غادة الحسين، سوريا
فازت السورية غادة الحسين بجائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2022، وهي مرشحة لنيل الدكتوراة في قسم الهندسة الطبية الحيوية بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، والتي تعمل فيها حالياً مدرسة خريجة مساعدة.
تركز اهتماماتها البحثية على تطوير نظام التعرف إلى المناخ العاطفي (Emotional Climate، اختصاراً (EC) باستخدام الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في مجالات الرعاية الصحية، حيث تم اختيار أعمالها البحثية كثاني أفضل عمل بحثي من بين 40 بحثاً عالمياً في مؤتمر آي إي إي إي (IEEE) للصحة الرقمية.
كما حصلت على جائزة أفضل بحث في منتدى المرأة والذي تقيّمها جامعة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى ذلك تلقت جائزة حمدان للأداء الأكاديمي المتميز المرموقة، وتم إدراجها في قائمة الشرف في جامعة الملك عبدالله بصفتها من الطلاب المتفوقين في جامعة خليفة.
اقرأ أيضاً: إعلان قائمة الفائزين بجائزة «مبتكرون دون 35» لعام 2022
وقد أتت فكرة ابتكارها الفائز بجائزة مبتكرون دون 35 بعد ملاحظتها أن مرض هشاشة العظام منتشر بشكل كبير في العالم، ولا يتم الاهتمام به بشكل كافٍ، ولا يحصل المرضى على الرعاية الكافية، ولا يتم إيلاؤهم الانتباه الكافي حتى يُصابوا بكسر غالباً، وفي كثير من الحالات ينتهي بهم الأمر بإعاقة دائمة.
نتيجة لذلك، قامت بابتكار وتطوير تطبيق أوستيو مينتور (OsteoMentor) لدعم مرضى هشاشة العظام (أو المعرضين للإصابة به) لإدارة رعايتهم الصحية بأنفسهم خارج العيادة وإبقائهم مشاركين في الرعاية الصحية، وهو عبارة عن روبوت محادثة ذكي والأول من نوعه الذي يتبنى نموذج الحوسبة العاطفية (Affective computing)، لتحسين جودة الرعاية الصحية من خلال ربط الحالة العاطفية بجميع البيانات الطبية الأخرى للمرضى واقتراح خطط رعاية صحية أفضل، حيث سيكون التطبيق (الروبوت) قادراً على تقديم المزيد من دعم الرعاية الصحية الفردية خارج العيادة.
ويعمل التطبيق من خلال أخذ الكلام من الأشخاص (40 عاماً فما فوق) الذين يتحدثون مع التطبيق ويحوله إلى تنبؤ عاطفي، من خلال أخذ الإشارات الصوتية فقط، ويأتي استهداف التطبيق للأشخاص فوق عمر الـ 40 عاماً نسبة لقدراتهم المحدودة في التعامل التكنولوجيات الحديثة، لذا فإن أسهل طريقة يمكنهم التفاعل بها مع التطبيق هي عن طريق الصوت.
اقرأ أيضاً: فائزون بجائزة مبتكرون دون 35: تعرّف إلى المغربي أيوب كلية والمصري محمد شعبان
أما عن الأمان الرقمي للمعلومات والبيانات الشخصية للمرضى وبيانات البحث مجهولة المصدر، فإنه يتم تأمينها من خلال ربط قاعدة البيانات الصحية في التطبيق (بعد الحصول على موافقة المريض) وتخزينها في قاعدة بيانات منفصلة مع وصول محدود للغاية في خدمة مايكروسوفت السحابية آزور (Azure).
وبشكل أساسي يتمثل دور التطبيق في توفير:
- المراقبة الديناميكية لسلوك كبار السن من خلال مستشعرات أجهزة إنترنت الأشياء في ظل سيناريوهات اختبار موجهة ومضبوطة.
- تحقيق كفاءة تحليلات البيانات الضخمة لتحليل أرشيفات البيانات المستندة إلى السحابة.
- التدريب على السلوك الشبيه بالبشر مع مراعاة الحالة العاطفية للمستخدم.
- تصميم وتنفيذ عملية الوقاية من هشاشة العظام ومبادرات العلاج المدربة.
- تعزيز مبادرات الدعم التدريبي في مجال هشاشة العظام من خلال حركات النشر والتدخل الاجتماعي.
يذكر أن تطبيق أوستيو مينتور (OsteoMentor) في مرحلة الاختبار بلغات مختلفة بما في ذلك الإنجليزية والصينية والصربية واليونانية والألمانية والمجرية، بالإضافة إلى ذلك يمكن تطبيق آلية عمل التطبيق على العديد من التطبيقات لدعم المرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة، وليس فقط هشاشة العظام. على سبيل المثال يمكن تنفيذ الفكرة في أي تطبيق صحي رقمي وتوسيعه ليشمل مجالات أخرى مثل الأعمال التجارية لتقديم خدمات أكثر تخصيصاً وأفضل.
أحمد العبدالكريم، المملكة العربية السعودية
نال أحمد العبدالكريم جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2022، وتخرج في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ونال الدكتوراة من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي).
يشغل حالياً منصب كبير موظفي التكنولوجيا والشريك المؤسس لشركة إنتلماتيكس (Intelmatix) وهي شركة ذكاء اصطناعي تعمل في تحليل البيانات باستخدام تقنيات التعلم العميق (Deep Learning) لمساعدة الشركات والمؤسسات الكبيرة والمتوسطة في قطاعي العمل العام والخاص على اتخاذ قراراتها، وتطمح إلى أن تصبح الشركة الرائدة عالمياً في تطوير نماذج ذكاء القرار (Decision Intelligence، اختصاراً (DI)) ولها مكاتب في بوسطن ولندن والرياض.
يهدف أحمد من خلال شركته إلى تطوير نماذج دعم القرار لخدمة العديد من القطاعات، بما فيها قطاع التجزئة والطاقة والصحة والعقارات والسلع الاستهلاكية والنقل والخدمات اللوجستية والخدمات المالية والتصنيع والضيافة والقطاعات الحكومية.
اقرأ أيضاً: فائزون بجائزة مبتكرون دون 35: تعرّف إلى السعودي فهد آل قريشة واليمنية أسماء العمودي وأبحاثهما حول خلايا الدم
خلال حياته المهنية ركز أحمد على تعظيم القيمة المستخرجة من البيانات، من خلال بناء خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقديم رؤى وتوقعات من أجل دعم صانعي القرار، لحل ما يسمى بمشكلة الميل الأخير (Last Mile) في اتخاذ القرار، والذي أصبح شغله الشاغل لما له من أثر كبير ويحمل المفتاح لإطلاق التأثير الكامل المحتمل للذكاء الاصطناعي على الأعمال.
بالإضافة إلى ذلك، قاد مجموعة متنوعة من المشاريع الفنية، واستشار العديد من الكيانات حول سياسة التكنولوجيا والتنظيم، وترأس فرقاً مختلفة تنتج منتجات متطورة عبر العديد من القطاعات لمجموعة متنوعة من أصحاب المصلحة.
ولسنوات عديدة وحتى الآن، يعمل أحمد على تطوير استخدام الذكاء الاصطناعي في صنع القرار، من خلال أحدث التقنيات العميقة للبحث والتطوير لصانعي القرار في مختلف القطاعات والكيانات، بدءاً من الخدمات اللوجستية إلى البيع بالتجزئة، وحتى الموارد البشرية وغيرها.
تدعمه في ذلك خبرته الطويلة في مجال الذكاء الاصطناعي والتحليلات المتقدمة لتطوير خوارزميات ذكاء القرار الجديدة التي لا يمكنها فقط تعزيز وتحسين عملية صنع القرار، بل حتى التوصية بالقرارات في العديد من المواقف، ما يؤدي إلى نوع من وضع (التجريب التلقائي) لصانعي القرار، مع الرؤية المستقبلية لإنشاء أول "مشروع معرفي".
وهذا ما يعمل عليه حالياً عبر شركته إنتلماتيكس (Intelmatix)من خلال الاستثمار بكثافة في بناء برمجيات الذكاء الاصطناعي التي تعالج بشكل مباشر احتياجات الأعمال ونقاط الضعف من خلال ذكاء القرار (DI)، حيث تمكن من بناء منتج تقني متطور يسمى منصة ذكاء قرارات المؤسسة (EDIX)، لمعالجة نقاط ضعف الأعمال من خلال ذكاء القرار مع رؤية تحويل المؤسسات لتصبح معرفية.
اقرأ أيضاً: فائزون بجائزة مبتكرون دون 35: تعرف إلى المصريين داليا حسن ودافيد جرجس وابتكاراتهما
وتعمل المنصة التقنية بشكل تلقائي من خلال توصيلها بأنظمة الشركات، ما يلغي الحاجة إلى المعرفة التقنية، لمساعدة الشركات وخاصة شركات البيع بالتجزئة في التنبؤ بالطلب المستقبلي. على سبيل المثال تستخدم المنصة نموذج ذكاء الأعمال (BI) لإخبار مسؤولي متجر البيع بالتجزئة بحجم الطلبات المباعة الأسبوع الماضي، وباستخدام خوارزميات التنبؤ المدعومة بالذكاء الاصطناعي يمكن التنبؤ بالكمية المتوقع بيعها الأسبوع القادم، ما يمكّن المسؤولين من استخدام نموذج ذكاء الأعمال في المنصة بكمية المخزون المطلوب طلبها في الأسبوع المقبل.
والأهم من ذلك، فإن المنصة لا تتوقف فقط عند هذا الحد، بل تعمل على تنفيذ الخطوة الأكثر قيمة وتأثيراً للأعمال، وهي تحسين كيفية تغذية تلك التوقعات في طبقات الذكاء الاصطناعي الإضافية التي من شأنها أن توصي بقرارات مثل، توقيت الاستثمار التسويقي، والتخصيص الجغرافي للسائقين اللوجستيين وغيرها.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية للشركة، من وجهة نظر العمل ستركز الشركة خلال العامين المقبلين على تنويع الصناعة أو قطاعات المستخدمين بالإضافة إلى دخول أسواق إضافية، أما فيما يتعلق بوجهة نظر تكنولوجية، فإن الرؤية تتمثل في توسيع الأدوات لدفع حدود ذكاء القرار والريادة في إنشاء ما يسمى المؤسسات المعرفية (Knowledge institutions)، التي تعمل على اتخاذ معظم إجراءاتها أو قراراتها باستخدام ذكاء الأعمال.
اقرأ أيضاً: تعرف على المبتكرين المصريين أحمد الجمل ومحمد عبدالعزيز وشغفهما بالتكنولوجيا والروبوتات
وهذا لا يعني عدم الحاجة إلى صناع القرار البشريين، فقط ستتم إعادة تعريفهم بأدوارهم للتركيز على المزيد من المساعي الإبداعية، تماماً كما أن الأتمتة لا تحل بالضرورة محل الوظائف، ولكنها تعيد تعريف ما تدور حوله هذه الوظائف. على سبيل المثال بدلاً من جعل مدير التسويق يقلق بشأن القناة التسويقية التي يجب أن يتم التسويق من خلالها، ومتى ومقدار ذلك، يمكنه التركيز فقط على محتوى الإعلانات التسويقية بينما تتعامل المنصة المدعومة بذكاء القرار مع القرارات الأخرى.
بالإضافة إلى ذلك، ضمن الخطط المستقبلية لشركة إنتلماتيكس فتح المجال أمام الخبراء التقنيين لتمكينهم من بناء أدوات وقدرات ذكاء القرار الخاصة بهم، ما يسمح لمجتمع كبير من العلماء والمطورين بالتجربة والبناء والابتكار لخلق سوق أكبر لأدوات وتطبيقات ذكاء القرار.