لا يمكن تجاهل الحاجات البشرية إن أردنا الاستفادة من الأتمتة

1 دقيقة
جوستين ساجليو

تقع على عاتقنا مسؤولية منع الأتمتة من إفساد حياة الكثيرين. هذا ما يقوله دارون أيسموجلو، بروفسور الاقتصاد في إم آي تي، وهو من كبار المتحدثين في مجال تأثير التكنولوجيا على الاقتصاد.

تحدث أيسموجلو مؤخراً في مؤتمر إيمتيك نيكست الذي عقدته إم آي تي ريفيو في كامبريدج في ماساتشوستس. وتتلخص فكرته بأنه يجب على المجتمعات أن تستثمر في التعليم وخدمات الرعاية الاجتماعية من أجل أن تستفيد بشكل كامل من تقنيات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، ويقول: "ليست هذه مسؤولية شخص واحد فقط، بل مسؤوليتنا الجماعية".

بيّن أيسموجلو في محاضرته أن الإبداع التقني في العقود الأخيرة لم ينجح في رفع الأجور وزيادة الإنتاجية بشكل واضح. وتوصل في بحثه إلى أن الرجال في منتصف العمر ممن تخرجوا من المدارس الثانوية يكسبون عملياً أقل من أقرانهم في الجيل السابق من نفس العمر بنسبة 35% تقريباً.

من أهم أسباب هذا التفاوت أن التقنيات المختلفة تؤثر على سوق العمالة بطرق مختلفة، ووفقاً لأيسموجلو، فإن "التقنيات المساعدة" التي تمكن العمال من زيادة الإنتاجية في المهام الموكلة إليهم تؤدي إلى زيادة الأجور والطلب على العمالة، بشكل مماثل لبرمجيات التصميم بمساعدة الحاسوب التي تساعد المصممين على الرسم بدقة أكبر.

من ناحية أخرى، فإن "التقنيات الاستبدالية"، مثل الروبوتات متعددة الأغراض والقابلة للبرمجة والتي انتشر استخدامها في خطوط التجميع، تستحوذ على المهام التي كان يؤديها العمال من قبل، ما قد يؤدي إلى تناقص الأجور وفصل العاملين من وظائفهم.

غير أن هذا لا يعني أن النهاية اقتربت، يقول أيسموجلو: "صحيح أن هذه التقنيات تسببت بفصل البعض من وظائفهم وفشلت في تحقيق رخاء مشترك بين الجميع، ولكننا لن ننتقل قريباً إلى اقتصاد بدون عمالة بشرية".

يقول أيسموجلو أن تحديث المؤسسات سيمنح المزيد من الناس إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا. ويركز على وجه الخصوص على إعادة هيكلة النظام التعليمي، والذي يقول أنه يتعامل مع جميع الطلاب بنفس الطريقة الجامدة، وأنه لم يتطور كثيراً منذ القرن التاسع عشر. كما يقول أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد المعلمين على تعديل مناهجهم للتوافق مع تغير أساليب التعليم والأنواع المختلفة من الطلاب، ولكن يجب أن تقدم الحكومات للمدارس الموارد الكافية لتطبيق هذه التقنيات.

يقول أيسموجلو: "عندما تقوم الشركات بفصل العاملين بدون إيجاد وظائف جديدة، فهذا يشكل ضغطاً كبيراً على المجتمع بأسره. ولكن علينا جميعاً أن نفكر بكيفية المساهمة في الحل. ليست الشركات منظمات خيرية، وبالتالي يجب على المجتمع أن يقف بشكل موحد لمواجهة هذه المشكلة".

المحتوى محمي