تويتر يخسر ما يزيد على مليون مستخدم منذ استحواذ إيلون ماسك عليه

3 دقائق
تويتر تخسر ما يزيد على مليون مستخدم منذ استحواذ إيلون ماسك عليها
مصدر الصورة: صور أسوشييتد برس/ نوا بيرغر

في الأيام التي تلت تأكيد إيلون ماسك شراءه منصة تويتر (Twitter) في 27 أكتوبر/ تشرين الأول، حيث غرّد قائلاً "لقد تم تحرير العصفور"، هدد الكثيرون من مستخدمي تويتر بترك المنصة احتجاجاً على انتقال ملكيتها إلى ماسك.

لطالما هدد الناس بترك تويتر، ولكنها تهديدات بقيت في الغالب دون تنفيذ، إلا أن البيانات الجديدة تشير إلى وجود عدد كبير من المستخدمين الذين قرروا هجر المنصة فعلياً هذه المرة.

اقرأ أيضاً: تويتر ماسك: ما فائدة تحرير العصفور المغرد إذا أصبحت الغابة كلها داخل القفص؟

إغلاق حسابات تويتر تخطى المعتاد

تقوم شركة بوت سينتينيل بتتبع السلوك المزيف على تويتر، وذلك بتحليل أكثر من 3.1 مليون حساب ومراقبة نشاطها اليومي، وتعتقد أنه تم إغلاق 877,000 حساب تقريباً، وتعليق 497,000 حساب آخر بين 27 أكتوبر/ تشرين الأول و1 نوفمبر/ تشرين الثاني. وهو أكثر من ضعف الرقم المعتاد.

يقول مؤسس بوت سينتينيل، كريستوفر باوزي: "لقد شهدنا ارتفاعاً في عدد الأشخاص الذين يقومون بإغلاق حساباتهم، وفي عدد الحسابات التي قامت تويتر بتعليقها". 

توصل باوزي وبوت سينتينيل إلى هذه الأرقام بحساب نسبة الحسابات التي تم إغلاقها أو التي قام تويتر بتعليقها بعد استحواذ ماسك على تويتر، وذلك ضمن الحسابات التي يقومون بتحليلها، ومن ثم تطبيق هذه النسبة على كامل قاعدة مستخدمي تويتر، والتي تبلغ حالياً قرابة 237 مليون "مستخدم نشط يومياً ويمكن الاستفادة منه مادياً".

اقرأ أيضاً: الهدف مليار مستخدم: ما هو تطبيق «كل شيء» الذي يسعى إيلون ماسك إلى تطويره انطلاقاً من تويتر؟

وخلال الفترة من 27 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 1 نوفمبر/ تشرين الثاني، وجدت بوت سينتينيل أنه تم إغلاق 11,535 حساباً –أي أن الإغلاق تم بشكل اختياري من قبل صاحب الحساب نفسه- من ضمن الحسابات التي تراقبها. أيضاً، وجدت الشركة أنه تم تعليق 6,824 حساباً، وهو ما يحدث عندما تقوم تويتر استباقياً بإزالة الحسابات بسبب توقف نشاطها، أو لأنها حسابات مزيفة، أو بسبب انتهاك قواعد الموقع. وهذه الأرقام تمثل نسبة 0.59% من الحسابات التي تراقبها بوت سينتينيل.  وفي الأسبوع السابق لشراء ماسك تويتر، تم إغلاق أو تعليق 5,958 حساباً فقط، ما يشير إلى زيادة 208% في خسائر الحسابات في الأيام التالية لعملية الشراء. 

يقول باوزي، مشيراً إلى الأدلة المتناقلة حول المنشورات التي تتحدث عن ترك الموقع: "نعتقد أن الزيادة في إغلاق الحسابات تعود إلى استياء الناس من شراء إيلون ماسك تويتر وقرارهم بإغلاق حساباتهم احتجاجاً على هذا". 

يقول مانويل ريبيرو من المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا، والذي يدرس مجتمعات الإنترنت المحدودة، بما فيها اليمين البديل، وتأثرها بسياسات الرقابة والخوارزميات، إنه يتفق مع هذه الفكرة. ويقول: "يبدو أنه توجد محاولات فعلية من قبل الكثيرين للانتقال إلى منصات أخرى، مثل ماستودون (Mastodon)".

لم تستجب تويتر على الفور لطلبنا بالتعليق. كما لم يرد إيلون ماسك على الفور على رسالة أرسلناها إليه بالبريد الإلكتروني.

انتشار متزايد لخطابات الكراهية

ويعتقد باوزي أن الزيادة في عدد الحسابات المعلقة تعود جزئياً إلى خطاب الكراهية من نسبة من قاعدة المستخدمين الذين يقومون باختبار ما يمكن قوله وما لا يمكن قوله على الموقع بعد أن أصبح تحت سيطرة ماسك. ويقول: "نعتقد أيضاً أن ارتفاع عدد الحسابات المعلقة يعود إلى اتخاذ تويتر إجراءاتها ضد الحسابات التي تقوم بانتهاك قواعد تويتر عمداً في محاولة لتوسيع نطاق "حرية التعبير"". لا نعرف ما هي نسبة الحسابات المعلقة نتيجة تصنيف تويتر لها بأنها حسابات مزيفة (مثل البوتات) مقارنة بتلك التي تنتهك قواعد المنصة حول الخطاب المسموح به.

اقرأ أيضاً: ما قصة الحسابات الوهمية التي تسببت بتعليق استحواذ إيلون ماسك على تويتر؟

ويبين تحليل مستقل من قبل معهد أبحاث الانتشار الشبكي، وهو مجموعة بحثية، أن استخدام الكلمة التي تبدأ بحرف N (وهي توصيف مهين لذوي الأصول الإفريقية) على تويتر ازداد بنسبة 500% تقريباً خلال الساعات الـ12 التالية لإعلان ماسك عن إكمال صفقة الشراء. وفي نفس الوقت، يقوم العديد من الأشخاص بنشر "كوبيباستا" (وهي كتل نصية يتم نسخها ولصقها ضمن المنشورات، وهي واسعة الانتشار ضمن مستخدمي منتديات الصور، مثل منصة الصور 4chan) مسيئة دون خوف من العقاب.

وقد تزامن تصاعد خطاب الكراهية مع تجميد الشركة إمكانية الوصول إلى أدوات مراقبة المحتوى بالنسبة لأغلبية أفراد فريق الثقة والسلامة. ويوجد فقط 15 شخصاً يتمتعون بإمكانية الوصول إلى الأدوات التي تتيح لهم إزالة المنشورات، وفقاً لبلومبيرغ (Bloomberg)، بعد أن كان عددهم يُقدر عادة بالمئات. وقد غرّد مدير الأمان والنزاهة في تويتر، يويل روث، قائلاً إن الإجراء كان ضمن خطة الانتقال للشركة، وذلك من أجل "تخفيض احتمال المخاطر الداخلية". وتتضمن المنصة أيضاً أدوات مراقبة مؤتمتة تعمل جنباً إلى جنب مع المراقبين البشر، كما يقول ريبيرو.

وبالنسبة للأستاذ المساعد في جامعة ديلفت للتكنولوجيا، وأحد الأفراد الأساسيين في مختبر آي دراما (IDRAMA)، وهو عبارة عن مجموعة بحثية تقوم بتحليل المجتمعات الصغيرة الهامشية على الإنترنت، سافاس زانيتو، فإن هذا أول مؤشر على وجود مشكلة أكبر بالنسبة لتويتر. ويقول: "أعتقد أنه الفصل الأول من هجرة واسعة النطاق إلى خارج المنصة". "وأعتقد أننا سنشهد موجات أخرى من المستخدمين الذين سيغادرون تويتر مع بدء تطبيق المنصة للتغييرات الجديدة".

اقرأ أيضاً: لماذا عرض إيلون ماسك على مراهق 5000 دولار لحذف حساب على تويتر؟

ويعتقد باوزي أيضاً أن البيئة العدائية على تويتر ستعزز استنزاف المستخدمين على المدى الطويل. ويقول: "أعتقد أنه إذا استمر المستخدمون بإغلاق حساباتهم بأعداد كبيرة، فسوف يتحول هذا الأمر إلى مشكلة كبيرة بالنسبة للمنصة". "وإذا قام الأشخاص يساريو التوجه وأفراد المجموعات المهمشة بمغادرة المنصة، فستصبح تويتر شبيهة ببارلر (Parler) أو تروث سوشال (Truth Social)".

المحتوى محمي