إليك أهم ميزات اعتماد الحوسبة السحابية في الرعاية الصحية ومعوقات تطبيقها

4 دقائق
تطبيق واعتماد الحوسبة السحابية في مجال الرعاية الصحية
حقوق الصورة: شترستوك. تعديل إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

يساهم استخدام التقنيات الحديثة في تحقيق النمو الاقتصادي وتحسين الخدمات التي تقدمها كل المؤسسات، بما في ذلك مؤسسات الرعاية الصحية. وتعتبر الحوسبة السحابية إحدى أكثر التكنولوجيات نمواً في العالم، حيث يزداد عدد المؤسسات التي تعتمد عليها بهدف تقليل التكاليف والوصول السريع إلى البيانات.

لكن معظم مؤسسات الرعاية الصحية تواجه صعوبة في اعتماد الحوسبة السحابية، وتستمر في استخدام تكنولوجيات قديمة عفا عليها الزمن. على الرغم من تشجيع الحكومات والسلطات في عدد من دول العالم المؤسسات الصحية على استخدام الحوسبة السحابية من أجل جمع وتخزين ونقل وتبادل البيانات الصحية وتوفير التكاليف.

بهدف تقييم فوائد اعتماد الحوسبة السحابية في المجال الصحي، قامت مجموعة من الباحثين ضمت كلاً من نادر محمد وأسماء الشامسي ونورة النعيمي من جامعة الإمارات العربية المتحدة في إمارة العين بدولة الإمارات العربية المتحدة وجميلة الجارودي من جامعة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا الأميركية، بإعداد ورقة بحثية يمكن استخدامها كدليل إرشادي يساعد في التحول الرقمي بالمجال الصحي، وتبديد مخاوف العديد من المسؤولين الصحيين الذين ينظرون بريبة وقلق إلى موضوع الحوسبة السحابية.

اقرأ أيضاً: كيف تساهم شركات التكنولوجيا في تشكيل مستقبل الرعاية الصحية؟

مفهوم الصحة الإلكترونية

المقصود بمصطلح الصحة الإلكترونية (eHealth) اعتماد التكنولوجيات الحديثة من أجل تلبية احتياجات المرضى والمتخصصين في مجال الصحة. هذه التكنولوجيات تساعد على تبادل المعلومات والبيانات الصحية بسرعة كبيرة عن طريق شبكة الإنترنت، بالإضافة إلى تعليم الأطباء والممرضين وزيادة خبرتهم أو تبادل الأفكار فيما بينهم، ويمكن أن تساعد في تشخيص بعض الأمراض عن بعد.

الحوسبة السحابية هي إحدى أكثر التكنولوجيات التي تحقق هذه الغايات بتكلفة مادية معقولة، وبفضلها يمكن تخزين بيانات المرضى والأطباء ومعلوماتهم الشخصية والوصول إليها في أي وقت ومن أي مكان في العالم.

اقرأ أيضاً: هل سيكون هناك مساواة في مجال الصحة العالمية مع دواء ثمنه ملايين الدولارات؟

مميزات الحوسبة السحابية

نعني بالحوسبة السحابية إجراء عمليات الحوسبة على حواسيب أو خوادم موجودة في أماكن بعيدة يمكن الاتصال بها عن طريق شبكة الإنترنت، هذه الأجهزة توفر قدرات تخزين وحوسبة كبيرة بتكاليف معقولة.

يمكن تلخيص أهم مميزات الحوسبة السحابية بما يلي:

  1. خفض التكاليف: يدفع العميل فقط قيمة موارد الحوسبة التي يحتاج إليها ويستهلكها دون أي زيادة أو نقصان، وإن احتاج العميل لمزيد من الموارد أو المساحة التخزينية، يمكنه الحصول عليها بسهولة.
  2. السرعة: الحواسيب والخوادم التي تشغل خدمات الحوسبة السحابية تتمتع بقدرات حوسبة وتخزين غير محدودتين، وبذلك يستطيع العميل تحميل البيانات والبحث فيها ومعالجتها بشكلٍ أسرع بكثير من طرق الحوسبة التقليدية التي تعتمد على أجهزة الكمبيوتر في مكان العمل.
  3. الوصول واسع النطاق: يستطيع العميل الوصول إلى البيانات والمعلومات بسهولة من أي مكان في العالم وفي أي وقت.
  4. لا تحتاج إلى خبرة: هذه إحدى أهم مميزات الحوسبة السحابية، العميل الذي يشتري الخدمة لا يحتاج إلى أن يكون خبيراً تقنياً، ولا يحتاج إلى توظيف أشخاص متخصصين في تكنولوجيا المعلومات، فهذه مهمة الموظفين الذين يديرون السحابة.

اقرأ أيضاً: كيف ستؤدي المكاتب السحابية إلى إعادة تعريف مفهوم مكان العمل؟

أبرز العقبات أمام التحول إلى الصحة الإلكترونية وحلولها

عندما ترغب إحدى مؤسسات الرعاية الصحية في نقل بياناتها وعملياتها إلى السحابة، فإنها ستواجه بعض العقبات التي ينبغي التفكير فيها ومناقشتها.

يمكننا تقسيم العقبات التي تعيق عملية التحول هذه إلى نوعين: عقبات تكنولوجية وعقبات تنظيمية.

العقبات التكنولوجية

إليك بعض العقبات التكنولوجية التي يمكن أن تعيق اعتماد الحوسبة السحابية، بكل تأكيد هناك قضايا أخرى، لكن لا يسعنا ذكرها جميعاً:

1- الأمان والخصوصية

يعد الأمن الإلكتروني وخصوصية البيانات أمراً بالغ الأهمية يجب أن تراعيه جميع المؤسسات التي ترغب في اعتماد الحوسبة السحابية، إذ يجب أن تبقى بيانات المرضى ومعلوماتهم الصحية سريّة تماماً، ولا يجوز أن لأي شخص أن يصل إليها. لذلك، يجب على المؤسسة أن تفهم جيداً التحديات الأمنية ذات الصلة وتجد الحلول الأفضل للتعامل معها.

لحسن الحظ، ليس هناك حاجة لفعل الكثير من أجل المحافظة على أمن وخصوصية البيانات، فمعظم خدمات الحوسبة السحابية توفر مزايا أمان متنوعة وسهلة الاستخدام وفعالة للغاية، من هذه المزايا نذكر:

  • تشفير البيانات: من خلال تشفير البيانات، لن يتمكن أي أحد لا يملك مفاتيح التشفير من معرفة ماهية البيانات ومحتواها، حتى لو تمكن من الوصول إليها.
  • المصادقة الثنائية: تشكل المصادقة الثنائية طبقة أمان إضافية تمنع وصول أي شخص إلى بيانات السحابة حتى وإن كان يعرف كلمات المرور.
  •  ضوابط الوصول: يمكن لهذه الضوابط أن تمنح المسؤولين القدرة على منع وصول البعض إلى البيانات، على سبيل المثال، يمكن حظر الوصول إلى البيانات من مناطق جغرافية أخرى.

2- الأداء والتوفر

يحتاج جميع الأطباء والممرضين إلى وصول دائم ومستمر لبيانات المرضى بسهولة وسرعة، لهذا السبب، يجب أن تكون الخدمة متوفرة طوال الوقت دون انقطاع أو مشاكل.

هذه المشكلة قابلة للحل، فالعديد من الشركات التقنية حول العالم تقدم حلولاً تعمل على مدار الساعة طوال الأسبوع، دون أن تتوقف في أي لحظة، لكن هذه الخدمات قد تكون مكلفة بعض الشيء.

العقبات التنظيمية

كما لاحظنا أعلاه، معظم العقبات التكنولوجية يمكن حلها بسهولة من خلال الأدوات التي توفرها الشركات التقنية أو من خلال دفع تكلفة إضافية. لكن التعامل مع العقبات التنظيمية قد يكون أكثر صعوبة. من أهم هذه العقبات:

1- الرقابة والإشراف

ترحيل البيانات الصحية إلى السحابة قد يعني أن الموظفين في شركات التكنولوجيا التي تشغل السحابة سيكونون قادرين على الوصول إلى هذه البيانات، ما يعرض خصوصية المرضى والأطباء والممرضين للانتهاك.

هذه القضية لا ينبغي تجاهلها إطلاقاً، فقد تتعرض المؤسسة الصحية لعواقب قانونية في حال انتهاك خصوصية المرضى وتسريب بياناتهم، حتى لو كان مسرب البيانات طرفاً ثالثاً.

أفضل طريقة لحل هذه المشكلة هي قراءة سياسة الخصوصية الخاصة بمزود الخدمة السحابية وفهمها، وتشفير كافة البيانات الهامة والحساسة قبل نقلها إلى السحابة.

2- اللوائح التنظيمية

في معظم الحالات، لا تكون الخوادم السحابية موجودة في نفس الدولة، بل تكون موزعة على عدة مناطق جغرافية حول العالم، لهذا السبب، يحتاج المسؤولون الصحيون إلى معرفة وفهم متطلبات معالجة البيانات الصحية في الدول التي توجد فيها الخوادم ومدى توافقها أو تعارضها مع القوانين والأنظمة في بلدهم.

3- التدريب والاستخدام

بكل تأكيد، سيحتاج الموظفون في المؤسسات الصحية إلى تدريبٍ كافٍ كي يكونوا قادرين على استخدام الحلول التي تستند إلى السحابة بطريقة صحيحة.

اقرأ أيضاً: تعرف على آخر تطوُّرات الخوارزميات الكمومية وربطها بالخدمات السحابية

النتيجة

الاعتماد على الحوسبة السحابية في مجال الرعاية الصحية يعتبر طريقة رائعة لتحسين الخدمات المقدمة للمرضى وتقليل التكاليف إلى حدٍ كبير، لهذا السبب، بدأت الكثير من المؤسسات الصحية حول العالم في نقل عملياتها وبياناتها إلى السحابة.

لكن على الرغم من ذلك، تشير التقديرات إلى أن تحول المؤسسات الصحية نحو استخدام الحوسبة السحابية ينمو بوتيرة أبطأ من القطاعات الأخرى، يعود السبب في ذلك إلى مجموعة من العقبات التقنية والتنظيمية التي يجب معالجتها.

ناقشت الورقة البحثية أهم هذه العقبات، وطرحت بعض الحلول المناسبة لها. هذه الورقة مفيدة جداً لتبديد مخاوف المسؤولين في المؤسسات الصحية ودفعهم نحو تبني مفهوم الصحة الإلكترونية.

المحتوى محمي