لوحات إعلانية في موسكو تعرض إعلانات موجهة بناء على السيارة التي تقودها

2 دقائق

إذا كنت تقود سيارة بي إم دبليو إكس 5 أو فولفو إكس سي 60 على الطريق السريع حول موسكو، فقد تلاحظ لوحة رقمية على جانب الطريق تعرض إعلاناً لدى اقترابك منها، ومن المرجح أن يكون إعلاناً عن سيارة رياضية متعددة الأغراض من جاغوار.

إذا كان الوقت مساء، فسوف ترى الإعلان بخلفية داكنة تساعد على إبراز السيارة، وإذا كان الطقس عاصفاً، فسوف ترى السيارة في الإعلان وهي تناور في حركتها لاختراق الثلوج.

ليست الإعلانات الموجهة بالأمر الغريب بالنسبة لمستخدمي الإنترنت. ولكنها دخلت إلى العالم المادي بفضل الشركة الناشئة سينابس لاب، والتي تعتمد على كاميرات عالية السرعة توضع على مسافة حوالي 180 متر من اللوحة الرقمية لالتقاط صور السيارات العابرة. يستطيع نظام التعلم الآلي فيها أن يتعرف على طرازات السيارات التي يريد المُعلن استهدافها، ومن ثم يقوم نظام التحكم باختيار الإعلان المناسب لعرضه على اللوحة أثناء مرور السيارة.

قد يبدو تسويق سيارة على لوحة إعلانية قرب الطريق أمراً منطقياً. ولكن ما مدى شمولية هذا النوع من الإعلانات؟ تقول سينابس أن بإمكان المعلنين أن يستنتجوا الكثير عنك من السيارة التي تقودها. وبالفعل، فقد وجد بحث لمجموعة من الباحثين بقيادة جامعة ستانفورد – وباستخدام الرؤية الآلية والتعلم العميق – أن تحليل نوع وطراز وسنة صنع السيارات التي تظهر في جوجل ستريت فيو يمكن استخدامه للحصول على تقدير دقيق لمستوى الدخل والانتماء العرقي والمستوى التعليمي لسكان منطقة معينة، وحتى التوجهات السياسية لمدينة ما.

 

يقوم نموذج الأعمال لسينابس على بيع خدماتها لمالكي اللوحات الإعلانية الرقمية، والتي تغير الإعلانات المعروضة عليها، ويمكن إضافة المزيد من الإعلانات الموجهة إليها، ما يسمح لمشغليها بتقديم خدماتهم للمزيد من المعلنين. ووفقاً لسينابس، فإن الإعلان الموجه الذي يظهر 8,500 مرة في شهر واحد سيصل إلى نفس العدد من السائقين المستهدفين (أي حوالي 22,000) الذي يحققه إعلان تقليدي يُعرض 55,000 مرة. قامت حملة جاغوار بدفع تكاليف الإعلانات إلى مشغلي اللوحات الإعلانية بناء على عدد مرات العرض، كما يفعل معلنو الويب. على حين أن تسعير لوحات الإعلانات التقليدية يُبنى على أساس زمن العرض، تماماً مثل الإعلانات التلفزيونية.

توصلت سينابس إلى زيادة عدد لوحاتها الإعلانية في روسيا، كما أطلقت خدماتها بشكل تجريبي في الولايات المتحدة، حيث يوجد حوالي 7,000 لوحة إعلانية رقمية، وهو رقم تقول الشركة أنه يتزايد بنسبة 15% سنوياً، على حين يصل عدد اللوحات الإعلانية التقليدية إلى 370,000. وبوجود صف كامل من اللوحات الإعلانية الرقمية على طريق، يمكنها أن تعرض الإعلانات مع حركة السيارات، بحيث تبدو أقرب إلى أسلوب رواية القصص المستخدم في إعلانات التلفزيون والويب، كما يقول أليكس بوستوف، أحد مؤسسي سينابس.

هناك حدود لاستخدام الكاميرات من قبل الشركة. حيث أن سينابس لن تبيع البيانات حول سائقين منفردين، ولكنها من ناحية أخرى مهتمة بإمكانية استخدام مجمل بيانات أنماط السير لخدمات أخرى، مثل التحليل التنبؤي لحركة السير، والتحليل الاجتماعي الديمغرافي للمتنقلين بين العمل والسكن مقارنة مع سكان المنطقة، وتتبع الانبعاثات الناتجة عن حركة السير، وغير ذلك.

إضافة إلى ذلك، يتم تشفير بيانات لوحات أرقام السيارات لدواعي السلامة، كما أن الشركة تقول أنها مستعدة للتجاوب مع القوانين المحلية حول فترة تخزين هذه البيانات أيضاً. يقول أليكسي أوتكين، أحد المؤسسين: "إن هذه الطريقة أشبه بملفات تعريف الارتباط، ولكن بدون الاتصال بالإنترنت".

المحتوى محمي