شارك
الرئيسية
2 دقائق 
الخبر
يصبح الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا ناقلين للعدوى بسرعة أكبر بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، وذلك وفقاً لأول دراسة في العالم "للتحدي لدى البشر"، والتي تم فيها إصابة متطوعين شباب أصحاء بالفيروس بشكل متعمد. وتعدّ الدراسة، التي أجراها فريق بقيادة باحثين من إمبريال كوليدج لندن، هي الأولى التي ترصد ما يحدث منذ لحظة إصابة الشخص بفيروس كورونا.
نتائج تجربة إصابة المتطوعين المتعمدة بفيروس كورونا
تعرّض المتطوعون، الذين بلغ عددهم 36 متطوعاً وتراوحت أعمارهم بين 18 30 عاماً، لجرعة منخفضة من فيروس كورونا الأصلي في الأنف، بما يعادل الكمية الموجودة في قطرة واحدة فقط من سائل الأنف. ظهرت أعراض كوفيد-19 لدى نصف المشاركين، وأصبحوا ناقلين للعدوى في غضون يومين فقط، حيث بلغت مستويات الفيروس المُعدي ذروتها بعد خمسة أيام. وقد كان مقدّراً في السابق أن الوقت الذي يستغرقه ظهور أولى الأعراض هو نحو خمسة أيام من التعرض. ظل المشاركون في الدراسة ناقلين للعدوى لمدة تسعة أيام بشكل وسطي وظلت لديهم مستويات يمكن الكشف عنها من الفيروس في أنوفهم بعد 12 يوماً من التعرض الأولي.
فقد جميع المتطوعين تقريباً حاسة الشم وعانوا من أعراض تشبه أعراض الزكام مثل سيلان الأنف والتهاب الحلق. ولم يتم الإبلاغ عن أي أعراض خطيرة لدى أي منهم. كما تم إعطاء بعض المرضى دواء ريمديسفير المضاد للفيروسات قبل الإصابة، لكن التجربة لم تسجل أي اختلاف ملحوظ في شدة الأعراض.
اقرأ أيضاً: مسافة مترين من الابتعاد تخفض انتقال العدوى إلى النصف مقارنة بمسافة متر واحد
ما معنى هذه التجربة؟
تترافق النتائج مع بعض المحددات المتمثلة بأنها مستخلصة من عدد قليل من المتطوعين وأنه قد تم نشرها في ورقة أولية لم تخضع للمراجعة من قبل الأقران بعد. ومع ذلك، فإنها توفر بعض الأفكار المفيدة خلاف ذلك، فحقيقة أن الناس يصبحون ناقلين للعدوى بهذه السرعة ويظلون كذلك لمثل تلك الفترة الطويلة تشير إلى أن فترات الحجر الموصى بها ينبغي أن تبقى بحدود 10 أيام. وعلى الرغم من اكتشاف الفيروس في الحلق أولاً، إلا أنه كان موجوداً في الأنف في النهاية بمستويات أعلى بكثير، ما يُظهر الحاجة إلى ارتداء الكمامات بشكل صحيح لتغطية الأنف.
اقرأ أيضاً: لقاح فايزر يتلقى ضربة من المتحور أوميكرون.. لكن الجرعات الداعمة مفيدة
الخضوع للاختبار
يدعم البحث أيضاً الاستخدام المنتظم واسع النطاق لاختبار التدفق الجانبي. وجدت النماذج التي تم إنشاؤها باستخدام بيانات الدراسة أن الاختبارات السريعة المنتظمة يمكنها تشخيص الإصابة بالعدوى قبل تكاثر 70% إلى 80% من الفيروسات المُعدية، ما يعني أن خضوع الأشخاص للاختبار بانتظام ومن ثم الحجر عندما تكون النتيجة إيجابية قد يؤدي إلى خفض الانتقال على مستوى المجتمع بشكل كبير. كما أن عدم إصابة أي من المشاركين بالمرض الشديد يشير إلى إمكانية استخدام طريقة التجربة هذه لاختبار المتحورات أو الأدوية المستقبلية.
وقال مايكل جاكوبس، استشاري الأمراض المُعدية في مستشفى رويال فري لندن، حيث أجريت التجربة، في بيان له: "لقد قدمت التجربة بالفعل بعض الأفكار الجديدة المذهلة بشأن العدوى بفيروس كورونا، ولكن ربما تكون أكبر إسهاماتها هي إيجاد طريقة جديدة لدراسة العدوى والاستجابات المناعية لها بشكل مفصل والمساعدة في اختبار اللقاحات والعلاجات الجديدة".