كيف أحدث حاسوب ماكنتوش ثورة في مجال التكنولوجيا؟

2 دقائق
كيف أحدث حاسوب ماكنتوش ثورة في مجال التكنولوجيا؟
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Audio und werbung

أحدث حاسوب ماكنتوش (Macintosh) الأول المعروف باسم ماكنتوش 128 ك (Macintosh 128k)، الذي أطلقته شركة أبل الأميركية عام 1984، ثورة في مجال التكنولوجيا، لأنه جعل أي شخص قادراً على استخدام الحاسوب والاستفادة منه بسهولة.

دعونا نتعرف في السطور التالية إلى الطرق التي أسهم فيها هذا الحاسوب في تغيير التكنولوجيا حتى يومنا هذا.

واجهة المستخدم الرسومية

كانت جميع الحواسيب قبل ظهور ماكنتوش تعتمد على واجهة نصية تشمل سطر الأوامر فقط، ويتعين على المستخدم معرفة الأوامر النصية وكيفية استخدامها وكتابتها بشكلٍ صحيح، وهو أمر صعب يتطلب خبرة وكثيراً من الوقت.

حاسوب Apple II Plus
حاسوب Apple II Plus الذي أصدرته أبل عام 1979، حين كانت جميع الحواسيب تعتمد على سطر الأوامر النصية فقط. مصدر الصورة: ويكيميديا كومنز

جلب حاسوب ماكتنوش ما يعرف باسم واجهة المستخدم الرسومية (Graphical user interface) المعروفة اختصاراً بـ (GUI)، والتي أتاحت للمستخدم التحكم في الحاسوب عن طريق واجهة مرئية تتضمن رموزاً وقوائم بدلاً من الأوامر النصية.

حاسوب ماكنتوش
حاسوب ماكنتوش الذي أصدرته أبل عام 1984، أول حاسوب يأتي مع واجهة رسومية وماوس. مصدر الصورة: ويكيميديا كومنز

بفضل الواجهة الرسومية، أصبح من السهل على الشخص العادي استخدام الحاسوب، ومهّد ذلك الطريق لانتشار الحواسيب الشخصية في المنازل والشركات. كما جعل الفأرة أو الماوس جزءاً أساسياً لا غنى عنه في أي حاسوب.

اليوم، تعتبر الواجهة الرسومية أساس عمل كل الأجهزة الذكية، مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

اقرأ أيضاً: معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الاستهلاكية 2023: الحدث التكنولوجي الأكثر تأثيراً في العالم

شاشة مدمجة

كان حاسوب ماكنتوش الأول عبارة عن قطعة واحدة تتضمن كل أجزاء الحاسوب الداخلية مع شاشة مدمجة - مصدر الصورة: ويكيميدا كومنز
كان حاسوب ماكنتوش الأول عبارة عن قطعة واحدة تتضمن كل أجزاء الحاسوب الداخلية مع شاشة مدمجة. مصدر الصورة: ويكيميديا كومنز

الطريقة الأخرى التي أحدث بها حاسوب ماكنتوش ثورة في مجال التكنولوجيا كانت من خلال دمج الشاشة مع الأجزاء الأخرى، فقبل هذا الحاسوب، كانت الحواسيب تتصل بشاشات خارجية منفصلة. ما جعل حملها ونقلها صعباً.

فقد جعلت الشاشة المدمجة في حاسوب ماكنتوش حمله ونقله أكثر سهولة. كان هذا عاملاً مهماً ساعد الكثيرين في أخذ حاسوبهم أينما ذهبوا، سواء لمكان العمل أو المدرسة أو الجامعة أو المنزل.

بفضل ماكنتوش، أصبح الناس يرغبون في حواسيب خفيفة الوزن أكثر ليكون حملها سهلاً، وتنافست الشركات لتحقيق ذلك، ما أسهم في ظهور الحواسيب المحمولة فيما بعد، ثم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

اقرأ أيضاً: حاسوب عملاق جديد يعيد الصدارة للولايات المتحدة في مجال الحوسبة الفائقة

حزمة أدوات تطوير البرمجيات

مؤسس شركة أبل ستيف جوبز مع حاسوب Macintosh 128k - مصدر الصورة: ويكيميديا كومنز
مؤسس شركة أبل ستيف جوبز مع حاسوب Macintosh 128k. مصدر الصورة: ويكيميديا كومنز

أدى نظام التشغيل في حاسوب ماكنتوش دوراً كبيراً في تغيير صناعة البرمجيات. لقد كان أول حاسوب شخصي يتضمن حزمة أدوات تطوير البرمجيات (Software development kit) المعروفة اختصاراً بـ (SDK)، بفضل هذه الحزمة، لم تعد شركة أبل وحدها هي التي تطوّر البرامج لحواسيبها، بل أصبح أي مبرمج قادراً على ذلك، ومهّد ذلك الطريق لظهور مجموعة كبيرة ومتنوعة من البرامج المفيدة، هذه البرامج جعلت الحواسيب الشخصية أكثر فائدة، حيث يمكن بسهولة استخدامها لتحرير المستندات وإنشاء جداول البيانات والتصميم ومعالجة الصور ومونتاج الفيديو وغيرها من المهام.

اقرأ أيضاً: أبوظبي تبدأ بناء أول حاسوب كمومي في الشرق الأوسط

التمهيد لشبكة الإنترنت

كان لنظام التشغيل في حاسوب ماكنتوش تأثير كبير على تطوير شبكة الإنترنت العالمية، حيث استلهم عالم الحاسوب تيم بيرنرز لي (Tim Berners-Lee) الذي يعرف بأنه مخترع شبكة الويب العالمية من واجهة المستخدم الرسومية سهلة الاستخدام في حاسوب ماكنتوش وطريقة التنقل السهلة باستخدام الماوس فكرة إنشاء أول متصفح ويب.

أراد بيرنرز لي جعل تجربة تصفح الويب مثل واجهة المستخدم الرسومية في حاسوب ماكنتوش، وأدت جهوده إلى إنشاء أول متصفحات الويب الرسومية مثل موزاييك (Mosaic) ونتسكيب نافيجيتر (Netscape Navigator).

المحتوى محمي