كندا وفرنسا تخططان لتأسيس لجنة دولية لتقييم أخطار الذكاء الاصطناعي

2 دقائق
رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو متحدثاً في مونتريال.

مع احتدام المنافسة ما بين الولايات المتحدة والصين للهيمنة على تطوير الذكاء الاصطناعي، قررت كندا وفرنسا تثبيت نفسيهما في صدارة الجدل الأخلاقي حول هذه التكنولوجيا.

مؤخراً، أعلن كل من رئيس الوزراء الكندي جستن ترودو والوزير الفرنسي للشؤون الرقمية منير محجوبي عن خطة لتأسيس لجنة دولية حول الذكاء الاصطناعي في اجتماع مجموعة السبعة الكبار في مونتريال، وذلك لمناقشة آثار الذكاء الاصطناعي.

ووفقاً للتفويض الذي أصدره مكتب رئيس الوزراء، فإن هذا التحالف العالمي الدائم سيقوم بجمع مهندسي الذكاء الاصطناعي وغيرهم من العلماء لتقييم أخطار هذه التكنولوجيا، وصياغة السياسات الملائمة لدى الدول المشاركة. وقال ترودو في ختام مؤتمر السبعة الكبار للجهات المهتمة المتعددة حول الذكاء الاصطناعي: "إذا أرادت كندا أن تتصدر العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، يجب أن تلعب دوراً قيادياً في التعامل مع بعض المخاوف الأخلاقية التي نواجهها في هذه الحقبة".

وقد كشف ترودو مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن التعاون في هذا المجال في وقت سابق من هذه السنة، ولكنهما لم يقدِّما الكثير من التفاصيل. وفي مقابلة بعد خطاب ترودو، قال محجوبي إن فرنسا وكندا تمكنتا من إقناع دول أخرى للانضمام إلى هذا التحالف: "هناك شركاء يرغبون في الانضمام إلى اللجنة. لا أستطيع أن أعلن عن أسماء البلدان بعد، ولكنني أستطيع أن أخبركم أنهم من السبعة الكبار والاتحاد الأوروبي".

يقول محجوبي: إنه يُفترَض باللجنة أن تغطي مسائل مثل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والأسلحة ذاتية التحكم، على الرغم من أن من الملاحظ أيضاً أن المسألة الأخيرة هي موضع نقاش دولي. كما يقول إن التحالف سيدعو كل الدول -بما فيها الصين- للعمل على وضع معايير وقواعد ناظمة لهذه التكنولوجيا. وقد تعرضت الصين على وجه الخصوص للكثير من الانتقادات بسبب استخدام الذكاء الاصطناعي بسرعة في المراقبة وعمل الشرطة: "هل يجب أن نتحدث مع الصين حول هذا المجال؟ تتضمن مسؤوليتنا وضع مجموعة من القيم المشتركة والتعبير عنها بوضوح، وأن نكون قادرين على أن نثبت أن قيمنا أكثر انتشاراً".

قد لا تتمتع كندا وفرنسا بالقوة المالية أو التجارية للولايات المتحدة أو الصين، ولكنهما لعبتا دوراً كبيراً في التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي. ومن الملحوظ أن بعض الشخصيات الكبيرة في الذكاء الاصطناعي من معاهد الأبحاث الفرنسية والكندية كانت بارزة في أحد أنجح التوجهات في الذكاء الاصطناعي، وهو: التعلم العميق. وإضافة إلى إنتاج باحثين بارزين في مجال الذكاء الاصطناعي، فقد أطلقت الدولتان خططاً وطنية في هذا المجال.

فقد أعلنت فرنسا في وقت سابق من هذا العام عن خطتها بقيمة 1.85 مليار دولار، في حين استثمرت كندا 125 مليون دولار في تحالف إستراتيجي للدول ذات الطابع الكندي (سيفار) يركز على معاهد بحثية جديدة في إدمونتون ومونتريال وتورونتو. وقد أدى هذا الجهد إلى مناصب ومشاريع بحثية جديدة، وحفَّز الشركات التكنولوجية الكبرى على تأسيس مراكز بحثية حول تجمعات الذكاء الاصطناعي الكندية.

وخلال نفس الحدث، أعلن ترودو عن تقديم 230 مليون دولار لتمويل مبادرة كندية تسمى سكيل إيه آي، وتهدف إلى تطبيق الذكاء الاصطناعي على لوجستيات سلاسل التزويد. وفي فبراير المنصرم، أعلنت الحكومة الكندية عن استثمارات ستصل قيمتها الإجمالية إلى 950 مليون دولار بحلول العام 2023 في تجمعات تقنية كبيرة متنوعة في مختلف أنحاء البلاد.

وتشغل كندا حالياً منصب رئاسة مجموعة السبعة الكبار، وهي مجموعة الاقتصادات السبعة الأكبر في العالم. وفي اجتماع السبعة الكبار، قال نافاديب باينز (وهو الوزير الكندي للابتكار) إن المخاوف حول تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف كانت من أكبر المواضيع المطروحة في الاجتماعات: "نشعر بتفاؤل كبير حول الذكاء الاصطناعي، ولكنني أعتقد أننا يجب أن نعترف فعلياً بالتحديات والمخاوف المرافقة له أيضاً".

المحتوى محمي