مع تقدم التكنولوجيا أصبحنا جميعاً، كباراً وصغاراً، مرتبطين بحواسيبنا وأجهزتنا المحمولة، وأصبحنا بذلك مساهمين في الإضرار بالبيئة وزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، لأن تصنيع هذه الأجهزة واستخدامها والتخلص منها يستهلك الكثير من الطاقة ويزيد البصمة الكربونية والتلوث، خاصة مع عدم إعادة تدويرها والتخلص منها بالطرق المثلى. للحد من هذا، وجِدت الحوسبة الخضراء، فما هي؟ وكيف تكون مساهماً فيها لتصبح صديقة للبيئة؟
ما هي الحوسبة الخضراء؟
الحوسبة الخضراء أو تكنولوجيا المعلومات الخضراء هي الاستخدام المسؤول والصديق للبيئة لأجهزة الحاسوب ومواردها، وتشمل دراسة تصميم أجهزة الحوسبة وتصنيعها واستخدامها وإعادة تدويرها والتخلص منها بطريقة اقتصادية تقلل من تأثيرها السلبي على البيئة وتقليل البصمة الكربونية الناجمة عنها. يتضمن ذلك تصميم أجهزة حوسبة موفرة للطاقة، والحصول على الطاقة اللازمة لإنتاجها من المصادر المتجددة، والتشجيع على إعادة تدوير الأجهزة الرقمية.
نشأ مفهوم الحوسبة الخضراء بعد أن وضعت وكالة حماية البيئة الأميركية (EPA) برنامج إنيرجي ستار Energy Star، والذي يهدف إلى التعرف إلى الشاشات الموفرة للطاقة والأجهزة الصديقة للبيئة وتكنولوجيات التحكم في المناخ الأخرى والترويج لها.
تعرف أيضاً على: أحدث التكنولوجيات الخضراء التي ظهرت في عام 2022.
أساليب تعزيز مفهوم الحوسبة الخضراء
تشمل الحوسبة الخضراء:
- الاستخدام الصديق للبيئة: التقليل من استهلاك الحواسيب وملحقاتها للكهرباء واستخدامها بطريقة صديقة للبيئة.
- التخلص الأخضر: إعادة استخدام الأدوات الإلكترونية الموجودة أو التخلص من غير المرغوب منها أو إعادة تدويرها بطريقة مناسبة.
- التصميم الأخضر: تصميم حواسيب وخوادم وطابعات وأجهزة عرض وأجهزة رقمية أخرى موفرة للطاقة.
- التصنيع الأخضر: تقليل النفايات أثناء تصنيع الحواسيب وملحقاتها لتقليل الأثر البيئي السلبي لعملية التصنيع.
تطبيقات الحوسبة الخضراء
يمكن تطبيق الحوسبة الخضراء في شتى مجالات التكنولوجيا الحديثة، على سبيل المثال:
- استخدام الأجهزة التي تعتمد على إنترنت الأشياء للتدفئة والإضاءة، مثل منظمات الحرارة الذكية وإضاءة ليد LED. يساعد ذلك في تقليل استهلاك الطاقة، حيث يمكنك التحكم فيها بسهولة باستخدام أحد التطبيقات.
- إعادة تدوير الحواسيب والهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية الأخرى بدلاً من تصنيعها من جديد لأنها تحتوي على مواد كيميائية ضارة ومعادن نادرة يعد تصنيعها على نطاق واسع أمراً خطيراً.
- اعتماد مراكز البيانات الموفرة للطاقة كالتي تستخدمها جوجل وأمازون.
- اعتماد شركات التكنولوجيا على الطاقة البديلة.
- نشر المركبات الكهربائية.
- نشر الشبكات اللاسلكية والحوسبة السحابية.
اقرأ أيضاً:
- ما هو الفرق بين الحوسبة الكلاسيكية والكمومية؟
- ما هي أهم تطبيقات الحوسبة السحابية؟
- تطبيقات الحوسبة السحابية في التعليم.
أهمية الحوسبة الخضراء
تنتج الحواسيب وملحقاتها ومراكز البيانات وأجهزة الشبكات وغيرها ثاني أوكسيد الكربون بوفرة، ووفقاً لشركة أي بي إم IBM، فإن ما بين 1.8 - 3.9% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في جميع أنحاء العالم تُعزى إلى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتمثل مراكز البيانات 3% من استخدام الطاقة العالمي كل عام، بزيادة قدرها 100% في السنوات العشر الماضية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض أجزاء الأجهزة غير قابلة للتحلل لكنها قابلة لإعادة التدوير. أيضاً تُستخدم موادَّ كيميائية سامة وموادَّ خطرة مثل الرصاص والكادميوم والزئبق أثناء تصنيعها، ويؤدي التعرّض المتزايد لها إلى الإجهاض والسرطان.
وهنا تكمن أهمية الحوسبة الخضراء من أجل الحفاظ على البيئة والحد من تغيّر المناخ والمساهمة في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة الضارة والحد من آثارها السلبية وتشجيع ممارسة الحوسبة المسؤولة بيئياً.
لتفاصيل أكثر:
مزايا الحوسبة الخضراء
مع انتشار الحوسبة الخضراء، نجني عدة فوائد على المدى الطويل، ومنها:
- المساهمة في تقليل استخدام الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
- خفض توليد الحرارة من الحواسيب والأجهزة الإلكترونية لحماية البيئة.
- الاستخدام الفعّال للموارد الطبيعية والحفاظ عليها.
- التركيز على استخدام المواد غير السامة للتقليل من المخاطر الصحية.
- الحد من التلوث لأنها تشجّع على إعادة التدوير.
- خفض تكاليف الإنتاج والشراء.
اقرأ أيضاً:
كيف يساهم المستخدم العادي في جعل الحوسبة خضراء؟
يمكن لكل مستخدم للتكنولوجيا المساهمة في الحفاظ على البيئة، ليكون جزءاً من المساعي العالمية المتوجهة نحو الحوسبة الخضراء، وذلك عن طريق:
- استخدام وضع السكون عند التوقف عن استخدام الحاسوب لفترات طويلة.
- اقتناء حاسوب محمول موفر للطاقة، بدلاً من الحاسوب المكتبي.
- تنشيط ميزات إدارة الطاقة للتحكم في استهلاك الطاقة.
- اتخاذ التدابير الآمنة والمناسبة للتخلص من النفايات الإلكترونية.
- إيقاف تشغيل الحاسوب عند الانتهاء من استخدامه.
- تجديد الأجهزة الموجودة بدلاً من شراء أجهزة جديدة.
- استخدم المنتجات التي تحمل ملصق إنيرجي ستار، لأنها تستهلك طاقة أقل ويتم تصنيعها بمفاهيم الحوسبة الخضراء.
- اختيار شاشة موفرة للطاقة، وتقليل سطوعها عند الاستخدام.
- تطبيق الوضع المظلم على الأجهزة لأنه يتطلب طاقة أقل.
- استخدام حبر منخفض المركبات العضوية المتطايرة وطابعات موفرة للطاقة وورق مُعاد تدويره وخراطيش حبر مُعاد تصنيعها.
- استخدام رسائل البريد الإلكتروني بدلاً من الفاكس.
- اعتماد الاتصالات عبر الإنترنت لتقليل النفايات المعدنية والبنية التحتية للأسلاك اللازمة للاتصالات السلكية.
لأصحاب الشركات
بالإضافة إلى ما سبق، يمكنك اتباع ما يلي إذا كنت من أصحاب الشركات:
- التعاون مع الشركات التي تتبنى الحوسبة الخضراء أيضاً.
- استخدام الطاقة المتجددة في مراكز البيانات الخاصة بك.
- وضع استراتيجية لإدارة الطاقة عبر الشركة.
- نشر الوعي حول الحوسبة الخضراء داخل وخارج شركتك.
التحديات التي تواجه الانتقال نحو الحوسبة الخضراء
تقاوم بعض شركات التكنولوجيا الانتقال نحو الحوسبة الخضراء إما لأنها لا تهتم بالأمر أو لتبقى منافسة كبيرة في السوق. من ناحية أخرى، تواجه الشركات التي ترغب بالتحول نحو الحوسبة الخضراء مشكلة التكلفة الأولية المرتفعة للتنفيذ.
ومن التحديات أيضاً عدم وصول الجميع (من المستخدمين والمصنعين والشركات) إلى المعلومات الكافية حول الحوسبة الخضراء، ما يعيق اتخاذ القرار باعتمادها.
ما العلاقة بين النفايات الإلكترونية والحوسبة الخضراء؟
باختصار، تكمن العلاقة بينهما بأن إعادة تدوير النفايات الإلكترونية يساهم في تعزيز الحوسبة الخضراء، فهذه أهم الممارسات المطلوبة في هذا الصدد، وهي من أسلوب "التخلص الأخضر" سابق الذكر.
تكون إعادة تدوير النفايات الإلكترونية بالاستفادة من المواد الخام التي تتكون منها، وإعادة استخدامها مرة أخرى، وبالتالي التخلص منها بفعالية، وخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن تصنيع منتجات جديدة، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وتقليل التلوث.
اقرأ أيضاً: