مع تزايد اعتمادنا على الهاتف الذكي ليس لإجراء المكالمات فحسب، وإنما لإنجاز أعمالنا وإرسال بريدنا الإلكتروني وممارسة الألعاب وغيرها، اكتسبت مسألة زيادة مدة عمل الهاتف المحمول وإطالة عمر بطاريته أهمية متزايدة.
وعلى الرغم من تميّز هاتف الآيفون بالجمع بين التقنيات المتقدمة والهندسة الدقيقة، إلا أنه في نهاية المطاف يستخدم بطاريات الليثيوم أيون نفسها. وبالتالي، يعاني مستخدموه من سرعة استنزاف طاقة البطارية حتى مع آيفون 12 الجديد. علاوة على ذلك، فإن جميع البطاريات القابلة لإعادة الشحن هي مواد استهلاكية ولها عمر محدود؛ إذ تنخفض قدرتها في نهاية المطاف لتؤثر على أداء الآيفون، ولذلك ستكون هناك حاجة لاستبدالها.
نقدم إليكم في هذه المقالة مجموعة من النصائح العملية التي تساعد في إبطاء سرعة نفاد البطارية وإكسابها عدداً أكبر من دورات الشحن، أو بكلمات أخرى: إطالة عمرها الافتراضي. لكن لنبدأ ببعض المعلومات الأساسية حول البطاريات المستخدمة في آيفون والتقنيات المستخدمة في شحنها.
معلومات عامة عن بطارية الآيفون وشحنها
تعتمد هواتف آيفون على بطارية ليثيوم أيون من آبل. ومن المعروف أن هذه البطارية تُشحن بصورة أسرع من البطاريات التقليدية، وتدوم لوقت أطول، وهي تتمتع بكثافة أعلى للطاقة لتوفر عمراً أطول للبطارية في هيكل أخف وزناً.
ويستخدم الآيفون تقنية الشحن السريع حتى تصل البطارية إلى نسبة %80 من قدرتها بسرعة، ثم تنتقل إلى شحن تدريجي بطيء. تختلف الفترة الزمنية التي تستغرقها البطارية للوصول إلى أول %80 من سعتها بحسب إعداداتك والجهاز الذي تشحنه. ومن شأن طريقة الشحن هذه أن تُطيل عمر بطارية هاتفك.
ويُعرَّف “عمر البطارية” بأنه: مقدار الوقت الذي تستمر فيه البطارية بالعمل قبل أن يلزم استبدالها. أما المدة التي يستمر فيها الجهاز بالعمل قبل أن يحتاج إلى إعادة الشحن فتسمى “مدة عمل الجهاز على البطارية”. ويتأثر عمر البطارية ومدة عمل الجهاز عليها قبل أن تحتاج إلى إعادة شحن بمزيج من العوامل والإعدادات وطريقة استخدام الهاتف.
تؤكد آبل أنه يمكنك شحن بطارية ليثيوم أيون لجهازك الآيفون في أي وقت من دون الحاجة للتأكد من تفريغها بنسبة %100 قبل إعادة الشحن. حيث تعمل بطاريات ليثيوم أيون من آبل بنظام دورات الشحن؛ تكتمل دورة الشحن الواحدة عند استهلاكك مقدار %100 من سعة بطارية جهازك، غير أنه ليس من الضروري أن يكون هذا المقدار ناتجاً عن عملية شحن واحدة. فمثلاً، قد تَستهلك %75 من سعة بطاريتك في يوم، ثم تعيد شحنها بالكامل طوال الليل. إذا استهلكت %25 في اليوم التالي، فستكون قد أفرغت %100 من قدرتها إجمالاً، وسيشكل اليومان معاً دورة شحن واحدة.
تتراجع قدرة أي نوع من البطاريات بعد عدد محدد من مرات إعادة الشحن. ومع بطاريات ليثيوم أيون، تقل السعة بمقدار ضئيل مع كل دورة شحن كاملة. وقد صُممت بطاريات ليثيوم أيون من آبل لتحتفظ بنسبة %80 على الأقل من سعتها الأصلية بحيث تمنحك عدداً كبيراً من دورات الشحن.
للحصول على أفضل أداء للبطارية وتمديد عمرها، ننصحك باتباع الإرشادات التالية:
1. تشغيل شحن البطارية المحسَّن
أتاحت آبل في إصدار نظام التشغيل iOS 13 والإصدارات الأحدث، ميزة تُسمى شحن البطارية المُحسَّن (Optimized Battery Charging) لتحسين عمر البطارية الافتراضي من خلال تقليل الوقت الذي يقضيه هاتف آيفون لشحنها بالكامل.
عندما تُفعّل هذه الميزة فإن هاتف آيفون سيراقب مدة الشحن ويحافظ على نسبة شحن حتى 80% فقط، ما يجنّب البطارية مخاطر ارتفاع فرق الجهد، ثم يرفع الشحن إلى 100% قبل فترة من نزع الهاتف من الشحن، وهذا الإعداد يعمل بشكل أفضل للأشخاص الذين لديهم نمط شحن منتظم، حيث سيتم شحن بطارية آيفون بنسبة 100% دون حدوث أضرار على المدى الطويل.
ويمكنك التأكد من تفعيل هذه الميزة من خلال الدخول إلى “الإعدادات”، ثم “البطارية”، ثم النقر على “حالة البطارية”، ومن ثم تفعيل ميزة “شحن البطارية المحسَّن”.
2. إدارة التطبيقات التي تستهلك طاقة البطارية
يمكنك التحقق من إحصائيات استخدام البطارية عن طريق فتح “الإعدادات”، ثم “البطارية”، ستظهر مخططات بيانية تتيح لك رؤية مستوى البطارية والتطبيقات التي استخدمت معظم طاقة البطارية، فإذا وجدت تطبيقاً لا تحتاجه ويستنزف البطارية بسرعة يمكنك حذفه.
كما يمتلك نظام آي أو إس (iOS) 11.3 والإصدارات الأحدث ميزات لعرض كفاءة البطارية، والتوصية باستبدال البطارية عند الضرورة. ويمكن الوصول إلى هذه الميزات من “الإعدادات”، ثم اختيار “البطارية”، ثم “حالة البطارية”.
3. الاعتماد على شبكة واي فاي أكثر من الشبكة الخليوية
عندما تستخدم جهازك للوصول إلى البيانات، يستهلك اتصال واي فاي طاقة أقل من الاتصال عن طريق شبكة الاتصالات الخليوية. لذا، تنصح آبل بالاعتماد على شبكة الواي فاي أينما كانت متوافرة. وإذا لم تكن تستخدم الشبكة اللاسلكية أو البلوتوث، فمن شأن إيقاف تشغيلهما أن يساهم في تحسين مدة عمل الجهاز على البطارية قبل أن يحتاج إلى إعادة شحن.
4. إدارة خدمات تحديد الموقع
يمكنك تحسين عمر البطارية عن طريق إيقاف تشغيل خدمات الموقع (Location Services) لبعض التطبيقات. ويمكنك القيام بذلك من خلال الدخول إلى “الإعدادات”، ثم “الخصوصية”، ثم “خدمات الموقع”.
ستجد كل تطبيق مرفقاً بإعدادات أذونات الوصول إلى الموقع الجغرافي الخاصة به.
5. تفعيل وضع الطيران
عندما تكون في منطقة ذات تغطية ضعيفة للشبكة، فإن الآيفون يكون في عملية بحث مستمر عن قوة إشارة أفضل، ما يؤدي إلى استنزاف طاقة البطارية. وفي هذه الحالة، يمكنك زيادة مدة عمل الآيفون من خلال تشغيل نمط الطيران. ويمكنك القيام بذلك من خلال الدخول إلى “مركز التحكم” والنقر على أيقونة “وضع الطيران”.
6. تعتيم الشاشة وميزة الإضاءة التلقائية
تستهلك إضاءة الشاشة قسماً لا بأس به من سعة البطارية. ويمكنك زيادة مدة عمل الآيفون على البطارية وتحسين عمرها الافتراضي من خلال تعتيم الشاشة أو تفعيل ميزة الإضاءة التلقائية لضبط سطوع الشاشة بما يتناسب مع ظروف الإضاءة المحيطة. ولتعتيم الشاشة، افتح “مركز التحكم” وقم بضبط مستوى السطوع إلى درجة تعتيم مناسبة. أما لتفعيل ميزة الإضاءة التلقائية، يمكنك الدخول إلى “الإعدادات”، ثم “عام”، واختيار “إمكانية وصول ذوي الاحتياجات الخاصة”، ثم “تسهيلات الشاشة”، وبعدها قم بتفعيل الإضاءة التلقائية.
7. تفعيل نمط الطاقة المنخفضة
يخبرك آيفون عندما ينخفض مستوى البطارية إلى 20% ومرة أخرى عندما يصل إلى 10%، ويسمح لك بتشغيل نمط الطاقة المنخفضة (Low Power Mode) بلمسة واحدة، أو يمكنك تفعيله بالانتقال إلى “الإعدادات”، “البطارية”. ويعمل نمط الطاقة المنخفضة على خفض درجة سطوع الشاشة وتعزيز أداء الجهاز وتقليل تحريك الرسوم في النظام، ويمنع بعض التطبيقات مثل تطبيق البريد من تحميل أي محتوى في الخلفية، كما يقوم بتعطيل ميزات مثل أيردروب (AirDrop) ومزامنة آي-كلاود (iCloud)، ما يسمح بزيادة مدة عمل الجهاز على البطارية قبل الحاجة إلى إعادة شحنها.
وعند استخدام نمط الطاقة المنخفضة، يمكنك الاستمرار في استخدام الهاتف للأغراض الهامة مثل إجراء المكالمات الهاتفية واستقبالها وإرسال البريد الإلكتروني والرسائل واستقبالها والاتصال بالإنترنت. وعندما يُشحن الهاتف مرة أخرى، يتم إيقاف تشغيل نمط الطاقة المنخفضة تلقائياً.
8. تقييد تحديث التطبيقات في الخلفية
تقوم بعض التطبيقات بالتحديث (Refresh) حتى لو لم تكن قيد الاستخدام، ما يقلل من مدة عمل الآيفون على البطارية. يمكنك إيقاف تشغيل هذه الميزة بالدخول إلى “الإعدادات”، ثم “عام”، واختيار “تحديث التطبيقات في الخلفية”، ثم يمكنك اختيار “واي فاي” أو “واي فاي والبيانات الخليوية” أو “متوقف” لإيقاف تحديث التطبيقات في الخلفية بشكل كامل.
كما يمكنك تحقيق توفير إضافي في البطارية من خلال تعديل إعدادات تطبيق البريد الإلكتروني واختيار “جلب البيانات يدوياً” أو زيادة الفاصل الزمني لجلب البيانات، ويمكنك القيام بذلك من خلال الدخول إلى “الإعدادات”، ثم “الحسابات وكلمات السر”، ومن ثم “جلب بيانات جديدة”.
9. تجنُّب الحرارة المرتفعة
تم تصميم أجهزة آيفون لتقديم أفضل أداء في درجات حرارة محيطة تتراوح بين 0 إلى 35 درجة مئوية. ومن الضروري ألّا تُعرِّض جهازك لدرجات حرارة محيطة تزيد عن 35 درجة مئوية، فقد يؤدي ذلك إلى إتلاف سعة البطارية بشكل دائم، ما يعني أن البطارية لن تتمكن من تزويد جهازك بالطاقة لفترة طويلة على مدار دورة الشحن الواحدة. كما يمكن أن يزيد الشحن في درجات حرارة مرتفعة من تلف البطارية. وحتى تخزين البطارية في بيئة حارة كفيل بأن يلحق بها ضرراً كبيراً غير قابل للإصلاح. لذلك يجب عليك إبقاء هاتفك بعيدًا عن أشعة الشمس القوية، ولوحة القيادة في سيارتك، لمنع ارتفاع درجة الحرارة التي تتسبب في تقليل كفاءة البطارية مع مرور الوقت.
كما تنصح آبل بإزالة الغطاء الواقي للآيفون أثناء شحن البطارية؛ حيث إن شحن الجهاز وهو بداخل بعض أنواع الحافظات قد يولّد حرارة زائدة، وربما يؤثر على سعة البطارية.
10. تحديث جهاز الآيفون إلى أحدث إصدار من نظام التشغيل
عادةً ما تشتمل تحديثات أنظمة آبل على تكنولوجيا متطورة لتوفير الطاقة؛ لذا احرص دائماً على تزويد جهازك بأحدث إصدار من نظام آي أو إس (iOS). ويمكنك التأكد من توفر تحديثات جديدة من خلال الدخول إلى “الإعدادات”، ثم “عام”، والنقر على “تحديث البرامج”.
نصيحة إضافية لمدمني استخدام الهاتف
إذا كنت تستخدم هاتفك بشكل مكثف معظم الوقت، قد لا يكون اتباع جميع هذه النصائح كافياً لإطالة أمد عمل الآيفون وتحسين عمر البطارية. وربما ينبغي عليك التفكير في اقتناء مخزن طاقة (PowerBank) ووصلة يو إس بي (USB) حتى تتمكن من شحن بطارية جهازك أينما كنت.
وأخيراً، في حال أردت تخزين جهازك الآيفون لفترة طويلة، فمن الأفضل ألا تشحنها أو تفرغها بشكل كامل. وتنصح آبل أن تشحن جهازك في هذه الحالة بنسبة 50% تقريباً قبل إطفائه وتخزينه. كما ينبغي وضعه في مكان بارد وخالٍ من الرطوبة.