تعرف على الأردنية غادة دوشق وابتكارها لتمكين اتصالات ضوئية عالية السرعة

3 دقائق
مبتكرون دون 35: تعرف على المبتكرة الأردنية غادة دوشق وأبحاثها في الفيزياء التطبيقية
حقوق الصورة: إم آي تي تكنولوجي ريفيو العربية.

نشأتها ودراستها الأكاديمية

نالت غادة دوشق جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2021، وهي مولودة في الكويت لأبوين فلسطينيين. كانت طفلة فضولية، لم يكن هناك شيئ في مأمن من عقلها وأصابعها المتطفلة على اكتشاف كل ما أمامها، فإذا كان هناك جهاز تحكم عن بعد على الطاولة، فيجب أن تعمل على تفكيكه لمعرفة كيفية عمله، حتى أن فضولها أثار أعصاب مدرّستها عندما كانت في الصف الثاني، فاشتكت لوالدتها من أنها تطرح الكثير من الأسئلة، ولم تكن تعرف كيف تجيب عنها.

 ولحسن حظها، شجعها والداها على الاستكشاف، حتى أصبحت اليوم زميلة باحثة لما بعد الدكتوراه في مختبر أبحاث الضوئيات في "جامعة نيويورك أبوظبي"، لتبتكر من خلال بحثها مواداً جديدة ومبتكرة الاتصالات الضوئية عالية السرعة. 

ترجع دوشق اهتمامها بالضوء والبصريات إلى تجاربها الأولى عندما ترعرعت في رام الله في الضفة الغربية لفلسطين، فعندما كانت في العاشرة من عمرها، أحضر لها والداها مجموعة من الصخور السحرية، وهي كتل من جزيئات الملح المعدنية التي تنمو إلى بلورات متعددة الألوان عند وضعها في محلول من الصوديوم والماء، فاندهشت كيف يتم تكبيرها ثم إخراجها بألوان مختلفة، فاكتشفت بذلك شغفها وبدأت بإجراء العديد من التجارب. 

ألهمتها أختها الكبرى مدرّسة الرياضيات، فذهبت لدراسة الفيزياء والرياضيات في "جامعة بيرزيت"، وعلى الرغم من معاناتها خلال دراستها من عدة تحديات، إلا أنها تمكنت من الحصول على درجة البكالوريوس في الفيزياء والرياضيات عام 2009 بامتياز من "جامعة بيرزيت" في رام الله بفلسطين، وحصلت بعد ذلك على الماجستير في فيزياء الأجسام الصلبة عام 2012 من "الجامعة الأردنية"، ثم نالت شهادة الدكتوراه في هندسة النظم الدقيقة عام 2017 من "معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا" بأبوظبي بالتعاون مع "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا".

اهتمامها البحثي 

كانت دوشق عضو هيئة تدريس في "جامعة بيرزيت" بين 2012 و2013، حيث عملت على تدريس عدة دورات في الفيزياء، وتعمل اليوم (2022) باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه بمجموعة أبحاث الفوتونات في "جامعة نيويورك أبوظبي" منذ 2017.

يركز بحثها على مجموعة من المشكلات المتعلقة بالمواد الجديدة والمبتكرة والهياكل وتكنولوجيا المعالجة الخاصة بمواد السيليكون والجرمانيوم وأشباه الموصلات المركبة، وتسعى لاكتشاف مواد جديدة ومبتكرة لتحسين الجيل القادم من الاتصالات الضوئية عالية السرعة والحوسبة والاستشعار، ولديها أكثر من 25 بحثاً في المجلات الدولية ووقائع المؤتمرات. 

ترى دوشق أن التكنولوجيا تسببت بإحداث تحول كبير في كل جانب من جوانب الحياة اليومية، فالفرد في هذه الأيام يحتاج إلى التكنولوجيا في كل مسألة من مسائل حياته اليومية، في قراءة المعلومات الموجودة على الهاتف الخلوي مثلاً، أو خلال نقل مقاطع الفيديو، أو التسوق عبر الإنترنت، أو رفع الصور، أو عمليات البحث عن البيانات، وكل ذلك تتم معالجته في مراكز البيانات الضخمة باستثمارات هائلة في مجال الاتصالات عبر الألياف البصرية، ولهذا السبب يستكشف كل من علماء المواد والفيزياء وقطاع أنصاف النواقل طرقاً عديدة لدمج مواد جديدة في تكنولوجيا السيليكون.

طريقة مبتكرة لاتصالات ضوئية عالية السرعة

ومن خلال "مجموعة غادة للأبحاث الضوئية" التي أسستها عام 2018، والتي تضم ثمانية أعضاء في مختلف التخصصات، تمكنت من ابتكار طريقة لدمج مواد جديدة ثنائية الأبعاد تعتمد على الجرمانيوم على منصات فوتونية من السيليكون، لأغراض الاتصالات الضوئية عالية السرعة بنوعيها القصير والطويل المدى، بشكل يؤدي إلى الحد من المقاومة الكهربائية داخل أجهزة الكمبيوتر، وزيادة سرعة التشغيل، وخفض تكاليف الطاقة، وزيادة المسافة التي يمكن إرسال المعلومات عبرها من دون ضياع في البيانات، ونالت عن ابتكارها هذا جائزة مبتكرون دون 35 من إم آي تي تكنولوجي ريفيو لعام 2021.

وحسب تعبيرها، ما يجعل ابتكارهاً فريداً من نوعه، هو أنه يحقق الاستهلاك المنخفض للطاقة عند توزيع المعلومات ضوئياً بدلاً من توزيعها إلكترونياً على الرقاقة، وبالتالي، يمكن تجنب تبديد الطاقة، ويمكن إرسال الإشارات الضوئية عبر مسافات طويلة مع انخفاض طفيف جداً في الجودة وبسرعة أعلى بكثير، وهذا هو السبب الأساسي لإنشاء وصلات شبكة الإنترنت بالاعتماد على الألياف الزجاجية التي توجه هذه الإشارات الضوئية.

جوائز وتكريمات

نالت دوشق ميدالية الرابطة الدولية للمواد المتقدمة (IAAM) لعام 2018 في السويد، وجائزة ألزيفير من "جامعة نيويورك أبوظبي" لعام 2018، وجائزة "مختبر الجدران المتساقطة في برلين" (Falling Walls Berlin Lab) لعام 2020 لعملها في كسر جدار الاتصالات البصرية عالية السرعة، كما فازت بـ "جائزة العالمات النساء في الدول النامية" (OWSD-ELSEVIER Foundation Award-2021) لتكون بذلك ثاني فلسطينية تحصل على هذه الجائزة والأولى في تخصص الإلكترونيات الصوتية.

المحتوى محمي