أرحب بكم في عددنا الأول الخاص من النسخة العربية لمجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو العريقة، التي صدرت أول مرة عام 1899 عن جامعة إم آي تي في بوسطن، ماساتشوستس. إننا نسعى لأن تشكّل المجلة، والموقع الإلكتروني، رافداً ثرياً يغني المحتوى التقني والعلمي باللغة العربية، ويزوّد القارئ العربي بأحدث ما وصلت إليه الأبحاث والدراسات التي تعيد صياغة عالم اليوم وترسم ملامح المستقبل، لتكون معارف التكنولوجيا في متناول الجميع باعتبارها حجر الزاوية في الجهود المبذولة لبناء مجتمعات الغد.
يميز عددنا رسالة افتتاحية من الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، يتكلم فيها عن المكانة البارزة التي تتبوؤها مجلة إم آي تي تكنولوجي ريفيو في المكتبة العلمية في العالم بمواكبتها لآخر ما توصل إليه العقل البشري من معارف، وعن دور نسختها العربية كمصدر إلهام للأجيال الجديدة من العلماء والباحثين والمبتكرين العرب الذين يدعوهم إلى الانضمام إلى الحراك العلمي العالمي في مجال التكنولوجيا الحديثة والعلوم المتقدمة، وإلى أن يكونوا جزءاً من مشروع الإمارات الكبير الذي يهدف إلى بناء مجتمع علمي وتقني عربي يعمل أبناؤه على النهوض بأوطانهم وتحويلها إلى منارات للمعرفة.
يتمحور العدد حول الذكاء الاصطناعي، ويشرح كيف بدأت تقنياته تقتحم مجالات كانت في السابق حكراً على البشر، مقدماً أمثلة على استخدامه في ميادين عدة منها الصحة والتصنيع والنقل، وعارضاً آراء ورؤى متباينة في ما يتعلق بإمكانية تفوق الذكاء الاصطناعي في "ذكائه" وعمله على الإنسان. فنقرأ مثلاً أن على الشركات التوقف عن الادعاء بأن الذكاء الاصطناعي لن يسلب الناس وظائفهم، ونجد رأياً آخر يقول إننا لو اطلعنا على أفضل ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي من التطور لضحكنا من " قلة حيلته" قياساً بالبشر. فهل نخاف من هذا المنافس الشرس الذي يحاول الاستيلاء على أعمالنا، أم نطمئن إلى أنه لن يستطيع أن يضاهينا مهارة وذكاء، وأنه وإن انتزع منا بعض وظائفنا فسيعوضنا عنها بأعمال جديدة؟ ترى كم نحن في الحقيقة قريبون من احتلال الذكاء الاصطناعي عالمنا؟ لتتمكنوا من الحكم بأنفسكم أدعوكم إلى قراءة هذا العدد من مجلتنا، الذي ستجدون بين دفتيه كذلك مواضيع مشوقة تطرح تساؤلات حول إمكان وجود روبوتات تشعر كالبشر وما هو شعورنا تجاهها، وعن العلاقة التي تنشأ بين الروبوتات ومستخدميها، وإمكانية تحيز برامج الذكاء الاصطناعي ضدنا، علاوة على مقالات أخرى تجدونها في قسم "منوعات تقنية وحيوية" تعرض ملفات وقصصاً عن توقعات المصير الجيني، وإعادة بناء الأعضاء، واللقاح ضد السرطان، وعن البيتكوين التي يرى البعض أنها لن تشكل اقتصاداً بل "كارثة"، والطريقة التي تساعد بها تقنية البلوك تشين اللاجئين الذين فقدوا وثائقهم الثبوتية. إلى جانب مقالات أخرى داعمة للعدد على الموقع الإلكتروني mittrarabia.com
أما القسم الأخير فيختص بجيل الشباب الذي نعقد عليه الآمال، وتدفعنا طاقته المتقدة، وتصميمه الصلب، وإصراره على المحاولة، إلى التفاؤل بمستقبل منطقتنا. أبطاله روادٌ يرون في التحديات فرصاً، وفي المستحيل ممكناً، ولا يكفون عن التساؤل "لماذا؟" ولماذا لا؟". وله، لهذا الجيل، نطلق للمرّة الأولى جائزة "مبتكرون دون 35" العالمية، ونقدمها في نسختها الأولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. مبتكرونا العشرة مميزون حقاً، ويعملون على إحداث تغيير إيجابي في محيطهم ومجتمعاتهم، بل وعلى مستوى العالم. وأسماؤهم التي لا تبدو الآن معروفة للقارئ، ستلمع في سمائنا خلال السنوات القليلة المقبلة كرواد أعمال وباحثين ومبتكرين ومزعزعين في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي والطب والأعمال ومدن المستقبل. ويسعدنا أن نكرّمهم بهذه الجائزة العالمية فنُلقي الضوء على إنجازاتهم، ونساعدهم في الوصول إلى من يهتم بأفكارهم ويؤمن برسالتهم وبضرورة دعمهم ليصبحوا جزءاً من شبكة مؤثرة عالمياً. أدعوكم للتعرف عليهم في القسم المخصص لهم. وبهم، يكون ختامها مسك.