أحدث حاسوب ماكنتوش (Macintosh) الأول المعروف باسم ماكنتوش 128 ك (Macintosh 128k)، الذي أطلقته شركة أبل الأميركية عام 1984، ثورة في مجال التكنولوجيا، لأنه جعل أي شخص قادراً على استخدام الحاسوب والاستفادة منه بسهولة.
دعونا نتعرف في السطور التالية إلى الطرق التي أسهم فيها هذا الحاسوب في تغيير التكنولوجيا حتى يومنا هذا.
واجهة المستخدم الرسومية
كانت جميع الحواسيب قبل ظهور ماكنتوش تعتمد على واجهة نصية تشمل سطر الأوامر فقط، ويتعين على المستخدم معرفة الأوامر النصية وكيفية استخدامها وكتابتها بشكلٍ صحيح، وهو أمر صعب يتطلب خبرة وكثيراً من الوقت.
جلب حاسوب ماكتنوش ما يعرف باسم واجهة المستخدم الرسومية (Graphical user interface) المعروفة اختصاراً بـ (GUI)، والتي أتاحت للمستخدم التحكم في الحاسوب عن طريق واجهة مرئية تتضمن رموزاً وقوائم بدلاً من الأوامر النصية.
بفضل الواجهة الرسومية، أصبح من السهل على الشخص العادي استخدام الحاسوب، ومهّد ذلك الطريق لانتشار الحواسيب الشخصية في المنازل والشركات. كما جعل الفأرة أو الماوس جزءاً أساسياً لا غنى عنه في أي حاسوب.
اليوم، تعتبر الواجهة الرسومية أساس عمل كل الأجهزة الذكية، مثل الحواسيب والهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
اقرأ أيضاً: معرض لاس فيغاس للإلكترونيات الاستهلاكية 2023: الحدث التكنولوجي الأكثر تأثيراً في العالم
شاشة مدمجة
الطريقة الأخرى التي أحدث بها حاسوب ماكنتوش ثورة في مجال التكنولوجيا كانت من خلال دمج الشاشة مع الأجزاء الأخرى، فقبل هذا الحاسوب، كانت الحواسيب تتصل بشاشات خارجية منفصلة. ما جعل حملها ونقلها صعباً.
فقد جعلت الشاشة المدمجة في حاسوب ماكنتوش حمله ونقله أكثر سهولة. كان هذا عاملاً مهماً ساعد الكثيرين في أخذ حاسوبهم أينما ذهبوا، سواء لمكان العمل أو المدرسة أو الجامعة أو المنزل.
بفضل ماكنتوش، أصبح الناس يرغبون في حواسيب خفيفة الوزن أكثر ليكون حملها سهلاً، وتنافست الشركات لتحقيق ذلك، ما أسهم في ظهور الحواسيب المحمولة فيما بعد، ثم الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.
اقرأ أيضاً: حاسوب عملاق جديد يعيد الصدارة للولايات المتحدة في مجال الحوسبة الفائقة
حزمة أدوات تطوير البرمجيات
أدى نظام التشغيل في حاسوب ماكنتوش دوراً كبيراً في تغيير صناعة البرمجيات. لقد كان أول حاسوب شخصي يتضمن حزمة أدوات تطوير البرمجيات (Software development kit) المعروفة اختصاراً بـ (SDK)، بفضل هذه الحزمة، لم تعد شركة أبل وحدها هي التي تطوّر البرامج لحواسيبها، بل أصبح أي مبرمج قادراً على ذلك، ومهّد ذلك الطريق لظهور مجموعة كبيرة ومتنوعة من البرامج المفيدة، هذه البرامج جعلت الحواسيب الشخصية أكثر فائدة، حيث يمكن بسهولة استخدامها لتحرير المستندات وإنشاء جداول البيانات والتصميم ومعالجة الصور ومونتاج الفيديو وغيرها من المهام.
اقرأ أيضاً: أبوظبي تبدأ بناء أول حاسوب كمومي في الشرق الأوسط
التمهيد لشبكة الإنترنت
كان لنظام التشغيل في حاسوب ماكنتوش تأثير كبير على تطوير شبكة الإنترنت العالمية، حيث استلهم عالم الحاسوب تيم بيرنرز لي (Tim Berners-Lee) الذي يعرف بأنه مخترع شبكة الويب العالمية من واجهة المستخدم الرسومية سهلة الاستخدام في حاسوب ماكنتوش وطريقة التنقل السهلة باستخدام الماوس فكرة إنشاء أول متصفح ويب.
أراد بيرنرز لي جعل تجربة تصفح الويب مثل واجهة المستخدم الرسومية في حاسوب ماكنتوش، وأدت جهوده إلى إنشاء أول متصفحات الويب الرسومية مثل موزاييك (Mosaic) ونتسكيب نافيجيتر (Netscape Navigator).