مؤخراً: انطلاق أول رحلة إلى القمر بتمويل من القطاع الخاص

3 دقائق

منذ أكثر من 10 سنوات مضت، طرحت جوجل وإكس برايز جائزة بقيمة 20 مليون دولار لأول مؤسسة غير حكومية تنجح في إنجاز بعثة إلى القمر. وبعد أقل من عام على انتهاء المسابقة من دون فائز، يبدو أن أحد المنافسين السابقين قرر إجراء محاولة جديدة. فقد أطلقت مؤسسة سبيس آي إل – التي تتخذ من "إسرائيل" مقراً لها – مسبارها القمري المسمى بيريشيت على متن صاروخ فالكون 9 من سبيس إكس في 21 فبراير، في تمام الساعة 8:45 مساءً بتوقيت شرقي الولايات المتحدة من قاعدة كيب كانافيرال في ولاية فلوريدا. ومن المتوقع أن يهبط المسبار على سطح القمر في أبريل 2019.

التأثير الدائم لجائزة إكس برايز

سبيس آي إل

منذ إطلاق جائزة إكس برايز القمرية في العام 2007، لم تنجح سوى 4 مركبات فقط في الوصول إلى القمر. وقد كانت جميعها ممولة من جهات حكومية، ولم تتمكن سوى المركبتين اللتين مولتهما الصين من التجول على سطح القمر، وهو أحد المعايير الخاصة بجائزة إكس القمرية (اقرأ "هل تصعب العودة إلى القمر لهذه الدرجة؟").

في 31 مارس من العام الماضي، عندما أُسدل الستار على مسابقة إكس برايز القمرية، تم إلغاء الجائزة المالية المقررة لها. ولكن العديد من الفرق التي شاركت في المسابقة لازالت تواصل جهودها، ففي حين ستكون سبيس إل آي أول المنطلقين، فهناك خمسة منافسين سابقين على الأقل قد أبرموا اليوم عقوداً للإطلاق لتنقلهم إلى القمر في غضون العامين المقبلين.

فمون إكسبريس – أول فريق يحصل على الضوء الأخضر للإطلاق – يستهدف العام 2020، وآستروبوتيك التي تمكنت من بيع 13 مكاناً على متن بعثتها الأولى، تستهدف الربع الأول من العام 2021. وقد أخبرني الرئيس التنفيذي لآسرتوبوتيك جون ثورنتون أنه "إذا تمكنت سبيس آي إل من الهبوط على سطح القمر، فإنها تثبت بذلك أن الجهات غير الحكومية قادرة على تنفيذ المهمة".

سبيس آي إل

الرحلة الحالية

لكن سبيس آي إل أمامها رحلة طويلة قبل أن تفخر بتحقيق إنجازها. فبعد حوالي 30 دقيقة من الإقلاع، من المفترض أن تنفصل المركبة الفضائية عن الصاروخ لتبدأ رحلة تستغرق 40 يوماً نحو القمر. بعد الانفصال بدقيقتين، ينبغي لبيرشيت أن يتواصل لأول مرة مع مركز مراقبة البعثة في "إسرائيل".

وعلى مدار الشهر التالي، ستنفذ المركبة الفضائية سلسلة من الدورات المتعاقبة (مدارات إهليلجية تبتعد ببطء عن الأرض) إلى أن تتمكن من دخول المدار القمري. ومن ثم ستقضي 6 أيام من الدوران حول القمر إلى أن تدخل مرحلة الهبوط. ستكون أول فرصة هبوط لها في 11 أبريل القادم (إن كنت مهتماً بمزيد من التفاصيل عن هذه الرحلة، راجع هذا الدليل الرائع الصادر عن جمعية الكواكب).

السباق على المركز الرابع

نجاح "إسرائيل" في هذه البعثة سوف يضعها على الخريطة العالمية باعتبارها البلد الرابع الذي يتمكن من تنفيذ هبوط ناعم بمركبة فضائية – أي تحقيق هبوط من دون تحطم – على سطح القمر. وقد قال موريس كاهن – رئيس سبيس آي إل – في بيان صحفي: "تمثل هذه البعثة مصدر إلهام للناس في جميع أنحاء العالم". ويضيف: "ونحن نتطلع إلى صنع التاريخ ومشاهدة العلم الإسرائيلي ينضم إلى الدول العظمى المتمثلة بكل من روسيا، والصين، والولايات المتحدة".

هذا مرهون بوصول المركبة الفضائية إلى هناك في موعدها.

من مساوئ المؤسسات الخاصة هو أن سبيس آي إل لا تمتلك صاروخاً خاصاً بها، حتى أنها لا تمثل أكبر عميل لعمليات الإطلاق مثل هذه. فهي في الواقع طلبت الحصول على وسيلة نقل رفقة الحمولة الرئيسية، والتي كانت القمر الاصطناعي الإندونيسي للاتصالات الذي يحمل اسم "نوسانتارا ساتو". وقد قال أحد مؤسسي سبيس آي إل – يوناتان وينتروب – لقناة إن بي سي نيوز: "في أيام بعثة أبولو، وصلوا إلى القمر في غضون يومين، لكن الأمر سيستغرق منا حوالي شهراً ونصف الشهر". وأضاف: "هذا هو الحال إن كنت لا تريد دفع الثمن بالكامل".

ولكن هل تعلم من لديه صاروخ؟ إنها الهند، وهي تخطط لإطلاق بعثتها القمرية تشاندرايان-2 في منتصف أبريل المقبل، وستتخذ مساراً أسرع بكثير نحو سطح القمر. بناءً على موعد حدوث الإقلاع، هناك فرصة متاحة بأن تمر المركبة الهندية بالمركبة الإسرائيلية أثناء تنفيذها للدورات المتعاقبة الأخيرة في الفضاء، وتخطف ذلك المركز الرابع من تحت عجلات عربتها المتجولة.

حتى أن المركز الخامس ليس سيئاً بطبيعة الحال، كما أن الأمر يمثل إنجازاً رائعاً بصرف النظر عمن يصل إلى هناك أولاً. لكن الوقت سوف يداهم الهند نوعاً ما – التي تم سبق لبعثتها أن تأجلت 3 مرات – إن كانت تكترث فعلاً بشأن الوصول إلى هناك أولاً. أعني تحقيق المركز الرابع.

المحتوى محمي