هل تتشابه محركات البحث على شبكة الإنترنت في دقة نتائج إحصائياتها؟

تشير تقديرات أجراها موقع ستاتيستا في يوليو 2022، إلى أن نحو 83% من عمليات البحث على الإنترنت في العالم تتم باستخدام محرك البحث جوجل. بمعنى آخر، أن نحو 8 من كل 10 أشخاص يبحثون عن المعلومات عبر الإنترنت باستخدام محرك البحث جوجل.

أقرب منافسي جوجل هو محرك البحث مايكروسوفت بينج (Microsoft Bing)، يتعامل هذا المحرك مع نحو 9% من عمليات البحث عبر الإنترنت، وهو رقم ضئيل جداً مقارنة بحصة جوجل.

في الصين، حيث تمنع السلطات الوصول إلى جوجل، يمتلك محرك البحث بايدو (Baidu) حصة في سوق البحث العالمي تبلغ 0.64%، بينما يملك محرك البحث الروسي ياندكس (Yandex) حصة في سوق البحث تبلغ نحو 1.67%.

هناك محركات بحث أخرى تحظى بشعبية حول العالم، مثل محرك ياهو (Yahoo) ومحرك دك دك جو (DuckDuckGo) ومحرك إيكوسيا (Ecosia). هذه المحركات تستخدم نتائج البحث التي يوفرها محرك مايكروسوفت بينج في إطار شراكة مع شركة مايكروسوفت.

اقرأ أيضاً: كيف تعمل محركات البحث؟

محركات البحث الأكثر استخداماً في الدول العربية

تعطينا الأرقام السابقة لمحة عن الاستخدام العالمي لمحركات البحث، فماذا عن الدول العربية؟ عند إجراء مقارنة سريعة، يبدو أن الوضع لا يختلف كثيراً.

كما هو الحال في جميع أنحاء العالم، تشير تقديرات موقع ستات كاونتر إلى أن جوجل يحتل المرتبة الأولى بين محركات البحث الأكثر استخداماً في كل الدول العربية. في المرتبة الثانية نجد محرك البحث مايكروسوفت بينج، يليه محرك ياهو في المرتبة الثالثة، ودك دك جو في المرتبة الرابعة.

نظراً لأن محركات البحث ياهو ودك دك جو وإيكوسيا تستخدم نتائج البحث التي يوفرها مايكروسوفت بينج، يمكن القول إن سوق البحث في الدول العربية مسيطر عليه بالكامل من قبل محركي البحث جوجل ومايكروسوفت بينج.

مقارنة بين جوجل ومايكروسوفت بينج

كلا المحركين يعتمدان على معالجة اللغة الطبيعية، أي اللغة التي نستخدمها جميعاً في حياتنا اليومية. لذلك، يتم تصنيفهما كمحركات بحث ذكية. بمعنى آخر، يمكنهما فهم الأسئلة المعقدة والإجابة عنها باستخدام تكنولوجيا التعلم العميق. على سبيل المثال، يمكن استخدام جوجل وبينج للحصول على إجابات عن أسئلة مثل "ما أفضل مطعم في بيروت؟".

هذه القدرة على معالجة اللغة الطبيعية للبشر تجعل كلا المحركين مناسبين للأشخاص المبتدئين الذين لا يملكون معرفة أو خبرة بالبحث عبر الإنترنت. لكن عندما نبحث عن نفس العبارة في كلا محركي البحث، عادةً ما نحصل على نتائج مختلفة. وتتلخص أسباب ذلك فيما يلي:

يستفيد جوجل من عدد المستخدمين الكبير والبيانات التي يجمعها عنهم ليدرس نية البحث ويقدم نتائج مخصصة حسب اهتمامات وتفضيلات كل مستخدم.
عوامل التصفية وتصنيف نتائج البحث التي تستخدمها خوارزميات جوجل تختلف عن تلك التي تستخدمها خوارزميات بينج.
يولي بينج اهتماماً أكبر بالكلمات الرئيسية في العناوين والبيانات الوصفية، في حين أصبح جوجل أقل اهتماماً بهذه العناصر، وهو يعتمد أكثر على فهم اللغة الطبيعية ليعرف ما يشير إليه محتوى الصفحة.
يولي بينج اهتماماً بوجود كلمة أو عبارة البحث في رابط الصفحة، في حين لا يركز جوجل كثيراً على هذا العنصر.
يستخدم جوجل الروابط الخلفية كعامل حاسم لترتيب مواقع الويب، وكلما زاد عدد الروابط التي تشير إلى موقع ويب، زاد احتمال ظهوره في نتائج بحث جوجل، في حين لا يولي بينج أهمية كبيرة للروابط الخلفية.
يولي بينج اهتماماً كبيراً بالصفحات المنشورة والتي تلقى تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك جوجل، لكن بشكلٍ أقل من بينج. لذلك، من المرجح أن تحتل الصفحات التي حصلت على عدد كبير من الإعجابات والمشاركات وإعادة التغريد مرتبة متقدمة على بينج.
نظراً لأن محرك جوجل هو الأكثر استخداماً، ستجد الكثير من الإعلانات في نتائج البحث، في حين لن تجد الإعلانات إلا نادراً عند استخدام مايكروسوفت بينج.

بشكل عام، يوفر كل من جوجل ومايكروسوفت بينج نتائج بحث ممتازة حول أي شيء، ويمكن الاعتماد عليهما في إجراء أي بحث أو دراسة. أما فيما يتعلق بالبحث عن الصور والفيديوهات، يوفر بينج نتائج أفضل من جوجل، بالإضافة إلى عوامل تصفية أكثر دقة.

توفر خرائط جوجل نتائج دقيقة للغاية ومعلومات مفصّلة حول أسماء الأماكن ومواعيد العمل، بالإضافة إلى ميزة التجول الافتراضي. خرائط بينج دقيقة للغاية لكنها لا توفر معلومات حول كل الأماكن.

نظراً لاهتمام بينج بموضوع الخصوصية وبسبب عدم وجود الكثير من الإعلانات، قامت العديد من محركات البحث مثل ياهو ودك دك جو وإيكوسيا بعقد شراكات مع مايكروسوفت لتستخدم نتائج البحث التي يوفرها بينج.