يمثل الموظفون القلب النابض لأي مؤسسة، ويعمل أرباب العمل دائماً على تحفيزهم ودفعهم للاستمرار لتقديم أفضل ما لديهم. لكن يتبين الآن أن الطرق التقليدية التي يتبعها أصحاب الأعمال لتحقيق هذه الغاية لا تفي بالمطلوب، ولا بُدّ من إيجاد طريقة أخرى تساعد في زيادة انخراط الموظفين في عملهم، وبالتالي زيادة الإنتاجية، ومن أهم تلك الطرق التي أثبتت فعاليتها هي دمج الذكاء الاصطناعي بهدف تقديم تجربة أفضل للموظفين.
طرق سيغير فيها الذكاء الاصطناعي كيفية تقديم تجربة أفضل للموظفين
يساعد الذكاء الاصطناعي في تغيير تجربة الموظف نحو الأفضل منذ اللحظة التي يتقدم بها إلى الوظيفة حتى اللحظة التي يفكر فيها بترك العمل وذلك بطرق عدة:
اختيار المرشح الأنسب للوظيفة
يحسّن الذكاء الاصطناعي تجربة الموظف منذ اللحظة التي يكون فيها مرشحاً. فقد بات بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي دراسة السير الذاتية للمرشحين وفرزها وتحديد مواعيد مقابلات العمل وحتى إجرائها، ما يساعد في اختيار المرشح الأنسب دون التحيز البشري، مع اختصار الوقت الذي يقضيه عادة موظفو الموارد البشرية للقيام بجميع هذه الإجراءات حتى النصف تقريباً، وبذلك لن يضطر المرشح لانتظار الرد وقتاً طويلاً، بالإضافة إلى جعل تجربة التوظيف ممتعة منذ بدايتهاً، عوضاً عن الطريقة التقليدية المملة.
اقرأ أيضاً: الذكاء الاصطناعي يرسم مستقبل عملية التوظيف في الشركات
التعلم والتدريب
مع حصول الموظف على الوظيفة، تبدأ رحلته في تعلم مهماته ليستطيع تنفيذها على أكمل وجه. وبما أن الجيل القادم من الموظفين محبٌّ للتكنولوجيا وكل ما هو غير تقليدي، يقدم الذكاء الاصطناعي طرق ذكية ومتقدمة في التعليم والتدريب بما يناسب الموظف واحتياجاته وتعلم ما لا يعرفه، بعيداً ع طرائق التعلم التقليدية.
كما يساعد الذكاء الاصطناعي مديري التوظيف والموارد في تتبع مهارات موظفيهم بسهولة لمعرفة ما ينقصهم من مواهب وتزويدهم بفرص التدريب المناسبة وتوليهم مسؤوليات جديدة.
اقرأ أيضاً: أهم تطبيقات واستخدامات الذكاء الاصطناعي في التعليم
التخلص من المهام الرتيبة
يضيّع الموظفون جهدهم وطاقتهم بإنهاء المهام الرتيبة والروتينية المملة والتي لا توفر أي قيمة مضافة لهم، ما يتسبب في بذلهم الكثير من الجهد والتركيز عليها، وعدم قدرتهم على إنجاز المهام الأهم والأكثر تعقيداً، لكن الآن أصبح بالإمكان توظيف الذكاء الاصطناعي للقيام بهذه المهام، على اعتباره أداة مساعدة وموثوقة للقيام بها، وذلك يؤدي إلى تحسين تجربة الموظف مع وجود مساعد ماهر وموثوق يخلصه من المهام التي لا يحب تنفيذها.
تساعد أنظمة الذكاء الاصطناعي أيضاً في تتبع وقت الموظف، وملء جدول أعماله بطريقة مثالية، بما يناسب وقته.
اقرأ أيضاً: هل يمكن لشركة توظيف تستخدم الذكاء الاصطناعي أن تتنبأ بتنقُّلاتك الوظيفية؟
الابتعاد عن فكرة الاستقالة
قد يصل الموظف في بعض الأحيان إلى نقطة يصبح عندها غير قادر على الاستمرار بوظيفته ويفكر في الاستقالة، وهنا للذكاء الاصطناعي دورٌ أيضاً، إذ توجد خوارزميات تتنبأ بالموظفين الذين يفكرون بالاستقالة، ما يساعد أصحاب العمل في معرفة الأسباب والتفكير بكيفية الاحتفاظ بهم، عن طريق تحديد ما يرغب به كل موظف ويريده، ما يساعد في الاحتفاظ به وعدم خسارة خبراته وتحسين رضاه الوظيفي.
اقرأ أيضاً: إليكم نتائج اختبار أداتي توظيف بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي
باستخدام الذكاء الاصطناعي أيضاً، يمكن للمدير بسهولة توقع الإرهاق عند الموظف بناءً على عدة عوامل مثل الوقت الذي يقضيه في العمل ومعدل استخدام الموارد. عندما يتمكن المدير من تتبع وقت العمل المخصص مقابل الاستخدام الفعلي للموارد في الوقت الفعلي، يصبح بإمكانه تقليل العبء عن الموظف.