يقول جستن مايرز إنه لا يستعيض عن أي من الوظائف التقليدية بالحلول الآلية: وإنما يقوم بتعزيزها. يعمل مايرز محرراً للتشغيل الآلي في وكالة أسوشييتد برس التي تشتهر بتغطيتها الإخبارية، ولكنها قامت مؤخراً بتطوير برنامج يمكنه إنشاء المحتوى ونشره بشكل آلي. وهذا البرنامج الذي تم ابتكاره بالتعاون مع شركة "أوتوميتد إنسايتس"، يستخرج البيانات من مستندات مثل تقارير الأرباح المالية ليقوم بإعداد مقالات عنها.
من الطبيعي أن يخشى أي شخص من أن تكون وكالة أسوشييتد برس قد خلقت وحشاً يدمر الوظائف. فالتقارير اليوم ربعيّة تصدر كل ثلاثة أشهر، أما غداً، فإن كل شيء يظهر على الصفحة الأولى من الصحيفة سيكون صادراً عن مراسلين آليين. ولكن مايرز يعتقد أن المستقبل سيتمحور بشكل أكبر حول التعاون بين الإنسان والآلات. يقول: "تبرع الحواسيب بإخبارك عما حدث، ولكنها لا تجيد إخبارك عن الأسباب الكامنة وراء ذلك". ويضيف: "وهذا الجزء من العمل هو الحيز الذي يتفوق فيه البشر بشكل كبير. حيث يلزم وضع الأحداث في سياق معين ومنحها القصة المرافقة التي تتعلق بما جرى".
وبالتالي، وبدلاً من الاستعاضة عن الصحافيين، يركز مايرز على تبسيط العمليات على الصحافيين من خلال تعزيز إمكانات أعمالهم الروتينية اليومية. حيث أنه يقضي جزءاً من يومه في العمل على الرسومات وكتابة المقالات، في حين يقضي بقية يومه في العمل خلف الكواليس. يشرح مايرز قائلاً: "قد أساعد أشخاصاً لديهم فكرة عن كيفية تحسين سير العمل الخاص بهم أو فكرة لتقديم منتج جديد لصالح أسوشييتد برس". ويضيف: "في المقابل، أقوم بتطوير بعضٍ من هذه الأفكار بنفسي".
تُستخدم ابتكاراته بشكل أساسي في المهام العادية البسيطة، مثل البحث عن الأخبار أو كتابة القصص الإخبارية المتكررة، ما يؤدي إلى إلغائها من بين المهام اليومية للمراسل.
يقوم أحد البرامج التي ساهم مايرز في تطويرها بمراقبة صفحات الويب وإعلام المراسلين عندما يتم تعديلها، كأن يتم تعديل محتوى الموقع الإلكتروني لوكالة حماية البيئة الأميركية، على سبيل المثال، أو تقوم شركة ما بإصدار بيان رسمي. كما أنه عمل على زيادة إمكانات البرنامج الحاسوبي الآلي الخاص بكتابة المقالات في أسوشييتد برس لكي يغطي مجالات جديدة من الموضوعات مثل السندات الحكومية.
في النهاية، يعتقد مايرز أنه سيكون أمراً مألوفاً بالنسبة للمراسلين أن يعملوا جنباً إلى جنب مع الأدوات التي يقوم بتطويرها. يقول مايرز: "بذلك، تحصل أنت على أفضل ما هو متوفر في كلا الطرفين. حيث يكتب الحاسوب ما حدث، ويقوم الإنسان بإضافة السياق".