دراسة جديدة توصي بإطفاء الكاميرا أثناء اجتماعات الفيديو حفاظاً على البيئة

3 دقائق
التأثيرات البيئية لاستخدام الكاميرات
الصورة الأصلية: زوم | تعديل: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

على امتداد العام الماضي، لم يترك وباء كوفيد-19 وإجراءات الحجر الصحي خياراً أمام الملايين من الناس لمواصلة حياتهم إلا بالاعتماد على الإنترنت. وأصبحت تطبيقات المكالمات الفيديوية –وعلى رأسها تطبيق زوم– الحل الأمثل لمتابعة العمل عن بعد وعقد الاجتماعات المرئية وحضور الدروس الافتراضية والتواصل مع العائلة والأصدقاء. لكن هذا الحل حمل معه تأثيراته السلبية الخاصة به؛ بدءاً بما يسمى ملل زوم ومروراً بمشاكل الخصوصية والأمن ووصولاً إلى تأثيراته البيئية.

مكالمة فيديوية على زوم تؤدي إلى تأثيرات بيئية كبيرة

أجرى باحثون من إم آي تي وجامعتي بوردو ويال دراسة هي الأولى من نوعها حول التأثيرات البيئية لاستخدام الإنترنت.

إيقاف تشغيل الكاميرا أثناء مكالمة فيديوية يؤدي إلى تخفيض تأثيراتها البيئية بنسبة 96%
ـــــــــــــــــ

ووجدت الدراسة المنشورة في مجلة (Resources, Conservation & Recycling) أن إجراء مكالمة فيديوية لساعة واحدة تؤدي إلى انبعاث ما بين 150 و1,000 جرام من ثاني أكسيد الكربون، وتستدعي استهلاك ما بين 2 و12 لتراً من الماء وتتطلب استخدام مساحة من الأرض تعادل مساحة جهاز آيباد ميني. وللمقارنة، فإن احتراق لتر واحد من البنزين يؤدي إلى انبعاث 2.3 كيلوجرام من ثاني أكسيد الكربون.

 

ووفقاً لتقديرات الباحثين، فإن إيقاف تشغيل الكاميرا أثناء مكالمة فيديوية عبر الإنترنت يؤدي إلى تخفيض هذه التأثيرات البيئية بنسبة 96%. كما أن مشاهدة المحتوى المرئي بالدقة القياسية عوضاً عن الدقة العالية أثناء استخدام تطبيقات مثل نتفليكس يحقق انخفاضاً بنسبة 86% في التأثيرات البيئية.

كوفيد-19 أدى إلى انخفاض انبعاثات وسائل النقل وارتفاع انبعاثات الإنترنت

على الرغم من أن إجراءات الحجر الصحي وقيود السفر قد أدت إلى تخفيض الانبعاثات البيئية الناجمة عن وسائل النقل، لكن ذلك لم يسفر سوى عن خفض نحو 6% فقط من انبعاثات غازات الدفيئة التي أطلقتها الولايات المتحدة هذا العام، وفقًا لتقديرات مؤسسة بلومبرج إن إي إف (BloombergNEF). وتتماثل هذه الأرقام تقريباً مع التقديرات العالمية.

دراسة جديدة تقدم تقديرات تقريبية للتأثيرات البيئية (الكربون والماء والأرض) المرتبطة مع استخدام التطبيقات الشهيرة على الإنترنت لمدة ساعة واحدة. مصدر الصورة: جامعة بوردو/ كايلا وايلس | تعريب: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية

في المقابل، سجلت العديد من البلدان ارتفاعاً كبيراً في استخدام الإنترنت منذ مارس الماضي. ما يعني معالجة أكبر للبيانات، وهذا بدوره يؤدي إلى استهلاك أكبر للكهرباء، وبالتالي إنتاج كميات أكبر من ثاني أكسيد الكربون وغيره من غازات الدفيئة، واستخدام مساحات أكبر من الأراضي التي تحتلها مراكز البيانات، واستهلاك كميات أكبر من المياه المستخدمة في التبريد. وقد قام الباحثون بدراسة هذه التأثيرات الناجمة عن كل 1 جيجابايت يتم تحميله على مجموعة من المنصات والمواقع، بما فيها يوتيوب وزوم وفيسبوك وإنستقرام وتويتر وتيك توك والألعاب عبر الإنترنت. وحصلوا على تأكيد لما هو متوقع: كلما تزايد استخدام الفيديو في أي تطبيق، ارتفع حجم تأثيراته البيئية.

شملت الدراسة عدة بلدان منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والبرازيل وفرنسا وروسيا وألمانيا والصين وجنوب أفريقيا. ووجدت أن التأثيرات البيئية لاستخدام الإنترنت قد تباينت باختلاف البلد. وعلى سبيل المثال، كان التأثير على مساحة الأراضي في المملكة المتحدة أعلى بنسبة 281% من المتوسط العالمي، واستهلاك المياه في البرازيل كان أعلى بنسبة 218% وانبعاثات الكربون في جنوب إفريقيا كان أعلى بنسبة 59% من المتوسط.

ويقول الباحثون إنه إذا ما واصل استخدام الإنترنت ارتفاعه حتى نهاية عام 2021، فإن هذه الزيادة في استخدام الإنترنت ستتطلب وحدها:

  • غابة مساحتها 115,229 كيلومتر مربع -أي ما يعادل نصف مساحة إنجلترا- من أجل امتصاص الكربون الناجم عنه.
  • مياه كافية لملء 300,000 مسبح أولومبي.
  • مساحة أرض تعادل مساحة مدينة لوس أنجلوس.

دعوة لأخذ البيئة في الحسبان عند استخدام الإنترنت

توضح الدراسة أنه لو قام 1 مليون مستخدم بإيقاف تشغيل كاميراتهم أثناء الاجتماعات الفيديوية، ستنخفض انبعاثات الكربون الشهرية بمقدار 9,023 طن. ولو قام 70 مليون شخص بتخفيض دقة الفيديوهات التي يشاهدونها عبر الإنترنت من الدقة العالية إلى الدقة القياسية، فستنخفض انبعاثات الكربون الشهرية بمقدار 2.5 مليون طن.

يقول الباحثون: “إن إجراءات بسيطة مثل إيقاف تشغيل الكاميرا أثناء اجتماع افتراضي، أو تخفيض دقة الفيديوهات، أو تقليل وقت ممارسة الألعاب عبر الإنترنت، أو تقليص زمن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، أو حذف المحتوى غير الضروري عن خدمات التخزين السحابي، أو إلغاء الاشتراك في الرسائل البريدية، كل هذا من شأنه أن يحدث تخفيضاً هاماً في التأثيرات البيئية لاستخدام الإنترنت”.

ويشير الباحثون إلى أن التقديرات التي توردها الدراسة تقريبية وترتبط دقتها بدقة البيانات التي يوفرها مزودو خدمات الإنترنت ومنصات الإنترنت، لكن مع ذلك يرى الباحثون أنها تساعد في توثيق التأثيرات البيئية لاستخدام الإنترنت وتوفر فهماً أشمل لهذه التأثيرات.

هل أنت من الأشخاص الذين لا يحبون إظهار وجوههم أثناء الاجتماعات؟ حجتك الآن مدعومة بدليل علمي: أنت تريد المساهمة في الحفاظ على البيئة!

المحتوى محمي