أجرى مختبر الميديا في إم آي تي تجربة بمناسبة الهالوين تقوم على التحكم في شخص واحد من قبل عدة مئات من الأشخاص؛ وذلك لاختبار العقل الجمعي على الإنترنت. حيث قام ممثل واحد مجهول بتسليم إرادته بشكل كامل إلى ذلك الجمهور.
أُطلِق على الاختبار اسم بيمي، وقد بدأ في موقع مجهول في تمام الساعة 11 مساء بتوقيت شرق الولايات المتحدة في 31 أكتوبر الماضي، حيث أُسنِدت إلى الجمهور مهمة التغلب على ذكاء اصطناعي شرير عن طريق توجيه أفعال الممثل. أما طريقة تحقيق ذلك -إضافة إلى أي شيء آخر محتمل- فقد كان خاضعاً تماماً للإنترنت. وعلى الرغم من وجود خطة عامة، إلا أن المشرفين على التجربة فضَّلوا ألا يضعوا الكثير من القيود.
قام فريق إم آي تي بتصميم واجهة تخاطبية تتيح للمشاركين رؤية وسماع ما يراه الممثل ويسمعه، إضافة إلى اقتراح الفعل أو التحرك التالي، وقد دامت التجربة لمدة ساعتين تقريباً.
يقول نيكولو بيسيتيلي (أحد الباحثين المشرفين على المشروع): "من ميزات السلوك الذكي القدرة على وضع خطط بعيدة الأمد. وحالياً لا يوجد لدينا أي دليل على قدرة الجماهير على تحقيق هذا الأمر؛ حيث إن وضع الخطط أمر صعب في غياب التوجيه المركزي. وقد قررنا أن نتوسع في عملنا بهذا الاتجاه".
غير أن التجربة لا تقتصر -بالنسبة للباحثين- على إكمال الطريق بأسرع وقت ممكن، فالنجاح يقاس بكيفية تعامل المشاركين مع أفق التجربة ودفعه إلى أقصى حد ممكن. وخلال الاختبارات التي أُجريت مع مجموعات بين 10 و15 شخصاً، اقترب الجمهور من أشخاص غرباء، وحاول بعضُ المارة مساعدة الممثل بإعطائه توجيهات للتنقل ضمن الحرم الجامعي، كما دخلت المجموعة في حوارات أخذت وقتاً طويلاً إلى حد يدعو للاستغراب. ولكن أثناء الاختبار الأساسي، كان يتم تحميل الأمر التالي الذي يجب أن ينفذه الممثل بمجرد انتهاء الأمر الحالي، وذلك وفقاً لبيسيتيلي.
إذن، ماذا كان الهدف من هذه التجربة، إضافة إلى الاحتفال بالهالوين بطريقة مبتكرة؟
ليست اختبارات القرارات الجماعية بالشيء الجديد؛ ففي 2014 استخدم الآلاف من الناس خدمة بث الألعاب تويتش لممارسة لعبة بوكيمون ريد بشكل جماعي باستخدام أوامر القرارات الجماعية، كما أجرت مجموعة تضخيم التعاون في مختبر الميديا عدة دراسات على أفكار مماثلة، مثل إمكانية اشتراك مجموعات من الأشخاص في تأليف قصص مرعبة.
ولكن هذه التجربة دفعت بمسألة التعاون على الإنترنت إلى مستويات جديدة، حيث تطلبت سرعة في الاقتراحات والتصويت للتعامل مع ما يحدث في العالم الحقيقي بشكل فعال. ويأمل الباحثون في أن تكون هذه التجربة قد قدمت لهم معلومات حول كيفية عمل الجماهير بشكل فعلي، إضافة إلى أدلة حول كيفية استخدام أنظمة قرارات جماعية كهذا النظام في أوضاع أكثر جدية. حيث يقول مانويل سيبريان (قائد المجموعة): "عندما تكون المهمة متعلقة بالوقت بشكل أساسي -مثل الانتخابات أو التجمعات- يصبح من الصعب توقع ما سيحدث، ويمكن أن نقول إننا أردنا أن نعبر عن هذا".