زيادة الأثر الكربوني، وذلك وفقاً لتقييمات دورة الحياة التي تأخذ بعين الاعتبار الطاقة الضرورية لإنتاج الأغلفة الورقية وإعادة تدويرها.
وأخيراً، يمكن للمجلة الأم أن تختار عدم تغليف مجلاتها على الإطلاق، على الأقل تلك التي ترسلها إلى المشتركين المحليين في الولايات المتحدة، أما بالنسبة لمن هم خارجها، فلا بد من شكل ما من أشكال التغليف. لقد كانت ترسلها دون بوليباج عندما كانت إم آي تي تكنولوجي ريفيو وإم آي تي نيوز مجلة واحدة. ولكنها فصلتهما إلى مجلتين في العام الماضي، ومن دون بوليباج، يجب أن ندفع ضعف كلفة البريد لإرسال نسخة من كلتا المجلتين إلى خريجي إم آي تي.
إن الانتقال إلى استخدام الأغلفة القابلة للتحلل أو الأغلفة الورقية أو المغلفات الورقية سيعني أيضاً أن المجلة الأم لن تستفيد من التخفيضات الكبيرة في تكاليف البريد عند إرسال أعدادها مع مجلات أخرى. وفقط إذا كانت المجلة مجردة تماماً أو ضمن غلاف بلاستيكي تقليدي، يمكن وضعها ضمن مجموعة كبيرة من المجلات التي تقوم المطبعة بترتيبها سابقاً، وهو أمر أكثر فعالية بالنسبة للخدمة البريدية.
ولهذه الأسباب، التزمت المجلة الأم بالبوليباج التقليدي للعدد المخصص للتغير المناخي، ولكنها تدرك تماماً أنه يتعين عليها فعل ما هو أكثر من ذلك، وما زالت تدرس خياراتها.
وتفكر المجلة الأم أن بإمكانها أن تُجري تجربة ضيقة النطاق مع الورق أو البلاستيك القابل للتحلل، أو حتى أن تسأل القراء ما إذا كانوا مستعدين لدفع التكاليف الإضافية للحصول على هذه الخيارات. ويمكن أيضاً أن تعود إلى ضم إم آي تي تكنولوجي ريفيو وإم آي تي نيوز في مجلة واحدة، وشحنها من دون بوليباج ضمن الولايات المتحدة وكندا. ويمكن أن تطبع لصاقة "كيف تقوم بإعادة التدوير" (كما هي مبينة هنا) على البوليباج، بحيث تزيد من عدد الأشخاص الذين يتخلصون من هذه الأغلفة بالشكل المناسب. وقد طلبت أيضاً من إدارة قسم علوم المواد في إم آي تي أن ترى ما إذا كان هناك طلاب أو مدرسون راغبون في محاولة حل هذه المشكلة، وتطوير غلاف واقٍ رخيص وقابل للتحلل، ويمكن أن يزيد من الجدوى الاقتصادية لأغلفة الشحن البريدي التي تستخدم مرة واحدة.
لقد اتخذت المجلة الأم أول خطوة للتقليل مما تتسبب فيه من التلوث بالبلاستيك والأثر الكربوني بشكل كبير، ولكن يبقى استكمال هذه الخطوة رهناً بالقارئ، حيث تتمنى المجلة الأم أن يقوم بإعادة تدوير البوليباج الذي يرده منها ومن أية مجلات أخرى، إضافة إلى أكياس التسوق البلاستيكية، وذلك في حاوية إعادة التدوير في المتاجر.
وإذا كانت لدى القارئ أي أفكار أخرى لمساعدة المجلة الأم في تخفيف أثرها على البيئة، فنحن نرحب بكل الاقتراحات.