ما هي أفضل المواقع التي يمكن لمستوطني المريخ أن يعثروا فيها على الجليد؟

2 دقائق
ما هي أفضل المواقع التي يمكن لمستوطني المريخ أن يعثروا فيها على الجليد؟
لقطة لمنطقة دوتيرونيلوس مينساي بمسبار مارس إكسبرس المداري التابع لإيسا. مصدر الصورة: إيسا

إذا أسسنا مستوطنة بشرية على المريخ، فسوف نحتاج إلى الماء لتلبية عدد كبير من الخدمات الأساسية، بما فيها الشرب بطبيعة الحال.

وعلى الرغم من وجود الكثير من المياه المتجمدة في أقطاب هذا الكوكب، فإن الارتفاع كبير للغاية، كما أن إمكانية الوصول إلى ضوء الشمس محدودة، ما يزيد من صعوبة تأمين الطاقة. وبالتالي، فقد يكون من الأفضل أن نبحث عن الجليد تحت السطح في مناطق خطوط العرض الأقرب إلى المنطقة الاستوائية. تشير دراسة جديدة نُشرت في مجلة نيتشر للفضاء (Nature Astronomy) إلى وجود بضعة مواقع واعدة.

وقد تم تحديد هذه المواقع عن طريق مشروع مسح الجليد المائي تحت سطح المريخ (اختصاراً: سويم SWIM)، الذي يقوم على تحليل البيانات السابقة التي تعود إلى أكثر من 20 سنة من البعثات المريخية. تضمن المشروع دراسة خمس مجموعات مختلفة من بيانات الاستشعار عن بعد، التي تم جمعها باستخدام المسبار المداري مارس أوديسي، ومسبار الاستطلاع المريخي، والمراقب المريخي الشامل.

يقول جاريث مورجان، وهو باحث في معهد علوم الكواكب في توكسون، أريزونا، والمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة: “تتضمن كل من الطرائق الخمس دراسة نوع مختلف من الظواهر الوسيطة أو دلالة مختلفة لوجود الجليد” تتضمن هذه الأساليب إجراء مسح حراري ومسح لشكل التضاريس لدراسة التغيرات الجيولوجية السطحية التي تسبب فيها الجليد الكامن على عمق أقل من خمسة أمتار تحت السطح.

اكتشف مورجان وفريقه بضعة مواقع واعدة إلى حد كبير في نصف الكرة الشمالي، وتحديداً سهول أركاديا بلانيشيا المنخفضة الواقعة في منطقة خطوط العرض المتوسطة والمرتفعة، والشبكات الجليدية في منطقة دوتيرونيلوس مينساي نحو الشرق وقليلاً باتجاه الجنوب. المنطقة الأولى هي منطقة تدفقات بركانية قديمة للغاية، ويُشتبه بأن تاريخها يتضمن هطولات ثلجية هائلة تعود إلى ملايين السنين. ويبدو أن النتائج الجديدة تشير إلى أن هذه المخزونات تحركت ببطء تحت الأرض نحو أعماق ضحلة للغاية قد يمكن الوصول إليها بالحفر بسهولة فائقة.

تقع كل من أركاديا بلانشيا دوتيرونيلوس مينساي في نصف الكرة المريخية الشمالي عند خطوط العرض المتوسطة. مصدر الصورة: هيئة المساحة الجيولوجية الأميركية.

وحتى يتم حسم هذه المسألة، نذكر أن دوتيرونيلوس مينساي موطن للأنهار الجليدية العصرية، وهي موجودة بين المناطق المرتفعة المليئة بالحفر في الجنوب والسهول المنخفضة في الشمال. ويُعد الجليد هناك من الناحية العملية بقايا ما يُعتقد أنها بنى جليدية أكثر ضخامة من الماضي. ويُفترض أن يكون موجوداً إما تحت طبقة رقيقة من التربة والصخور المريخية بسماكة مترين فقط، أو طبقة بسماكة عدة أمتار من مادة عالية المسامية. وفي كلتا الحالتين، سيكون الوصول إلى الجليد سهلاً للغاية بالنسبة للمستوطنين.

قامت ناسا بتمويل الجولة الأولى من عمليات التحليل لتركز فقط على نصف الكرة الشمالي في المريخ. ويعتقد مورجان أن هذا يعود لاحتواء المنطقة على سهول كبيرة تصلح لهبوط سهل بمركبة فضائية على سطح المريخ. ولكنه يرغب في متابعة العمل وإجراء تحليلات أكثر عمقاً على مخزونات الجليد تحت السطح في نصف الكرة الجنوبي أيضاً.

تقول ليسلي جيرتش، وهي مهندسة جيولوجية في جامعة ميزوري للعلوم والتكنولوجيا، ولم تشارك في هذا البحث: “إن فتح هذا العمل أمام الأوساط العلمية يسمح باستثمار جميع الخبرات الموجودة، سواء داخل ناسا أو خارجها”. “وتتضمن الخطوة التالية تزويد البعثات اللاحقة بإمكانات أفضل للبحث عن الجليد، على عمق نصف متر وحتى 15 متراً تحت السطح، وهو مجال عمق يمكن الوصول إليه باستخدام أساليب الحفر عن بعد”.

لقد بدأت ناسا بالبحث عن الماء المتجمد على القمر. ونظراً لصعوبة الذهاب إلى المريخ -حيث إن الفترة المناسبة للإطلاق تصادف مرة واحدة كل سنتين– فمن المجدي أن نبدأ بالتفكير في هذه المسائل في وقت مبكر.

تقول جيرتش: “إن ندرة البيانات تحت السطحية ذات التفاصيل الكافية، حتى على الأرض، هي ما تجعل من عمليات التنقيب أقرب إلى المغامرة، غير أنها تبقى مغامرة ضرورية حتى تتمكن البشرية من العيش في مكان آخر”.

المحتوى محمي