نسيج جديد سيبردك ذاتياً عندما تصاب بالحر والتعرق

1 دقيقة

حرارة شديدة في لحظة، تليها برودة شديدة في اللحظة التالية. هذا ما يحدث في المعارك التي تندلع في مكاتب العمل حول جهاز التكييف، والتي يظهر فيها بوضوح أنه يستحيل إرضاء الجميع. ولكن ماذا لو كنا جميعاً نرتدي ملابس تعدل نفسها بنفسها وفق احتياجاتنا الفردية، بدلاً من أن نتلاعب بحرارة المكيف طوال الوقت؟

قام فريق في جامعة ميريلاند بتطوير نسيج جديد، يقوم بشكل ذاتي بتدفئة أو تبريد مرتديه عند الحاجة. عندما تشعر بالحرارة والتعرق، كما يحدث عند ممارسة الرياضة مثلاً، يسمح هذا القماش بمرور الأشعة تحت الحمراء (التي تمثل الحرارة بالنسبة لنا). ولكن إذا كنت أكثر برودة وجفافاً، فسوف يحتفظ بهذه الحرارة.

صُنع هذا النسيج من خيوط مصممة خصيصاً من نوعين مختلفين من المواد الاصطناعية: مادة تمتص الماء ومادة تنبذه. ومن ثم غُطيت الخيوط بالأنابيب النانوية الكربونية. ويتمدد كل خيط أو يتقلص مع تغيرات درجة الحرارة.

عندما يصبح القماش ساخناً ورطباً، أي عند التعرق مثلاً، تلتف الخيوط وتتماسك على بعضها البعض، ما يؤدي إلى تفعيل التغليف المصنوع من الأنابيب النانوية، والتي تسمح للحرارة بالمرور تقريباً مثل مسامات الجلد. أما عند البرد الشديد، تتوقف هذه الآلية، وتُحبس الحرارة قريبة من الجلد حتى تجلب الدفء. وقد نشر البحث في مجلة Science مؤخراً.

يقول المؤلف المشارك في الدراسة يوهوانج وانج: "تتعرف هذه المادة على تغيرات حرارة الجسم في بيئات مختلفة. إنها أشبه بهوائي يلتقط التغيرات في الحرارة والرطوبة".

قام فريق من جامعة ستانفورد بتصميم نسيج مشابه في 2017، ولكن الإحساس بتغير التأثير كان يتطلب من المرتدي أن يقلب الملابس على الوجه الآخر.

من سيكون أول من يرتدي ملابس مصنوعة من هذا القماش؟ ربما الرياضيون، ولكنها قد تكون نافعة أيضاً للرضع، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، وبشكل عام، أي شخص يحتاج إلى عناية مستمرة لضمان الراحة، كما يقول وانج. لم يخضع النسيج حتى الآن إلى اختبارات عملية من قبل المستخدمين، ولكن الفريق يقول إنه أشبه بالقماش العادي.

يعتقد وانج أن الإنتاج قد يبدأ خلال فترة أشهر. وهناك شيء واحد قد يزيد من احتمال تحقيق هذا، وهو أن المادة قابلة للحياكة والصبغ والغسيل مثل أي نسيج آخر، وهو ما قد يجعلها أكثر جاذبية للمستهلك العادي. تعال أيها الصيف، فنحن مستعدون لك.

المحتوى محمي