بدأت الروبوتات تنضم إلى القوى العاملة حول العالم، وعلى الرغم من أن الأرقام تتصاعد من دون شك، فقد يكون من الصعب تحديد البلدان التي تتفوق على غيرها من هذه الناحية. ومن أشهر المعايير في هذا المجال: المعيار الذي يعتمده الاتحاد الدولي للروبوتات (IFR) سنوياً، وهو عدد الروبوتات الصناعية المقابلة لكل 10,000 عامل تصنيع في البلد الواحد. ووفقاً للمعلومات التي قدمها الاتحاد الدولي للروبوتات إلى مؤسسة التكنولوجيا والإبداع في المعلومات (ITIF)، فإن المعدل العالمي في 2017 بلغ 85 روبوت لكل 10,000 عامل، بزيادة 15% عن السنة السابقة 2016.
وقد تصدرت كوريا السباق مرة أخرى، محققة 710 روبوت لكل 10,000 عامل، متبوعة بسنغافورة التي حققت رقماً يبلغ 658، وألمانيا التي وصلت إلى 322. وكانت الهند في آخر القائمة، مع 3 روبوتات فقط لكل 10,000 عامل.
المصدر: مؤسسة التكنولوجيا والإبداع في المعلومات - تم بناء الشكل باستخدام داتا رابر
ملاحظة: البلدان الملونة بالرمادي لم تقدم أية بيانات
ولكن، هل هذه هي أفضل طريقة لقياس مدى تقدم ثورة الروبوتات؟ يقول تقرير جديد من ITIF إن البلدان ذات الاقتصادات التي تتميز بأجور عالية لديها دافع أقوى للاعتماد على مزيد من الروبوتات من وجهة نظر الأعمال؛ حيث إن إدخال الروبوتات في العمل يمثل استثماراً أولياً باهظ الثمن، وبالتالي إذا كان البشر أقل تكلفة، فلا يوجد ما يدعو إلى شراء الروبوتات.
وفي التقرير الجديد لمؤسسة التكنولوجيا والإبداع في المعلومات ITIF، قررت المؤسسة أن تدرس استخدام الروبوتات في 27 بلداً، مع مراعاة عدد الروبوتات المتوقع وجودها فيها بناء على ثروتها الحالية.
وباعتماد هذا المقياس، تبيَّن أن بلدان جنوب شرق آسيا أكثر هيمنة مما كانت تبدو من قبل، فقد بقيت كوريا الجنوبية وسنغافورة في الصدارة، بمعدل استخدام يساوي تقريباً 2.4 و1.7 ضعفاً مما هو متوقع بناء على متوسط الأجور الحالية. غير أن التقرير ألقى الضوء على بلدان أخرى مثل تايلندا، وهي تحوي 48 روبوتاً صناعياً فقط لكل 10,000 عامل، ولكن نسبة الاستخدام فيها أعلى مما هو متوقع بناء على معدل الأجور فيها بنسبة 159%.
وعندما نأخذ الأجور بعين الاعتبار، تتصدر بلدان جنوب شرق آسيا العالم في استخدام الروبوتات.
المصدر: مؤسسة التكنولوجيا والإبداع في المعلومات - تم بناء الشكل باستخدام داتا رابر
ملاحظة: البلدان الملونة بالرمادي لم تقدم أية بيانات
ومن ناحية أخرى، فقد تبين أن معظم البلدان في الأميركتين وأوروبا تستجلب الروبوتات بشكل أبطأ مما هو متوقع، مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين تستخدمان الروبوتات بنسبة 49% و68% أقل مما هو متوقع.
ويقول هذا التقرير إن آسيا تهيمن على مسألة الأتمتة، كما يقول روبرت أتكينسون (مؤلف الدراسة ورئيس ITIF): "إذا بقيت هذه الفروق أو استمرت في التوسع، فسوف تودي بالإنتاجية والتنافس الاقتصادي في أوروبا والأميركتين إلى مصير سيئ، ويجب على كلتا المنطقتين تحديد السياسات المناسبة واعتمادها لزيادة معدلات استخدام الروبوتات فيها".