الحوسبة الكمومية قد تمنح هذه الأساليب في التعلم الآلي قدرات إضافية

2 دقائق
تم إجراء تجربة التعلم الآلي باستخدام الحاسوب الكمومي آي بي إم كيو. مصدر الصورة: آي بي إم

حازت تكنولوجيات الحواسيب الكمومية والذكاء الاصطناعي على ضجيج إعلامي فاق المتوقع، ولكن يبدو أن التوحيد بينهما قد يؤدي فعلاً إلى احتمالات جديدة.

في بحث نُشر مؤخراً في مجلة Nature، بيّن باحثون من آي بي إم وإم آي تي كيف يمكن لحاسوب كمومي من إم آي تي أن يقوم بتسريع عمل نوع محدد من مهام التعلم الآلي، تسمى "مطابقة الميزات". ويقول الفريق إن الحواسيب الكمومية المستقبلية ستسمح للتعلم الآلي بالوصول إلى مستويات جديدة من التعقيد.

تمثل الحواسيب الكمومية طريقة مختلفة لإجراء الحسابات على المعلومات، كما تخيلها الباحثون لأول مرة منذ عدة عقود. وتقوم من ناحية المبدأ على استغلال الطبيعة الغريبة والاحتمالية للفيزياء على المستوى الكمومي أو الذري، بحيث تستطيع هذه الآلات إجراء بعض أنواع الحسابات بسرعات تتخطى بكثير ما هو ممكن بأي حاسوب تقليدي (اقرأ مقالة: "ما هو الحاسوب الكمومي؟ "). يشعر الكثير من الباحثين بالحماس إزاء هذا الاحتمال حالياً، حيث أن الحواسيب الكمومية على وشك أن تصبح آلات حقيقية وعملية أخيراً.

ولكن، وفي نفس الوقت، ونظراً لعدم وجود حواسيب كمومية كبيرة حتى الآن، فليس من الواضح كيف ستتفوق في الأداء على الحواسيب الخارقة التقليدية، أو حتى ما الذي ستفعله بالضبط (اقرأ مقالة: "لقد ظهرت الحواسيب الكمومية أخيراً. ولكن ماذا سنفعل بها؟ ").

تُعرف مطابقة الميزات على أنها تحويل البيانات إلى تمثيل رياضي قابل للتحليل بالتعلم الآلي، وتعتمد النتيجة على فعالية وجودة هذه العملية. وباستخدام الحواسيب الكمومية، يُفترض أنه من الممكن إجراؤها على قياس كان مستحيلاً من قبل.

قام باحثو إم آي تي وآي بي إم بإجراء حساب بسيط باستخدام حاسوب كمومي من كيوبتين (بتين كموميين) اثنين. ونظراً لصغر الآلة، فهذا العمل لا يبرهن على أن الحواسيب الكمومية الأكبر ستتمتع بأفضلية كبيرة بالمقارنة مع الحواسيب التقليدية، ولكنه يشير إلى أن هذا الاحتمال وارد على الأقل. تحوي أكبر الحواسيب الكمومية الموجودة حالياً على حوالي 50 كيوبت، على الرغم من أنه لا يمكن استخدامها جميعاً لإجراء الحسابات بسبب الحاجة إلى تصحيح الأخطاء التي قد تنتج عن الطبيعة الحساسة للبتات الكمومية.

يقول فريق باحثي آي بي إم بقيادة جاي جامبيتا في منشور ضمن مدونة: "ما زلنا بعيدين عن تحقيق التفوق الكمومي في التعلم الآلي. ولكن طرائق إسقاط الميزات التي نحاول تطويرها قد تصبح قريباً قادرة على تصنيف مجموعات بيانات أكثر تعقيداً من أي شيء يمكن لحاسوب تقليدي أن يتعامل معه. لقد أظهرنا أن هذا الطريق واعد وقد يؤدي إلى إنجازات كبيرة".

يقول شياودي وو، بروفسور مساعد في المركز المشترك للمعلومات الكمومية وعلوم الحاسوب في جامعة ماريلاند: "لقد وصلنا إلى مرحلة جيدة ويمكن أن ننطلق منها لاستكشاف المزيد من الاحتمالات، على الرغم من أنه ليس لدينا تطبيقات يمكن العمل عليها فوراً خلال شهر أو سنة". ويقول وو أنه يتوقع اكتشاف تطبيقات عملية خلال سنة أو اثنتين.

يبدو أن الحوسبة الكمومية والذكاء الاصطناعي أصبحا في مركز الاهتمام والشهرة. فمنذ فترة وجيزة، تمكنت شانداو، وهي شركة ناشئة للحوسبة الكمومية في تورونتو، من التوصل إلى طريقة شبه مطابقة لعمل باحثي إم آي تي وآي بي إم، وقامت بنشر العمل على الإنترنت. وتقول ماريا شولد، وهي باحثة في مجال التعلم الآلي في شانداو، أن هذا العمل الأحدث قد يكون بداية لمجموعة كاملة من الأبحاث التي تجمع ما بين المصطلحين الشهيرين "كمومي" و"ذكاء اصطناعي"، وتقول: "الاحتمالات الممكنة كبيرة للغاية".

المحتوى محمي