ما الذي سنفعله إن كان هناك فرصة لا يستهان بها رغم ضآلتها بأن الأرض على وشك أن يصطدم بها كويكب ضخم؟ مع مطلع شهر مايو، بدأ عددٌ من العلماء والمنظمات الحكومية يخططون لمثل هذا الاحتمال.
خلال مؤتمر الدفاع الكوكبي الذي أقيم في منطقة واشنطن العاصمة، أجرى عدد من المنظمات الحكومية -بما في ذلك وكالة ناسا والوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (فيما FEMA)- تمريناً عملياً لحدث مصطنع يصور اصطدام كويكب بالأرض (هذا هو التصور التدريبي السادس لحدث الاصطدام بأحد الكويكبات الذي شاركت فيه ناسا).
ابتداء من مطلع شهر مايو، بدأ فريق دولي من العلماء، والمهندسين، وصناع القرار مثل مسؤولي "فيما" بإجراء تمرين وهمي -ولكنه واقعي- عما يمكن أن يحدث لو أن كويكباً سار وفق مسار تصادمي مباشر مع كوكبنا الأرضي.
وقد تم اعتبار أن فرصة الكويكب الخيالي المسمى بي دي سي PDC في أن يضرب الأرض تبلغ 1%، وهو المستوى الذي سيتم عنده اتخاذ الإجراءات المحتملة فيما لو كانت الحالة حقيقية. ويقدم قادة المجموعة بشكل يومي موجزاً للمشاركين عن آخر المستجدات المتعلقة بالحالة، ويطلبون الحصول على أفكار وتعليقات بشأن كيفية التعامل مع بعثات تقصي الحقائق، والمحاولات الممكنة لتحويل المسار، وكيفية التقليل من الآثار المحتملة إلى الحد الأدنى إن تعذر العثور على وسيلة لمنعه من الاصطدام بالأرض.
واعتباراً من نهاية اليوم الثاني من المحاكاة، أصبحت فرصة الكويكب الخيالي لضرب كوكبنا 10%! وقد قال بول تشوداس، مدير مركز دراسات الأجسام القريبة من الأرض، للإذاعة الوطنية العامة إنه صمم التجربة بهدف "إجهاد النظام"؛ حيث وضع الكويكب في مدار غير ملائم للأرض على الإطلاق.
اصطدام حقيقي وشيك
يحضر الباحثون الإجراءات للتعامل مع كويكب سيمر قرب الأرض بعد عقد من الزمن، على الرغم من أنهم أكدوا أنه سيمر بشكل قريب من دون التصادم معها. فمن المتوقع في 13 أبريل من العام 2029، أن يمر الكويكب 99942 أبوفيس -الذي يبلغ عرضه 340 متراً- قرب الأرض على مسافة 31,000 كيلومتر فقط فوق رؤوسنا (ولكن لا داعي للقلق، فنحن بأمان). قم بتحديد هذا الموعد في تقويمك، فهناك فرصة كبيرة بأن تتمكن من رؤيته وهو يعبر.
تُظهر الصورة في الأعلى مدى قرب الكويكب من الأرض في أثناء عبوره، كما تظهر فيها الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض كنقاط زرقاء. وعادة ما تكون الكويكبات التي تمر بهذا القرب من الأرض أصغر بعدة مراتب من هذا الكويكب، ولا يتجاوز عرضها خمسة أو عشرة أمتار.
ولكن هذه المرة، يجد الباحثون أنفسهم في وضع فريد، فقد اكتُشف الكويكب في 2004، ولم يتم تتبعه عن كثب. ويرغب الباحثون بالاستفادة من الإنذار المبكر للاستعداد من أجل جمع البيانات حول سطحه وشكله وتركيبه ومداره وحتى بنيته الداخلية.
وستكون هذه البيانات مفيدة للأبحاث العلمية، غير أنها قد تقدم لنا أيضاً معلومات ستساعدنا على التعامل مع الكويكبات في المستقبل؛ حيث إن البنية الداخلية لهذه الصخور قد ترشدنا لاتخاذ القرار حول وجوب تحطيمها أو تغيير مسارها وحسب.
لم يُحدد بعد مكان إجراء هذه الدراسات. يقول تشوداس في تصريح صحفي: "سنكسب معلومات علمية هامة سنستخدمها يوماً ما للدفاع عن الكوكب".