تعرَّف على أهم مشاريع إنترنت الأشياء في المملكة العربية السعودية

4 دقائق
تعرَّف على أهم مشاريع إنترنت الأشياء في المملكة العربية السعودية
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Travel mania

وفقاً لتقرير من شركة أبحاث السوق (TechSci Research) نُشر في منتصف هذا العام 2022، نما سوق تكنولوجيا إنترنت الأشياء (IoT) في المملكة العربية السعودية إلى نحو 201 مليون دولار في عام 2021، ومن المتوقع أن ينمو بنحو 539 مليون دولار بحلول عام 2027، وهذا يعود إلى زيادة الطلب على تكنولوجيات المدفوعات اللاتلامسية (NFC)، وزيادة استخدام البلوتوث وشبكات الواي فاي.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجّح أن يؤدي الارتفاع الكبير في اعتماد الحوسبة السحابية، وشبكات اتصال الجيل الخامس، إلى نمو سوق إنترنت الأشياء في المملكة العربية السعودية بشكل كبير في المستقبل، حيث بدأت الحكومة السعودية في نشر شبكات الجيل الخامس على نطاق أوسع، كونها مكوناً أساسياً لتحقيق رؤية مدينة نيوم الذكية.

نشر شبكات الجيل الخامس الخطوة الأولى

تعمل تكنولوجيا إنترنت الأشياء على نمو الصناعات، وإنشاء طرق جديدة لممارسة الأعمال التجارية. وفي المنطقة العربية يزداد عدد مبادرات الحكومات التي تتبنى تكنولوجيا إنترنت الأشياء بكثافة، ولا سيما في المملكة العربية السعودية، التي كانت أكثر حرصاً على نشر التكنولوجيات ذات الصلة بإنترنت الأشياء، مثل تكنولوجيات التعلّم الآلي وشبكات الجيل الخامس.

تؤدي اتصالات الجيل الخامس بالتحديد دوراً كبيراً في عملية نشر تكنولوجيا إنترنت الأشياء، حيث توقع تقرير نشرته شبكة جي إس إم أيه إنتليجانس (GSMA Intelligence)، أن اعتماد شبكات اتصالات الجيل الخامس سيصل إلى 16% في دول مجلس التعاون الخليجي بحلول عام 2025، بالإضافة إلى ذلك تتوقع شركة الأبحاث آي دي سي (IDC) أن تشهد صناعة إنترنت الأشياء في المنطقة العربية ازدهاراً كبيراً في المستقبل، حيث من المتوقع أن يصل الإنفاق على التكنولوجيات ذات الصلة إلى ما يقرب من 18 مليار دولار بحلول عام 2025.

اقرأ أيضاً: شبكات الجيل الخامس تحدث ثورة في التصنيع والإنتاج وتجعل المصانع أكثر ذكاءً

السعودية وجهودها في نشر تكنولوجيا إنترنت الأشياء

في إطار جهود المملكة العربية السعودية في نشر تكنولوجيا إنترنت الأشياء وتطبيقاتها، ركّزت بصورة أوليّة على نشر شبكات اتصال الجيل الخامس، حيث وقّعت شركة الاتصالات زين السعودية (Zain Saudi Arabia) وشركة نوكيا (Nokia) اتفاقية تفاهم ستمكّن شركة الاتصالات السعودية من إطلاق خدمات إنترنت الأشياء وتقديم حلول شاملة للشركات في المملكة، وذكرت الشركتان في بيان صحفي أن زين السعودية ستستفيد من شبكة إنترنت الأشياء العالمية (WING) التابعة لشركة نوكيا لإطلاق الخدمات، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى تسريع مبادرات المدن الذكية في المملكة العربية السعودية.

بالإضافة إلى اتفاقية أخرى مع قطاع الأعمال في شركة إتش بي (HP) لتقديم خدمات التحول الرقمي للعملاء في المملكة العربية السعودية، بموجب هذه الاتفاقية، ستساعد شركة إتش بي عملاء شركة الاتصالات من الشركات على الاستفادة من شبكات اتصال الجيل الخامس لإنترنت الأشياء والبيانات الضخمة وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضاً: كيف يمكن لنيوم أن ترسم مستقبل الذكاء الاصطناعي في المملكة العربية السعودية؟

مشاريع في المملكة العربية السعودية مدعومة بتكنولوجيا إنترنت الأشياء

مشروع البحر الأحمر

يعد مشروع البحر الأحمر السياحي من أول المشاريع التي تستعين بتكنولوجيا إنترنت الأشياء في عملياتها التشغيلية، وهو مشروع سياحي يقع على الساحل الغربي، ويضم أرخبيلاً يحتوي على أكثر من 90 جزيرة وبحيرة. يقع على مساحة 28 ألف كيلومتر مربع، وتهدف السعودية من إنشائه للتحول إلى الاقتصاديات البديلة وفق رؤية 2030.

حيث سيعمل المشروع على استحداث معايير جديدة للتنمية المستدامة، لوضع المملكة العربية السعودية في مكانة مرموقة على خريطة السياحة العالمية. ويضم المشروع فنادق فاخرة، ووحدات سكنية، ومرافق ترفيهية وتجارية، وتعتمد بالكامل على الطاقة المتجددة، كما تقوم بالمحافظة على موارد المياه.

حيث وقّعت الشركة التي تقوم بتطوير المشروع عقد شراكة مع شركة ماشينس توك (Machinestalk) لحلول تكنولوجيا إنترنت الأشياء لإطلاق منصة خاصة، وتوفير حلول ذكية مدعومة بتكنولوجيا إنترنت الأشياء لتتبع ما يصل إلى 36 ألف عامل، وبطاقات ذكية لاسلكية لتتبع 3 آلاف مركبة تعمل في الموقع، وتستهدف الحلول التكنولوجية الذكية المتبعة 4 جوانب رئيسية لمنطقة الإنشاء والتطوير في مشروع البحر الأحمر الممتدة على ما مساحة تزيد على  3500 كم مربع، وهي: أمن الموقع، وسلامة العمال، والتحكم بالتنقل، وكفاءة عمليات الإنشاء.

اقرأ أيضاً: برنامج جيل طموح: تحضير الشباب السعودي لمستقبل رقمي

وستسمح حلول إنترنت الأشياء التي تقدمها الشركة بتحديد مواقع العمال والمركبات والتحكم بالوصول إلى مواقع البناء والتشييد ومنع الأفراد والمركبات غير المصرح لها من عبور تلك المناطق، من خلال منح تصاريح الدخول بناءً على معايير محددة، كما ستعمل الحلول على تحديد موقع المركبات عن بُعد، وتحديد الحدود والمواقع الجغرافية وضمان إرسال تنبيهات بأيّ مخالفات متعلقة بالعمال أو مركبات غير مصرح لها، وتنبيهات طوارئ في الوقت الفعلي لضمان إرسال فرق الاستجابة في الوقت المناسب.

مترو الرياض

يهدف المشروع والذي يعتبر من ضمن مشروع أكبر لتحديث طرق التنقل داخل مدينة الرياض بشكل خاص، وعموم مدن المملكة العربية السعودية، إلى حل مشكلات الاختناقات المرورية من خلال توفير حل يعتمد على التكنولوجيات الذكية ومن ضمنها تكنولوجيا إنترنت الأشياء، حيث تتضمن شبكة مترو الرياض 85 محطة، منها 4 محطات رئيسية تعمل كل محطة منها على الوصل بين مسارات المشروع.

كما تم تجهيز محطات قطار الرياض بأحدث التقنيات الحديثة بداية من خدمة الإنترنت في أنحاء المحطة، كما أنها محطات صديقة للبيئة مزودة بخلايا شمسية تساهم في توليد 20% من احتياجات المحطة الكهربائية منها، ومن المتوقع تشغيل أول خطوط مشروع مترو الرياض بطاقتها الكاملة نهاية العام الجاري 2022.

مشروع القدية

من ضمن المشروعات السياحية الكبرى التي لا تهدف إلى أن تكون عاصمة للترفيه في المملكة العربية السعودية بل في العالم أجمع، حيث من المتوقع أن يكون المشروع وجهة عالمية مميزة وموطناً لأكثر التجارب ابتكاراً وإثارة وتنوعاً في مجالات الترفيه والرياضة والفنون، حيث سيتمكن الزوار من الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة والخدمات المميزة التي صممت بأحدث المواصفات العالمية المتطورة، عبر 4 ركائز أساسية، هي:

  • الترفيه.
  • الرياضة.
  • رياضة السيارات.
  • الإسكان والضيافة.

ويعتمد المشروع على حلول إنترنت الأشياء والتكنولوجيات الناشئة الأخرى لتشغيل العمليات، مثل إدارة التنوع الحيوي من خلال تعزيز كفاءة الاستخدام الرشيد للمياه للحفاظ على التنوع الحيوي الفريد في الموقع، وتوفير مناخ بيئي محسّن، من خلال توفير درجات حرارة على مدار العام لمساعدة الزوار على المشي أو ركوب الدراجات حول الوجهة، من دون استهلاك مفرط للطاقة، وإدارة النفايات بطرق ذكية، وتنمية الموارد المائية من خلال تنفيذ استراتيجيات فاعلة للحفاظ على المياه في مراحل التصميم والبناء والتشغيل.

مشاريع المدن الذكية الرقمية

يعتمد عدد كبير من المشاريع الضخمة التي أطلقتها المملكة العربية السعودية مؤخراً على التكنولوجيات الحديثة، بالإضافة إلى ذلك تُكثّف الحكومة أايضاً من جهودها لتوظيف كل ما هو جديد من تكنولوجيات وتقنيات في خدمة هذه المشاريع بطريقة علمية مدروسة، حيث تسعى السعودية لتكون مدنها من ضمن أفضل 100 مدينة بالعالم، وذلك من خلال تزويد عدد من المدن الجديدة والقائمة حالياً بالبنى التحتية المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وشبكات اتصال الجيل الخامس، ومن ضمن المشاريع التي تؤدي التكنولوجيات الحديثة فيها دوراً فعّالاً:

مدينة الملك سلمان للطاقة التي تهدف إلى توفير سلسلة الإمدادات المرتبطة بالصناعات والخدمات المساندة لقطاعات الطاقة في المملكة العربية السعودية والمنطقة بشكل عام.

المحتوى محمي