تعرف على الباحث الفلسطيني مصطفى جرار وأعماله في الذكاء الاصطناعي وحوسبة اللغة العربية

نشأته ودراسته

ولد مصطفى جرار ونشأ في فلسطين، وبدأ مشواره التعليمي فيها، فحصل في البداية على درجة البكالوريوس في هندسة نظم الكمبيوتر عام 1995 من "جامعة بوليتكنك فلسطين"، ثم غادر البلاد إلى بلجيكا واستكمل تعليمه في "جامعة بروكسل الحرة"، ونال منها درجة الماجستير في علوم الحاسب عام 2000، والدكتوراه في علوم الحاسب عام 2007، ثم حصل على زمالة ماري كوري، وقضاها في "جامعة قبرص" في الفترة ما بين 2007 و2009.

مسيرته المهنية

شغل جرار عدة مناصب إدارية، منها الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في كل من "شركة كيانا للحوسبة والهندسة" بين 1995 و1997، و"إيه آي بنك" (AI Bank) بين 1997 و1999، وكان عالماً أول للأبحاث في "جامعة بروكسل الحرة" بين 1999 و2007، وأستاذاً مشاركاً زائراً في كلية الطب بـ "جامعة بوفالو" بين 2016 و2017، ومديراً وباحثاً رئيسياً لأكثر من عشرين مشروعاً دولياً.

أسس "أكاديمية فلسطين للحَوكمة الإلكترونية"، وعمل مستشاراً لعدة مؤسسات دولية مثل "الاتحاد الأوروبي"، و"الأمم المتحدة"، و"وزارة الاتصالات الفلسطينية"، حيث قام بتطوير إطار التبادل البيني الفلسطيني للحكومة الإلكترونية المعروف بزنار (Portal ZINNAR).

كان عضواً بلجنة "معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات" (IEEE) للتعليم الإلكتروني بين 2005 و2006، وعضواً في مجلس محافظي "مركز الإسكوا" في الأمم المتحدة لتكنولوجيا المعلومات لعدة سنوات، ويشغل حالياً (2022) عضوية "نقابة المهندسين الفلسطينيين" منذ 1996، وعضوية العديد من اللجان العلمية الدولية مثل لجنة "الاتحاد الدولي لمعالجة المعلومات" (IFIP) لقواعد البيانات منذ 2003، واللجنة الوطنية لإحصاءات العلوم والتكنولوجيا في "الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني" منذ 2014، وعضوية "جمعية خريجي ماري كوري" منذ 2015.

جرار أستاذ في دائرة علم الحاسوب بـ "جامعة بيرزيت" في فلسطين منذ 2009، ورئيس برنامج الدكتوراه في علوم الكمبيوتر في الجامعة ذاتها منذ 2020، وسبق له أن شغل عدة مناصب في الجامعة، منها عضويته بلجنة البحث العلمي في الفترة بين 2010 و2014 وبين 2017 و2018، وعضويته بلجنة التوظيف والتعيين بإحدى كليات الجامعة بين 2010 و2015، إضافة لعمله مديراً لبرنامج الماجستير في الحوسبة بين 2010 و2013، وتأسيسه لـ "معهد ابن سينا لهندسة المعرفة والتقنيات العربية" بالجامعة وإدارته بين 2011 و2015.

اهتمامه البحثي

يركز جرار في بحثه على الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغات الطبيعية، وهندسة علم الوجود، والويب الدلالي، وقواعد البيانات المعجمية، واللهجات، ووسائل التواصل الاجتماعي، والرسوم البيانية المعرفية، وقواعد بيانات الرسم البياني، والحوكمة الإلكترونية، وتكامل البيانات، ولديه أكثر من سبعين بحثاً علمياً محكماً في مجالات اهتمامه، ونظّم ما يزيد عن عشرين مؤتمراً وندوةً دولية فيها.

يعتقد جرار أن حوسبة اللغة العربية باتت أمراً ضرورياً، إذ لا تزال المادة العربية في قواعد البيانات والقواعد الحاسوبية ضعيفة، وبحاجة لضخ المزيد من النتاجات المعرفية والعقلية والفكرية والعلمية المتعلقة باللغة العربية في الحاسوب، وهناك ضرورة لإثراء المحتوى الرقمي باللغة العربية عبر شبكة الانترنت.

أنطولوجيا عربية

وضمن إطار عمله البحثي واهتمامه بمعالجة اللغات الطبيعية وحوسبة اللغة العربية، أطلق عام 2018 بالتعاون مع "جامعة بيرزيت" محرك "الأنطولوجيا العربية"، محرك البحث المعجمي الأول من نوعه على مستوى جميع اللغات المستخدمة عبر شبكة الإنترنت، يتيح للباحث استرجاع ترجمة ومترادفات ومعاني كلمة معينة من 150 معجماً عربياً ومتعدد اللغات، تمت حوسبتها جميعاً وتوحيدها في قاعدة بيانات واحدة، سواء المعاجم اللغوية العامّة التراثية والحديثة، أو المعاجم العلمية المتخصصة في مختلف مجالات العلوم التطبيقية والإنسانية.

تم تطوير هذا المحرك على مدى 9 سنوات، وفق المعايير والمقاييس الصادرة عن "منظمة الشبكة العالمية"، سواء المعايير المتعلقة بأسلوب نشر البيانات على الإنترنت، أو المعايير المتعلقة بتمثيل وتبادل البيانات اللغوية، ويقدم محرك البحث ترجمات أدق بكثير من جميع المترجمات الآلية المتاحة، ويشمل معاجم لغوية تقليدية وحديثة، ومسارد مصطلحات، ومكانز مترادفات، ومعاجم ثنائية وثلاثية اللغة، وقواعد بيانات تصريفية واشتقاقية، وفي شتى المجالات العلمية والهندسية والطبية والتجارية والإنسانية.

يوفر المحرك، بحسب جرار، ترجمة دقيقة بالعربية للمصطلحات والألفاظ الأجنبية، وبما يتجاوز الأخطاء والمغالطات الكثيرة التي تقدمها ترجمات محركات البحث شائعة الاستخدام، ويقدم هذا المحرك جيلاً جديداً وحديثاً للمعاجم العربيّة، التي تركز غالبيتها على تصريف الكلام، بينما يصف هذا المحرك معاني الكلمات وصفاً دقيقاً جداً.

جوائز وتكريمات

فاز جرار بجائزة "مؤسسة عبد الحميد شومان" للباحثين العرب في دورتها السابعة والثلاثين لعام 2019، عن مشروعه محرك البحث للمعاجم العربية، بعد منافسته 382 مرشحاً من الوطن العربي، كما نال "جائزة محمد بن راشد للغة العربية" لعام 2019، إضافة لفوزه بأفضل الأوراق البحثية لعدة مرات.