كيف ساهمت الروبوتات بتحسين العمليات الجراحية؟

2 دقائق
كيف ساهمت الروبوتات بتحسين العمليات الجراحية؟
حقوق الصورة:shutterstock.com/Iaremenko Sergii

خلال ربع قرن، انتشر استخدام الروبوتات في الجراحة من حول العالم، وجاء هذا الانتشار السريع بسبب الميزات التي تنفرد بها الجراحة الروبوتية عن الجراحة التقليدية. فما هذه الميزات وكيف تتم الجراحة باستخدام الروبوت؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.

ما هي الجراحة الروبوتية ؟

الجراحة الطبية باستخدام الروبوت نوع من أنواع الجراحة طفيفة التوغل، فهي العمليات التي تُجرى من خلال جروح صغيرة جداً. يمكن من خلالها إجراء العديد من أنواع العمليات المعقدة بدقة ومرونة وتحكم أكبر مقارنة بالجراحة التقليدية، وقد تُجرى بعض العمليات دون جروح نهائياً.

يتكون النظام الروبوتي عادة من عدة أذرع، إحداها مزودة بكاميرا ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، والأذرع الأخرى مزودة بأدوات جراحية متنوعة يبلغ طول كل منها 5-8 مليمترات، وقادرة على الوصول إلى الأنسجة التي لا يمكن الوصول إليها باليد البشرية. تتصل هذه الأذرع بحاسوب (وحدة تحكم) قريب من طاولة العمليات، يمكن للجراح التحكم بالروبوت من خلاله. 

كيف تتم الجراحة باستخدام الروبوت؟ 

يبدأ الجراح بعمل جروح صغيرة في جسم المريض بطول 1-2 سنتيمتر، ثم يُدخل الكاميرا التي تحملها الذراع الروبوتية والأدوات الجراحية الدقيقة الأخرى. 

يجلس الجراح عند وحدة التحكم لإجراء الجراحة. يتحكم الجراح بهذه الأدوات، فهي تستجيب للحركات الدقيقة لليد والأصابع، وتحاكي حركة الجراح بدقة وبالوقت الفعلي داخل جسم المريض.

اقرأ أيضاً: كيف دخلت تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي غرف العمليات الجراحية؟

ما فوائد الجراحة الروبوتية؟

تعود الجراحة بمساعدة الروبوت بالكثير من الفوائد على المريض والجراح. ومن فوائدها على المريض:

  • وقت شفاء أقصر.
  • إقامة أقصر في المستشفى (يوم أو يومان).
  • خطر الإصابة بالعدوى أقل.
  • فقدان دم أقل.
  • ألم أقل.
  • علامات جروح على الجلد تكاد لا ترى.
  • عودة أسرع إلى الحياة اليومية (خلال 6 أسابيع).

أما فوائدها للجراح:

  • إعطاء صورة أفضل وأكثر وضوحاً ما يؤدي إلى جراحة أكثر دقة. 
  • التمتع بمدى أكبر من الحركة والبراعة.
  • تعزيز الدقة والمرونة والتحكم أثناء الجراحة.
  • وصول أفضل إلى الأعضاء التي يجري فيها الجراحة.
  • إجراء جراحة في مناطق من الجسم يصعب الوصول إليها عادة.

يمكن علاج العديد من الحالات بنجاح باستخدام الجراحة بمساعدة الروبوت. ومنها: الجراحة العامة (مثل المرارة والمعدة والبنكرياس والطحال)، وجراحة القولون والمستقيم، والجراحات النسائية، وعمليات القلب، وجراحة الرأس والرقبة، والصدر والمسالك البولية.

باستخدام الجراحة الروبوتية، يمكن للجراحين أيضاً إجراء عمليات دقيقة ومعقدة قد تكون صعبة أو مستحيلة باستخدام طرق أخرى.

اقرأ أيضاً: نجاح أول عملية جراحية عالية الدقة على الإنسان بمساعدة روبوت متخصص

مخاطر الجراحة الروبوتية

قد يتعرض المريض لبعض المخاطر خلال الجراحة الروبوتية، وهي مخاطر مشابهة لمخاطر الجراحة التقليدية مثل الإصابة بالعدوى وحدوث مضاعفات أخرى.

تطور أنظمة الجراحة الروبوتية 

أُجريت أول جراحة بمساعدة الروبوت عام 1985، فقد استخدم الجراح حينها نظاماً روبوتياً يسمى بوما 560 (PUMA 560) لإجراء خزعة أعصاب بدقة كبيرة. وفي التسعينيات من القرن الماضي، تقدمت الجراحة الروبوتية وشهدت تطوير أنظمة مثل بروبوت PROBOT ونظام روبو دوك ROBODOC. وفي عام 2000 ظهر نظام روبوتي منافس لجميع الأنظمة الأخرى، ويسمى نظام دافنشي.

اقرأ أيضاً: روبوت جراح يستعد لاختبار إجراء العمليات الجراحية على متن محطة الفضاء الدولية

أبرز أنظمة الجراحة الروبوتية المستخدمة

نظام دافنشي هو الأكثر استخداماً حتى اليوم بسبب قدراته الفريدة، فقد تم إجراء أكثر من 6 ملايين عملية جراحية على مستوى العالم باستخدامه، ويستطيع أكثر من 39 ألف جراح إجراء الجراحة بواسطة 4986 نظام دافنشي موزعاً على 66 دولة حول العالم.

تُطوّر الشركات أنظمة جراحية أخرى بميزات إضافية، فقد أنشأت تراني إنتيريكس TransEnterix نظام سينهانس للروبوتات الجراحية Senhance Surgical Robotic System، وهو نظام آلي متعدد المنافذ يوفر رؤية ثلاثية الأبعاد عالية الدقة، وردود فعل لمسية، وتحكماً في كاميرا الجراح عبر حركات العين. 

وطوّرت هيومان إكستينشن Human Xtensions نظام هاند إكس HandX الذي يترجم حركات اليد الطبيعية للجراح إلى حركات معقدة داخل المريض. 

المحتوى محمي