وادي السيليكون، حلم لكل مبتكر أن يحط رحاله هناك ويجد مكاناً لشركته بين عدد هائل من الشركات التي ترسم المستقبل بأفكارها وتكنولوجياتها. وفي حين أن هذا الحلم يبدو بعيد المنال لكل رائد أعمال ومبتكر عربي، يعمل رائد المصري على تغيير ذلك.
يخوض رائد المصري، مؤسس "ترانسفورم في سي" (Transform VC)، شركة الاستثمارات الجريئة والاستشارات، رحلة فريدة للعثور على أكثر الأشخاص موهبة وجرأة وتميزاً ليساعدهم في تحويل أفكارهم إلى حقيقة. شعار شركته واضح بشأن هوية المبتكرين الذين تدعمهم: "أثِّر في حياة مليار واجنِ ملياراً"؛ يبحث المصري عن أصحاب المشاريع التي من شأنها أن تمس حياة ملايين الناس وتحقق عوائد كبيرة. وكما أوضح المصري في مقابلة مع إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية، فإن هذا الشعار يعكس المهمة المزدوجة التي تضطلع بها ترانسفورم في سي: مهمة اجتماعية وتجارية.
"إيلون ماسك القادم أسمر ولكنته عربية"
يقول المصري، الذي ولد في الأردن وعاش في المملكة العربية السعودية ثم انتقل إلى كندا ومنها إلى وادي السيليكون، إن هناك العديد من الشخصيات العربية أو ذات الأصول شرق الأوسطية التي حققت نجاحاً منقطع النظير خارج المنطقة في مختلف المجالات، ويضرب أمثلة بالممثل المصري رامي مالك، ولاعب كرة القدم محمد صلاح والعالم أحمد زويل وغيرهم. ويشير إلى أن كل هؤلاء لم يكونوا نتاج نظام بيئي يدعم التميز، وإنما حققوا النجاح بفضل إبداعهم وقدراتهم الفردية والبيئة التي عاشوا فيها لاحقاً. ويرى أن هناك الكثيرين من ذوي الأصول العربية ممن يعيشون في منطقتنا أو من المهاجرين في الغرب ممن يمتلكون هذه المؤهلات لكن لم تتح لهم الفرصة أو البيئة التي تسمح لهم بالتميز. وهذا بالضبط ما يعمل على تغييره عبر ترانسفورم في سي لتقديم التمويل والاستشارة والدعم الكامل لرواد الأعمال وتمهيد الطريق أمامهم ليلمع نجمهم، ولإخراج -ربما- "إيلون ماسك القادم" الذي سيكون أسمر البشرة ويتحدث بلكنة عربية.
ويوضح المصري إنه على الرغم من جهود العديد من دول المنطقة في بناء منظومة للابتكار، إلا أن ما يميز وادي السيليكون هو التركّز الهائل للمهارات والتركز الهائل لرؤوس الأموال والبيئة التنافسية المحفزة على الابتكار والسعي وراء تحقيق الأفكار مهما كانت "خارجة عن المألوف"، وهذه مزايا لا تتوفر حالياً في أي مكان آخر في العالم.
قصص نجاح
عندما سألنا رائد المصري عن قصص نجاح لرواد أعمال عرب ممن كان "عرّابهم"، هناك شعور أوحد يراودك: شعور عارم بالحماس والفخر بإنجازاتهم… وإنجازاته عبرهم. وهذا أمر متوقع تماماً من شخص يصفه من عمل معه بأنه "يتمتع بذكاء عاطفي عالي المستوى" و"شخص نادر الوجود في عالم الاستثمار الجريء" و" لم أرَ أحداً يعمل بهذه الوتيرة من قبل" و"يقف معك ويدعمك في السراء والضراء" و"يركز على العمل الجاد عوضاً عن الكلام المنمَّق".
يستعرض المصري، الذي كان أحد الأعضاء المؤسسين لمكاتب واستثمارات شركة مبادلة للاستثمار في سان فرانسيسكو، الكثير من الأمثلة من رواد الأعمال الذين حصلوا على دعم وتمويل ترانسفورم في سي ويتسمون بـ "عقلية الابتكار" كما يصفها؛ بدءاً من علي عراضي، الرئيس التنفيذي لشركة تونال (Tonal) التي تعمل على إحداث ثورة في عالم اللياقة البدنية بالاعتماد على البيانات والعلم، وبيان توفيق، مؤسس شركة ساب سبيس (Subspace) التي تعمل على توفير أسرع إنترنت في العالم لمحبي ألعاب الفيديو، وحسان صواف، مؤسس شركة إيه آي إكس بلين (aiXplain) التي تقدم خدمات وحلول الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع بضعفين إلى ثلاثة أضعاف، وخالد حسونة، مؤسس شركة آمبل (Ample) التي توفر حلول لشحن السيارات الكهربائية، وغيرهم.
ما هي مواصفات الشركات الناشئة التي تبحث عنها ترانسفورم في سي؟
يقول المصري إنه يبحث عن مؤسسي الشركات الجريئة التي لم يقتنع كثيرون بنجاحها، لكنه وفريقه في ترانسفورم في سي، وبخبراتهم المتجذرة في وادي السيليكون، ينجحون في رصد الأفكار والفرص التي تحمل بذور النجاح في طياتها. ويعبر عن اقتناعه بأن شركته تمتلك كل ما يلزم من الموارد لتقديم الاستثمار والدعم والإرشاد على امتداد رحلة مؤسسي الشركات الناشئة للوصول بهم إلى برّ التميز والتفوق.
ويضع المصري 3 شروط واضحة حتى تظهر أي شركة ناشئة على راداره:
- تكنولوجيا متقدمة.
- تأثير واسع النطاق.
- قدرة على تقديم تحسين بمقدار 10 أضعاف عن أفضل خدمة أو منتج متاح.
تجدر الإشارة إلى أن ترانسفورم في سي قد استثمرت 104 مليون دولار في 44 شركة ناشئة، أصبحت 6 منها شركات وحيدة القرن، مع معدل عائد داخلي يبلغ 52% على كامل المحفظة التي تضم شركات ناشئة في مراحلها المبكرة. وتركز ترانسفورم في سي على قطاعات التكنولوجيا العميقة والتكنولوجيا العميقة التطبيقية والبرمجيات باعتبارها خدمة (SaaS) التي تحدث تحولاً في الصناعات التقليدية.
يقول المصري: "الرئيس الأميركي حقق حلمه وشغل منصب رئيس الولايات المتحدة الاميركية عندما كان عمره 78 عاماً، وهذا يعني أنه بإمكاني تحقيق الكثير والسعي وراء أحلام أعظم دائماً"، وهو فعلاً يمتلك دائماً حماس من بدأ للتو.