نستخدم جميعاً متصفحاً واحداً على الأقل لتصفح الإنترنت ومشاهدة الأفلام وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي. هذه المتصفحات هي عبارة عن برامج مجانية يتم تطويرها من قبل بعض المؤسسات وشركات التكنولوجيا، وهي بحاجة للتحديث الدائم والتطوير بهدف مواكبة التكنولوجيا المتطورة وسد الثغرات لحماية المستخدمين.
في الحقيقة، يكلف تطوير متصفحات الويب الكثير من المال والجهد، لكن ما الذي يجنيه المطورون من ذلك؟ سنحاول في هذه المقالة معرفة كيف تجني المتصفحات المال وما هي مصادر تمويلها؟
موزيلا فايرفوكس Mozilla Firefox
لنبدأ بمتصفح موزيلا فايرفوكس الشهير للغاية، يتم تطوير هذا المتصفح من قبل مؤسسة "موزيلا" (Mozilla) الأميركية. تعتبر هذه المؤسسة من الناحية القانونية غير ربحية، لكنها حققت أرباحاً كبيرة. ففي عام 2017، صدر البيان المالي للمؤسسة الذي بين أنها ربحت 562 مليون دولار. نحو 96% من هذه الأرباح، أي 539 مليون دولار، تأتي من الاتفاقيات مع محركات البحث.
لكن كيف يحصل ذلك؟ الأمر بسيط، قررت شركة "ألفابت" (Alphabet Inc) المالكة لمحرك البحث جوجل الدفع لمؤسسة موزيلا من أجل جعل جوجل محرك البحث الافتراضي في متصفح فايرفوكس. مقابل هذا المبلغ الكبير الذي تم دفعه لمؤسسة موزيلا، ستحصل جوجل على أكثر من 100 مليار عملية بحث من متصفح فايرفوكس كل عام، عمليات البحث هذه تؤدي لجني أرباح كبيرة من خلال الإعلانات.
هذا ليس التعاون الوحيد بين مؤسسة موزيلا ومحرك بحث، حيث تدفع محركات بحث أخرى للمؤسسة، مثل "بايدو" (Baidu) في الصين و"ياندكس" (Yandex) في روسيا.
اقرأ أيضاً: كيف تعمل محركات البحث؟
جوجل كروم Google Chrome
جوجل كروم هو المتصفح الذي طورته شركة جوجل منذ عام 2008، وهو متصفح الويب الأكثر استخداماً في العالم.
تكسب شركة جوجل من هذا المتصفح الكثير من المال بفضل الإعلانات التي يتم عرضها على المستخدمين عند إجراء عمليات البحث، بفضل وجود هذا المتصفح على معظم الهواتف المحمولة والحواسيب، والعدد الكبير جداً من المستخدمين، فإن الشركة تحقق أرباحاً بعشرات مليارات الدولارات.
سفاري آبل Safari Apple
سفاري هو متصفح الويب الذي تطوره شركة آبل منذ عام 2003 وتقوم بتثبيته تلقائياً على كل الأجهزة التي تصنعها (هواتف آيفون الذكية، أجهزة آيباد اللوحية، حواسيب ماك)، تكسب آبل الكثير من المال من هذا المتصفح بفضل التعاون مع محرك البحث جوجل.
تدفع شركة ألفابت الكثير من المال لضمان أن يكون جوجل هو محرك البحث الافتراضي فيه، لأن متصفح سفاري موجود على مليارات الأجهزة، هذا سيضمن لها الوصول إلى مليارات المستخدمين ومئات مليارات عمليات البحث كل سنة. وبحسب التقديرات، دفعت شركة جوجل نحو 15 مليار دولار سنة 2021 لشركة آبل، ما يجعل متصفح سفاري ثاني متصفح في العالم من حيث الإيرادات بعد متصفح جوجل كروم.
مايكروسوفت إيدج Microsoft Edge
مايكروسوفت إيدج هو المتصفح الذي تطوره شركة مايكروسوفت الأميركية منذ عام 2015، والذي يتم تضمينه في جميع الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل "ويندوز" (Windows). حلَّ هذا المتصفح محل متصفح "إنترنت إكسبلورر" (Internet Explorer).
مصدر أرباح متصفح مايكروسوفت إيدج بالكامل هو عائدات إعلانات محرك البحث "بينج" (Bing). الذي يعتبر ثاني أشهر محرك بحث في العالم بعد جوجل، لكن الأرباح ليست كبيرة جداً، نظراً لأن محرك البحث هذا لا يستخدمه عدد كبير جداً من المستخدمين.
من أجل زيادة عدد المستخدمين، تمنح شركة مايكروسوفت في الوقت الحالي مكافآت لمن يستخدمون متصفح مايكروسوفت إيدج ومحرك بينج، لكن هذه المكافآت ما تزال غير كافية لجعل مايكروسوفت إيدج ومحرك بينج منافسين قويين لمتصفح جوجل كروم ومحرك البحث جوجل.
أوبرا Opera
أوبرا هو متصفح ويب شهير تم إصداره في عام 1995 ويستخدمه ملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.
رغم العدد القليل من المستخدمين، تمكن المطورون من تحقيق أرباح جيدة، وتزيد إيراداتهم كل عام.
مصدر الإيرادات الرئيسي هو الاتفاقيات مع محركات البحث، وهي محرك البحث جوجل في معظم دول العالم، وبايدو في الصين وياندكس في روسيا.
تتعاون الشركة التي تطور متصفح أوبرا مع شركات أخرى، بما في ذلك:
- مواقع الويب التي يمكن من خلالها حجز رحلات جوية أو فنادق، مثل موقع Booking.com
- الشركات التي تنتج الهواتف الذكية، مثل أوبو (Oppo) وشاومي (Xiaomi). حيث يتم تثبيت متصفح أوبرا على بعض الهواتف التي تصنعها هذه الشركات وتعيينه كمتصفح افتراضي.
اقرأ أيضاً: كيف تمسح تاريخ تصفح الإنترنت في كروم وسفاري وفايرفوكس وأوبرا وإيدج؟
بريڤ Brave
بريڤ هو متصفح مفتوح المصدر تم إصداره في عام 2016. وهو متاح على العديد من الأجهزة. يتميز هذا المتصفح بوجود مانع إعلانات يخفي كل الإعلانات التي تظهر على المواقع نهائياً. لذلك، لا تكسب الشركة المطورة أي شيء من الإعلانات التي تقدمها أطراف أخرى، بل تعرض على المستخدمين إعلانات تحترم الخصوصية ويتم مشاركة جزء من أرباح هذه الإعلانات مع المواقع التي يزورها المستخدمون، بشرط أن تشترك هذه المواقع في برنامج الإيرادات الذي يقدمه متصفح بريڤ.