10 فوائد للحوسبة السحابية في التعليم

تتبنى العديد من المؤسسات التعليمية تكنولوجيات مختلفة وحديثة للنهوض بالعملية التعليمية، وازدادت مع ذلك إمكانية التعلم عن بُعد والتمتع بفوائدها العديدة مثل توفير الوقت والجهد. هذه العملية جعلت من المهم إيجاد طريقة يمكن عبرها تخزين الموارد التعليمية ووصول جميع الطلاب والمعلمين إليها بسهولة وأمان، وهو ما يمكن فعله بوجود الحوسبة السحابية، فما هي الفوائد التي تقدمها الحوسبة السحابية للتعليم؟ وما هي عيوبها؟

فوائد الحوسبة السحابية في التعليم

إن نقل العملية التعليمية إلى الإنترنت وتخزينها في السحابة يعود على الطلاب والمعلمين والمؤسسات التعليمية بفوائد عديدة، وهذه أبرزها:

إتاحة الكتب للطلاب ذوي الدخل المنخفض

قد تواجه فئات من الطلبة صعوبات في اقتناء بعض الكتب المدرسية والجامعية لارتفاع أثمنتها أو ندرتها بالمكتبات ما قد ينعكس سلباً على تحصيلهم العلمي. تقدم الحوسبة السحابية حلاً لمثل هذا المشكل، لأنها تسمح بتوفير الكتب الرقمية للطلاب ذوي الدخل المنخفض ومواد تعليمية أخرى مثل الطلاب الآخرين، كما قد تخفف من عبء حمل حقيبة مثقلة بالكتب خاصة بالنسبة للتلاميذ الصغار.

ويساعد التخلي عن الكتب ودفاتر الملاحظات وتحويل الاختبارات ونقلها جميعها إلى السحابة بتوفير الورق أيضاً وآلات التصوير والطابعات وأماكن تخزين الورقيات.

مواد تعليمية محدّثة باستمرار

مع التقدم العلمي السريع وتسارع الاكتشافات الحديثة، يصبح إدراج هذه المعلومات الجديدة ضمن الكتب تحديّاً، فذلك يتطلب إعادة طباعتها وإصدار نسخ حديثة منها باستمرار، وهو مسار معقّد، وبالتأكيد من غير الممكن أيضاً تكرار معلومات تغيرت وتحدّثت فقط لأنها موجودة في كتاب طُبع منذ سنوات، أما عندما يكون الكتاب موجوداً على شكل ملفات ومستندات في السحابة يمكن تحديثه والتعديل عليه حالما تصل المعلومة الجديدة، ما يوفر للطلاب إمكانية الوصول إلى أحدث موارد التعلم.

وإذا أراد المعلم التراجع عن بعض التحديثات التي أضافها يمكنه ذلك لأن الأنظمة الأساسية السحابية يمكنها حفظ إصدارات متعددة من المستند. ويكون هذا مفيداً عندما يحذف مستخدم ملفاً أو أجزاء من مستند عن طريق الخطأ.

عدم الحاجة إلى أجهزة باهظة الثمن

تتوافق التطبيقات السحابية مع معظم الهواتف الذكية والحواسيب المحمولة مهما كان ثمنها، وأياً كان متصفح الإنترنت الموجود فيها، لذلك فهي متوافقة غالباً مع أي جهاز يملكه الطالب أو المدرسة دون الحاجة إلى شراء أجهزة جديدة، ولا تتطلب شراء أنظمة تخزين خارجية نظراً لوجود العديد من الأنظمة الأساسية المتاحة التي تقدم خدمات التخزين السحابية المجانية.

عدم الحاجة إلى برامج باهظة الثمن

تسمح نماذج البرمجيات كخدمة (SaaS) بوصول جميع الطلاب للمواد الدراسية المخزنة في السحابة بكل سهولة مجاناً أو باشتراك منخفض التكلفة. يُذكر أن البرمجيات كخدمة هي من أكبر مزايا الحوسبة السحابية، ويصل المستخدمون من خلالها إلى المواد المطلوبة عبر الإنترنت دون الحاجة إلى تنزيلها في أجهزتهم من خلال اسم مستخدم وكلمة مرور.

توفير الوقت

تساعد الحوسبة السحابية في توفير الوقت للجميع، إذا يمكن للطلاب والمدرسين متابعة الدروس ومشاركة الملاحظات وإجراء الاختبارات وإنجاز المشاريع والواجبات في أي وقت، داخل المدرسة وخارجها، وحتى في منتصف الليل أو في أيام العطل، وفي أي وقت يناسب الطالب أو المعلم.

خلق فرص تعليمية جديدة لجميع الطلاب

في أساليب التعليم التقليدية، لا يمكن الوصول إلى جميع الطلاب، خاصة أولئك الذين لا تتوفر المدارس في مناطقهم، أو يصعب وصولهم إلى المدارس لسبب أو لآخر. تتيح الإنترنت والتطبيقات القائمة على السحابة في التعليم فرصاً جديدة لهؤلاء الطلاب، وأصبح بإمكانهم إنهاء دراستهم الثانوية وحتى الجامعية بسهولة. بالإضافة إلى التعليم، يمكن للطلاب تلقي تدريب مهني بنفس الطريقة ما يفتح أمامهم إمكانية التقدم إلى مجال واسع من فرص العمل.

إتاحة فرص التعلم لذوي الاحتياجات الخاصة

تمنع أساليب التعلم التقليدية الطلاب ذوي الهمم والطلاب الذين يعانون من صعوبات التعلم من التحصيل العلمي، إما لسبب جسدي أو مرضي يمنع وجودهم في المدارس أو خشية التنمر. بوجود منصات التعلم القائمة على السحابة أصبح بإمكان هؤلاء التعلم عن بعد والتفاعل مع زملائهم دون مغادرة منازلهم.

عدم القلق من فقدان البيانات المهمة

عادةً يحمل الطلاب أقراصاً مضغوطة وأنظمة تخزين خارجية لتخزين المواد الدراسية عليها أو مشاريع التخرج مثلاً، ويشعرون بقلق دائم من فقدان هذه الأجهزة أو كسرها أو تلفها. تقدم الحوسبة السحابية حلولاً أكثر أماناً في تخزين البيانات للطلاب ، كما تتيح إمكانية وصولهم إلى المعلومات التي يحتاجونها في أي وقت وفي أي مكان بسهولة.

أمن البيانات

حتى في عالم التعليم، يجب تخزين البيانات والصور والمعلومات وجميع المحتويات بطريقة آمنة. توفر معظم تطبيقات الأجهزة المحمولة تسهيلات مصادقة قوية للتأكد من أن المواد الأكاديمية متاحة فقط للأشخاص المناسبين. علاوة على ذلك، إذا حدث بعض التعديل على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات في الجامعة، يظل المحتوى متاحاً للأساتذة والطلاب على حد سواء.

المشاركة والتعاون

تسهّل تطبيقات الأجهزة المحمولة المستندة إلى السحابة في التعليم على الطلاب مشاركة مهامهم وواجباتهم مع المعلمين بطريقة سهلة وقابلة للتتبع. أما في المشاريع والواجبات المشتركة، تسهّل السحابة تعاون الطلاب فيما بينهم بطريقة فعّالة. يمكن حتى للآباء متابعة تقدم أبنائهم في الدروس والتحصيل العلمي والتواصل مع مدارسهم بطريقة أسهل.

فوائد الحوسبة للمعلمين

يمكن للمعلمين تحميل خطط الدروس وأعمال الدورة الدراسية وتحديثها والوصول إليها في أي وقت. ويمكنهم أيضاً العمل من أي مكان، سواء في المدرسة أو عن بعد في المنزل، ويمكن للمعلمين مشاركة خطط الدروس مع زملائهم.

عيوب الحوسبة السحابية في التعليم

على الرغم من جميع الفوائد سابقة الذكر، يواجه التعليم عبر الحوسبة السحابية بعض المشكلات منها:

قد يتعرض الطالب أثناء دراسته لتوقف الإنترنت أو عطل تقني ما يمنع وصوله للمواد الدراسية مؤقتاً.
تتطلب قدرات تقنية لا يمتلكها جميع الطلاب والمعلمين على الرغم من بساطتها.
عدم القدرة على تغيير مقدم الخدمة.
عدم القدرة الكاملة على التحكم بخدمات السحابة وكيفية تخزين المعلومات ومعالجتها.
قد يتطلب نقل جميع المواد والوسائل التعليمية إلى السحابة وقتاً طويلاً.
تكون الأنظمة السحابية غير المؤمنة بشكل صحيح عرضة للهجمات الإلكترونية، وتقع في خطر أمن البيانات.
في حالة سرقة جهاز به بيانات تسجيل دخول محفوظة، تصبح المنصة السحابية متاحة لمستخدم غير مصرح له.
نقل البيانات إلى السحابة يكون مكلفاً في البداية، لكنه أوفر على المدى الطويل.

للحصول على الفائدة الكبرى من الحوسبة السحابية في التعليم وتجنب عيوبها يجب على المسؤولين الموازنة بينها وبين احتياجاتهم، وتحديد الحلول التي ستوفر أفضل النتائج لبيئات التعلم الخاصة بهم.